آلاف الأسر بمدينة الحديدة فرت من الجوع الذي تفرضه ميليشيا الحوثي
فر محمد التهامي أحد سكان مدينة الحديدة، من الجوع الذي تفرضه ميليشيا الحوثي على سكان المدنية والمديريات المجاورة الخاضعة لسيطرتها، منذ أواخر 2014، لينتهي به المطاف في واحد من مخيمات النازحين المكتظة والضيقة بحجة.
ونقلت وكالة إنسانية تابعة للأمم المتحدة عن التهامي قولة: " غادرت مسقط رأسي باحثاً عن حياة أفضل، لكن كما ترون، لم أحصل إلا على أشياء قليلة، لا يمكنها أن تحميني وعائلتي من الجوع وحرارة الشمس، وبرودة الليالي، ومن الامطار والسيول".
التهامي البالغ من العمر 63 عاماً يعاني من الإعاقة - لديه ساق صناعية -، لم يشفع له كبر سِنه وإعاقته، ولا عائلته وأطفاله الثلاثة، من إجرام ميليشيا الحوثي التي صادرت رزقه، ونهبت موارد بلده، ومنعت وصول المساعدات اليه.
حال التهامي لا يختلف عن وضع آلاف الأسر التي فرت من الحديدة، بسبب الجوع وفساد ميليشيا الحوثي، فيما الكثير من الأسر التي لا تزال تعيش في مدينة الحديدة لا تمتلك كُلفة النزوح، وتتحمل كافة التبعات السلبية لممارسات ميليشيا الحوثي.
وأكدت الأمم المتحدة في آخر تحديث لها عن وضع النزوح في الحديدة، حصلت " وكالة 2 ديسمبر" على نسخة منه، أن أكثر من 3 ملايين شخص في محافظة الحديدة يتعرضون لمجاعة شديدة على المدى القصير، بسبب فقدان سبل العيش.
وأضافت، قررت العديد من العائلات الفرار من أماكنها بحثاً عن لقمة العيش، إذ لا تزال تشكل القيود المفروضة من قبل ميليشيا الحوثي على إمكانية وصول المساعدات الغذائية.
ووفقاً لتقارير المنظمات الإغاثية، أكثر من 600 ألف مدني في المنطقة المجاورة للحديدة ذات الكثافة السكانية الخاضعة لسلطة ميليشيا الحوثي، لم تصلهم المساعدات.
وشهدت محافظة الحديدة أكبر موجة نزوح للسكان، يتوزعون على عددٍ من المحافظات اليمنية ويعيشون واقعاً محفوفاً بمخاطر الإصابة بالأمراض المختلفة نتيجة ضعف الرعاية الطبية وعدم الحصول على المياه النظيفة. علاوة على انعدام الدخل وحرمان أولادهم من التعليم، بمعنى أنهم يعيشون في حرمان من مختلف الخدمات التي تمدهم بالعيش الكريم.
ويعتمد أغلب سكان مدينة الحديدة على الدخل اليومي سواء الصيد أو غيرها من المهن التي تمدهم بقوتهم اليومي، وفي ظل سيطرة ميليشيا الحوثي على المدينة وموانئها فقد هؤلاء مصدر دخلهم وباتوا يواجهون شبح الموت جوعاً.
وتشير تقارير المنظمات الإنسانية، أن مدينة الحديدة ومديرياتها المجاورة ظلت على رأس قائمة نسب معدلات سوء التغذية بين النساء والأطفال، والاصابة بالفاشيات، وأكثر الضحايا المدنيين واصابة بالألغام، وتدميراً للبنية التحتية، من بين المدن اليمنية.