جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، برفع السرية عن رسائل البريد الإلكتروني لوزير الخارجية ومرشحة الديمقراطيين السابقة هيلاري كلينتون، بمثابة زلزال سياسي، امتد تأثيره إلى منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.
 
الرسائل طرحت أمام الرأي العام العالمي عموما، والعربي على وجه الخصوص، خيوط تآمر إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وحزبه الديمقراطي، بالتعاون مع قطر ونظام الحمدين وجماعة الإخوان الإرهابية، على الدول العربية والإسلامية، ضمن ما يعرف بتطبيق "الفوضى الخلاقة".
 
خيوط المؤامرة تكشفت بوضوح مع مضامين هذه الرسائل، التي أوضحت آليات بناء شبكة مالية معقدة بغطاء إعلامي وسياسي، لدعم وترويج الخراب والتطرف، عبر جماعة الإخوان الإرهابية، وبتمويل قطري، وبغطاء سياسي أمريكي.
 
وتضمنت الرسائل، شخصيات سياسية أمريكية وعربية، كان لها دورا كبير في دائرة التآمر والتخريب التي طالت الشعوب العربية وأسالت دمائها، تحت مزاعم نشر الديمقراطية وصيانة حقوق الإنسان.
 
جودث ماكهيل
تعتبر جودث ماكهيل، والتي كانت تتولى منصب وكيلة وزارة الخارجية الأمريكية والدبلوماسية العامة، من أبرز شخصيات رسائل كلينتون.
 
تم الاعتماد على ماكهيل لتلميع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما من جانب، وأيضاً دعم قناة الجزيرة لدى الرأي العام العربي والإسلامي عبر استضافتها لمسؤوليين أمريكيين من جانب آخر.
 
ففي رسالة مؤرخة في 26 أبريل 2010، تضمن جدول أعمال ماكهيل إلى الدوحة، لقائين مع قناة الجزيرة القطرية بقسميها العربي والإنجليزي، إلى جانب عقد عساء مع موظفيها، في إشارة إلى ترتيب آلية تحركها الإعلامي لدعم أفكار وسياسات أوباما
 
وضاح خنفر
جاء ذكر وضاح خنفر، سفير الخراب القطري في رسالة مؤرخة في سبتمبر 2012، مع الحديث عن تأسيس شكبة إعلامية إخوانية إرهابية، بتمويل قطري ورعاية أمريكية، لدعم حكم الإرهابية في مصر وتونس.
 
وقالت دانا سميث سفير أمريكا لدى الدوحة في الرسالة، تعقيبا على ضح قطر 100 مليون دولار لتأسيس شبكة إعلامية متكاملة للإخوان، إن خنفر الذي كان يشغل مدير قناة الجزيرة، سيكون لديه وظيفة جديدة مثيرة.
 
وتشير هذه الرسالة إلى أن هذا خنفر سيتولى إدارة هذه الشبكة، بدعم قطري وغطاء ومباركة أمريكية من إدارة أوباما.
 
خيرت الشاطر
تداول اسم خيرت الشاطر نائب مرشد الإخوان الإرهابية، والمحرك الفعلي للتنظيم والرجل القوي، في رسائل هيلاري كلينتون.
 
وكشف إحدى الرسائل أن النظام القطري مول تنظيم "الإخوان" الإرهابي لتأسيس مؤسسات إعلامية باستثمارات قيمتها ملايين الدولارات.
 
جاء ذلك في إحدى الرسائل التي أفرجت عنها الخارجية الأمريكية، والمؤرخة في 17 سبتمبر/أيلول 2012 بعنوان "الإخوان يخططون لمشروع إعلامي من شركاء قطريين".
 
ونقلت عن مصادر في الجماعة (لم تحدد هويتها) قولها إن "الإخوان" تخطط لتأسيس مؤسسة إعلامية كبرى ومركز أبحاث بشراكة قطرية، لم تسمّ أيا منهما.
 
وقالت المصادر إن مكتب الإرشاد قرر في أحد اجتماعاته تفويض القيادي بالجماعة خيرت الشاطر بالسفر إلى الدوحة لتوقيع عقد المشروع مع مستثمرين هناك، يرافقه وفد يضم أعضاء مكتب الإرشاد محمود غزلان وحسام أبوبكر.
 
وأفادت الرسالة بأن المؤسسة الإعلامية برأس مال 100 مليون دولار، وتشمل قناة فضائية إخبارية عالمية وصحيفة مستقلة يومية، وفقا للمصادر ذاتها.
 
رشاد حسين
يعتبر رشاد حسين أحد النماذج الصارخة على اعتماد إدارة أوباما على جماعة الإخوان التي تضرب استقرار المنطقة.
 
ففي إحدى رسائل هيلاري، كان هناك رسالة لـ"هوما عابدين"، رئيس موظفي مكتب وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، تمتدح فيه اختيار الإخواني حسين بعد تعيينه مبعوث أوباما الخاص لمنظمة التعاون الإسلامي بجدة.
 
وبدأ حسين حياته السياسية في 2002، حيث عمل لصالح المجلس الأمريكي الإسلامي الذي يرأسه عبدالرحمن العبودي القيادي الإخواني البارز في أمريكا والمسجون حاليا، بعد تورطه في محاولة لاغتيال العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
 
التحق حسين بفريق أوباما في 2009 وتم تكليفه بكتابة الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأمريكي في جامعة القاهرة للعالم الإسلامي.
 
وفي عام 2010 تحول إلى ممثل للإدارة الأمريكية في كل ما يتعلق بالتعاون مع العالم الإسلامي.
 
وكان حسين قد عمل أيضا لصالح "منظمة الفكر النقدي الإسلامي"، وكان أحد أعضاء هيئتها التنفيذية البارزين مع عدد من الشخصيات الإخوانية مثل جمال بارزانجي وهشام طالب ويعقوب ميرزا.
 

إلى جانب عضويته في هذه المنظمات ارتبط حسين بمنظمة "سافا" الإسلامية التي تضم شبكة من المنظمات الناشطة في فيرجينيا الشمالية التي كانت محل شبهات وشكوك، انتهت في 2002 بمداهمة مقرها من قبل الشرطة الأمريكية على خلفية تورطها في أعمال سرية بالخارج.
 

جيم هارمون
من بين الوثائق الأخرى التي كشفتها رسائل البريد الإلكتروني لهيلاري، محادثة مع رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم لمناقشة صندوق الاستثمار المصري الأمريكي، وطلب مشاركة الدوحة فيه.
 
وتشير الوثيقة إلى أن الولايات المتحدة دشنت صندوق الاستثمار المصري الأمريكي ومثله في تونس، بهدف توفير فرص العمل والمساهمة في توسيع قطاع الأعمال التجارية الصغيرة من خلال زيادة الوصول إلى رأس المال وتعزيز القطاع الخاص.
 
وجرى تعيين جيم هارمون، الذي تولى خلال فترة ولاية الرئيس كلينتون الثانية، منصب رئيس مجلس الإدارة والرئيس والمدير التنفيذي لبنك التصدير والاستيراد، رئيسا للصندوق.
 
وذكرت الوثيقة أنه تم إطلاق صندوق الاستثمار المصري الأمريكي في البداية بمبلغ 60 مليون دولار، وأعلنت قطر عن حزمة مساعدات بقيمة 2 مليار دولار لمصر، مع علم رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بصندوق الاستثمار المصري الأمريكي، وأنه يمكن تخصيص جزء من الـ2 مليار دولار للصندوق.
 
فتحي عمر التربي الليبي
كشفت تسريبات رسائل هيلاري عن اسم آخر وهو فتحي عمر التربي الليبي، الذي وصفه ليبيون بـ"الخائن" وتم تقديمه على شاشات قناة الجزيرة القطرية قبل عدة سنوات كرجل أعمال ليبي أمريكي.
 
إحدى الوثائق التي تم رفع السرية عنها بالبريد الإلكتروني، كشفت عن استخدام هيلاري له، كمصدر للمعلومات لتقديم قائمة أهداف لحلف شمال الأطلسي "الناتو" من أجل توجيه ضربات تدميرية في ليبيا.
 
وبحسب موقع رسمي منسوب لفتحي عمر التربي فإنه ولد في مدينة درنة الليبية، ويعرف نفسه بأنه خبير بالعلاقات الليبية الغربية الأمريكية.
 
توكل كرمان
وكشفت برقية جديدة من برقيات بريد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون، عن العلاقات الخفية التي جمعتها بالإخوانية اليمنية توكل كرمان.  
 
وأظهرت رسائل متبادلة من موظفي الخارجية التابعين لهيلاري كلينتون، فرحتهم بحصول اليمنية توكل كرمان على جائزة نوبل للسلام عام 2011.
 
البرقية، التي جاءت ضمن سلسلة برقيات أفرجت عنها الخارجية الأمريكية، طرحت أمام الرأي العام العالمي عموما، والعربي على وجه الخصوص، خيوط تآمر إدارة الرئيس السابق باراك أوباما على المنطقة العربية. 
 
وبحسب نص الرساله، التي وجهت لهيلاري، "هذا خبر عظيم! أنا متأكد أنك سعيدة جداً"، في موقف يكشف خيوط مؤامرة الديمقراطيين على اليمن ونشر الخراب بداخله.
 
ووفقا لخبراء، فقد كان من الواضح أن قرار منح كرمان جائزة نوبل للسلام، قد تم الاتفاق عليه خلال زيارة هيلاري كلينتون إلى صنعاء قبل شهر من بدء الاحتجاجات الشعبية في ما يعرف بالربيع العربي، وذلك بشرائها عبر أموال قطرية.
 
وتوكل كرمان، المقيمة في تركيا، معروفة بالتحريض على الثورات والفوضى، وأعمال العنف وإراقة الدماء في الدول العربية، ولا تعارض الاعتداءات الوحشية التي تنفذها المليشيات الحوثية ضد الأهداف المدنية سواء في اليمن أو السعودية.
 
وبواسطة الأموال القطرية التي تلقتها لدعم ساحات الاعتصام، تمكنت كرمان من تكوين إمبراطورية خاصة بها في الخارج، تاركة أحلام الشباب اليمنيين تتبخر بحرب وفوضى ما زالت متصاعدة.

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية