أكد سفراء 25 دولة في بغداد أمس الأربعاء دعمهم للعراق في مواجهة الفصائل المسلحة التي نفذت مؤخرا سلسلة هجمات متوالية على مقرات وبعثات دبلوماسية آخرها استهداف قاعدة عسكرية أميركية في مطار بغداد، ما تسبب في مقتل سبعة مدنيين بينهم ثلاثة أطفال بسبب سقوط قذيفة على منزل قريب من المطار.
 
ولقي امرأتان وثلاثة أطفال من عائلة واحدة الاثنين حتفهم بسبب الاعتداء، ما أشعل غضب العراقيين الذين يتهمون الميليشيات العراقية المسلحة الموالية لإيران بالوقوف وراء هذه الاعتداءات المتكررة.
 
واستقبل رئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي الأربعاء سفراء 25 دولة بناءً على طلبهم لمناقشة التطورات الأخيرة فيما يتعلق بأمن البعثات الدبلوماسية في العراق.
 
وأكد السفراء في مداخلات لهم دعم العراق وشعبه واحترام سيادته والسعي عبر الحوار لتحقيق الاستقرار والسلم وضمان الصداقة والتعاون.
 
وأعرب السفراء عن قلقهم من تزايد الهجمات ضد المنشآت الدبلوماسية بالصواريخ والعبوات ضد المواكب، وما تحمله تلك الهجمات من مخاطر على حياة الدبلوماسيين والمدنيين العراقيين، مؤكدين ترحيبهم بالخطوات التي اتخذتها الحكومة العراقية لوضع حد لهذه الاعتداءات، وملاحقة المتورطين بها، وتشديد الإجراءات الأمنية.
 
وأشار السفراء إلى دعمهم اتخاذ المزيد من الخطوات لتأمين بغداد وتعزيز أمن المنطقة الدولية، من أجل أن يكون بوسع بلدانهم والمجتمع الدولي مواصلة دعم العراق وتطوير العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية معه.
 
وقال الكاظمي إن مرتكبي الاعتداءات على أمن البعثات الدبلوماسية يسعون لزعزعة استقرار العراق، وتخريب علاقاته الإقليمية والدولية.
 
وأكد رئيس الوزراء العراقي خلال استقباله سفراء 25 دولة بناءً على طلبهم لمناقشة التطورات الأخيرة فيما يتعلق بأمن البعثات الدبلوماسية في العراق، "حرص العراق على فرض سيادة القانون وحصر السلاح بيد الدولة وحماية البعثات والمقرات الدبلوماسية".
 
وأضاف أن "هذه الهجمات لا تستهدف البعثات الدولية فقط، وإنما طالت الأبرياء من المواطنين، بما فيما ذلك الأطفال، وأن مؤسسات الدولة الأمنية عازمة على وضع حدّ لها، وقد شرعت باتخاذ الإجراءات الضرورية لتحقيق هذا الهدف".
 
وأكد الكاظمي أن "الخارجين على القانون الذين يحاولون الإساءة الى سمعة العراق والتزاماته الدولية يتحركون بوحي من دوافع غير وطنية، ويزدرون إرادة الشعب العراقي ومرجعياته الدينية والسياسية والثقافية التي أجمعت على خطورة ما يقومون به".
 
وقال إن "العراق شعباً وحكومة سيتصدى لهؤلاء وسيعمل على حماية ضيوفه كما تتطلبه الأعراف الدبلوماسية عبر التاريخ، ومن أجل طي صفحة الصراعات والإرهاب والانصراف الى التحديات الاقتصادية والاجتماعية ومتطلبات التنمية".
 
من جانبه أعلن وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الأربعاء أن بلاده "غير سعيدة" بتهديد واشنطن بغلق سفارتها وسحب قواتها من العراق، ووصفه بـ"الخطير".
 
وقال خلال مؤتمر صحافي في العاصمة إن "حكومة بغداد غير سعيدة بالقرار الأميركي". وقد أكدت مصادر سياسية ودبلوماسية لوكالة فرانس برس أن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أنذر العراق بشكل نهائي الأسبوع الماضي بغلق السفارة الأميركية في بغداد في حال عدم توقف الهجمات خصوصا الصاروخية ضد سفارة بلاده، وبسحب ثلاثة آلاف عسكري ودبلوماسي.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية