ليس لدى الأرملة (م. و .ك) سوى 7 بنات وولد مصاب بحالة نفسية، وجل ما تملكه من إرث زوجها المتوفي، أرضية اشتراها لأبنائه قبل 40 عاما في حارة "الحنكة" بمدينة البيضاء، وسط البلاد.
 
قبل ثلاثة أشهر قررت هذه الأرملة بعد استدانتها مبلغا من المال، إقامة غرفتين ببناء شعبي في الارض، استدانت ذهبا من إحدى قريباتها التي تعاطفت معها، وبعته لتبدأ البناء وتودع سنوات المعاناة في بيت مستأجر، دائما ما يطرق مالكه الباب طالبا ايجار منزله من الأسرة الغارقة في العوز.
 
تنبهت هذه الأرملة لكل شيء ومضت بخطوات قانونية لإقامة البناء، جهزت التراخيص من الاشغال والضرائب والبلدية، وشرعت في وضع اولى لبنات المستقبل الذي تنشده وبناتها، لستر حال الأسرة بعيدا عن ضغوط الحياة التي تواجهها في منزلها المستأجر.
 
لم يرق للمشرف الحوثي في المنطقة أن يرى امرأة تبذل قصار جهدها لستر بناتها، وأخيهن الصغير، الذي يعاني من حالة نفسية، فراح هذا القيادي يأخذ امولا من أحد النافذين ويؤجره هذه الأرضية ويوقف البناء ويمنع الأرملة عن ارضها، وملك زوجها الدامغ منذ ثلاثين عاما.
 
ادعى القيادي الحوثي أن تلك الأرض تابعة للأوقاف، رغم أنها قديمة الملك، وما اختلق هذا العذر إلا ليمرر مشروعه ويحفظ ماء وجهه المهدور بمظالم الناس، وانتهاك حقوقهم.
 
متعاطفون مع المرأة ذهبوا إلى مكتب الأوقاف للاستفسار من ملكية الارض، لكن الإثباتات أكدت جملة وتفصيلا أن تلك الأرض لا علاقة لها بالاوقاف، وهي ملك لزوج الأرملة، ولكن حتى اللحظة لم تمنع سلطات المليشيا هذا القيادي ليكف يده عن ملك غيره.
 
وإلى اليوم، ومنذ ثلاثة اشهر، تنهمر عيون الأرملة المظلومة بالدموع وهي تفتش عن العدالة لدى جماعة ما عرف عنها إلا الظلم والضيم، والقيادي ذاك لا زال يمارس بجاحته، امام أنظار المليشيا التي يحدث ما يحدث من مظالم، وهي تبارك وتؤيد.

 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية