هذه ثورة ٢٦ سبتمبر.
لا تهنوا عن تبجيد ذاكرة الجيل الناشئ بمعنى سبتمبر العظيم، أثثوا ذهنية الصغار قبل الكبار ودونوا في ذاكرة كل فرد المعنى القيمي والأخلاقي للثورة اليمنية ضد الإمامة، فالصغار الذين ولدوا في مقتبل أزمة البلاد قبل عشر سنوات وقبل ذلك أيضا بسنوات، ومواليد الألفية الثالثة، كل هؤلاء هم جيل الغد وفطنة البلد وبيضة المجد لو صوبنا عقولهم التي غزتها السلالة ونضدنا فكرتهم بهدى سبتمبر المجيد. 
 
نحن ولدنا على تفاصيل الذكرى المشتعلة في كل بيت وقرية ومدينة، كان سبتمبر يأتي لامعا ويتعالى من فم صالح وتعليه وحدة اليمنيين آنذاك ومن فم السلال والإرياني والحمدي تعالى سبتمبر في حياة آبائنا، ولكن من لهؤلاء الصغار إن لم نبنِ مصفوفة سبتمبرية تشرح وتفسر وتدحض الكهنوت الذي يغصبهم على تقبل ولايته بالمدارس والمراكز الصيفية وعبر التكثيف.  
 
حدثوهم عن اليمن، بلدنا السعيدة وكيف رضخت لقرون من التخلف وهي الحاضرة في مقتبل كل قرن، وكيف صٌبغت بقطران البغال من أولي السلالة وهي بيضاء الجزيرة وكيف تكلست أدمغة الأجداد بفعل الكهنوت وتقلصت حياة الناس من فرط الطغيان، قولوا لهم: مات جدك في ٤٨ من الجوع فيما محصوله بخزانة الإمام الطاغية. وجدك يا هذا قتلوه لرفضه الامتثال وتبني الجهل وقتلوا جدك يا أنت كيلا تتبرعم شجرة العلم في قلبه. 
 
عن الأحرار اكتبوا لهم، أعيدوا مرة ثانية ولو حبرا ملاحم الرجال الذين ثاروا وقد بلغوا من حاجتهم للحرية مبلغا يقتلع الجبال وتخلصوا بظرف عزيمة من عائلة وجدت ليموت الشعب اليمني، وقالوها بصوت سمعته جنبات الأرض كما سمعت إبراهيم وهو يؤذن للحج الأول : تحيا الجمهورية اليمنية ، الله ثم الوطن ، ومن ثم الثورة. 
 
جيل النشء في خطر، إنهم عرضة للملازم والزوامل والمناهج المدرسية التي تغرس الدموية في قلوبهم ولا حيلة لمنع هذا إلا بإعادة السادس والعشرين من سبتمبر ينبض من جديد وهذا يمكننا فعله وتكثيف التيمة الثورية في كل المواقع والقنوات ووسائل التواصل لتصل إلى الذين تحت سيطرة المليشيا وفي المدارس والفعاليات الجماهيرية والندوات وما يمكن للكل القيام به في المناطق المحررة ، لو مرساهم كاهن في قم فلنا ٢٦ سبتمبر. 
 
سنعتصم بحبل الله، والذوات ذات الأثر، من مآثر مرحلة الأحرار، سوف نتحدث عن الزبيري وعن النعمان وعن الفضول بسيما الشِعر والخطابة وعن جمال جميل العراقي بفداء الأخ، وعن المصريين وعن الكواسر من كل قبيلة، عن القبائل، وعن صف المتعلمين الذين عادوا يحملون النور في كلمات ثورتهم وغاب بضيائهم الظلام الذي اعتم اليمن منذ ألف سنة.
 
خذوا الغد بمحمل سبتمبر، سوف ننتصر وندفن الكهف وهذه حقيقة لن نحيد عنها وما أخشاه أن ننتصر ثم نجد قبالتنا أولاد هذه المرحلة وقد أصبحوا شبانا وهم مقرطسين بخرابيط من تعاليم دجال صعدة وسنندم لو فوتنا الآن فرص الحيلولة دون ذلك، سوف نصطدم بجيل تشبع بالظلامية، وسوف تتوالد الولاية. 
 
لقد قاسمونا حتى شهر الثورة، التقية الخبيثة سبيلهم رويدا رويدا لتأصيل سبتمبر المظلم الذي يمثل انقلابهم بدلا عن سبتمبر المشع جلالا وجمهورية، ولنا في هذه النقطة فكرة لقبح ما فعلوا وللكفاح من أجل حماية جيل اليمن القادم؛ اصرخوا معي: تحيا الجمهورية اليمنية، تحيا الجمهورية.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية