على مأدبة طعامٍ لا يسدُ رمقا ولا يشبعُ جوعا، يلاحظُ العشرات في مخيم بالتحيتا، يتقاسمون لقيماتِهم بما جاد الله لهم، هم هنا في الساحل الغربي، نازحون منذ سنوات، خيرتهم المليشيا بين البقاء في كنف الألغام او الرحيل، فاختاروا الهجرة إلى الأمان مهما كانت قاسية.
 
من بين هؤلاء المكلومين في حسرة في موطنهم الجديد. أسرة خسرت اثنين من ابنائها، بلغم من مخلفات مليشيا الحوثي الكهنوتية، غير أن أساها المُبكي، أنها منعت حتى من مواراة جثمانيهما الدفن فتركوا هنالك في العراء.
 
لقد كان اللغم الحوثي موضوعا في طريق الدُنين، عندما كان الشقيقان ذاهبان إلى السوق لبيع أسماكهما التي اصطادوهما من طيبات البحر، فلم تسمح المليشيا لأسرتهما حتى بانتشال الجثتين، اللتين ظلتا لثلاثة أيام في العراء تنهشهما الكلابُ والسباع.
 
لم تجد المليشيا تهمة لتلقيها على أسرة الضحايا لتمنعها من دفنهما بعد أن ارتكبت جريمتها الشنيعة، سوى اتهام أفرادها بأنهم دواعش، وتلك تهمةٌ جديدةٌ قديمة، تسفع بها المليشيا كلَ من ارادات قتله او التنكيلَ به، وهو بريٌ مما يقول الكهنوت.
 
تعاني اليوم أسرة الضحايا من أوضاع قاسية، كونهما كان عائليها الوحيدين، بعد أن عجز الأب وشاخت الام، وها هم في النزوح يواجهون عناء مركبا، منذ سقوط الضحايا.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية