الصورة الملتقطة لطفل، يدعى علي زبيبه، من الواضح فيها أنها ليست لتلميذ في المدرسة، كما أنها لم تلتقط في إحدى القرى اليمنية، ولا تخص طفلا نازحا، ولا تحمل أية دلالات يمكن أن يخمنها إنسان خارج الأرض اليمنية، خصوصا إذا لم يكن متابعا للشأن اليمني.
 
اليمنيون فقط يستطيعون معرفة أن الصورة هي لمقاتل حوثي، وهي حقا كذلك لطفل جرته المليشيا الحوثية مع آلاف الأطفال غيره بوعد أو وعيد لجبهات الحرب التي أشعلتها على اليمنيين لحساب ملالي طهران.
 
الطفل زبيبه قبض عليه الجيش مقاتلا في صفوف المليشيا في إحدى جبهات محافظة مأرب المحتدمة منذ نصف عام، لتقدم شاهد إثبات طازج على انتهاكها لحقوق الطفولة في اليمن، واستبدال واجب الرعاية المنحازة لهذه الفئة الاجتماعية الضعيفة بإغراقها في تعبئة الموت.
 
اليمنيون والفعاليات الإقليمية والدولية يدركون الإصرار الحوثي على جريمة تجنيد الأطفال، وإن كان من جديد طرحه علي زبيبه فليس أكثر من أن التداول الإعلامي لصورته خلق موجة إثارة راهنة حفزت امتلاء مواقع التواصل الاجتماعي بإدانات واسعه لاستمرار هذه الجرائم الحوثية بحق الطفولة في اليمن.
 
وخلافا لمقتل مئات الأطفال اليمنيين وإصابة الآلاف بنيران مدفعيتها وقناصتها وألغامها الأرضية، توغلت مليشيا الحوثي بانتهاك الطفولة في عملية تجنيد إجبارية واسعة.
 
القلق على أطفال اليمن تجاوز آباءهم وأمهاتهم بل والجغرافيا اليمنية إلى أروقة المحافل الدولية، إذ تتصدر مليشيا الحوثي، الجماعات الإرهابية في تجنيد الأطفال، لكنها في الوقت ذاته تستخدم أشلاءهم ورقة للمتاجرة في المحافل الدولية.
 
وأدرجت الأمم المتحدة هذه المليشيا الإرهابية ضمن اللائحة السوداء في انتهاكات الأطفال باليمن، والتي تزايدت بشكل غير مسبوق منذ الانقلاب واجتياح صنعاء قبل قرابة الخمسة أعوام.
 
وتعجز المنظمات الدولية عن رصد ضحايا عملية التجنيد الحوثية للأطفال بشكل كامل، لكن "الشبكة اليمنية لحقوق الإنسان" أحصت تجنيد مليشيا الحوثي أكثر من 7 آلاف طفل، من خمس محافظات، معظمهم دون الخامسة عشرة.
 
وأشارت إلى أن (4643)، قرابة 64 بالمئة، منهم ما زالوا يقاتلون في صفوف الحوثي، فيما تمكن أولياء أمور أطفال من إعادة 418 إلى منازلهم.
 
ووصل عدد القتلى (1260) ما نسبته 18 بالمئة، وأصيب 253، بينما وقع في الأسر 371، في حين 264 من الأطفال الذين غرر بهم الحوثي للقتال في صفوفه مصيرهم مجهول. حسب تقرير الشبكة الحقوقية.
 
ووفقا لإحصائيات حقوقية أممية ومنظمات محلية معنية بحقوق الإنسان قتل أكثر من 1300 طفل يمني بنيران مليشيا الحوثي منذ الانقلاب أواخر عام 2014.
 
وبينت عملية رصد تجريها، أسبوعيا، وكالة "2 ديسمبر" لما تعرضه المليشيا الحوثية في وسائل إعلامها من تشييع لقتلاها، أن ما بين 20-30 بالمئة من إجمالي القتلى الحوثيين من الأطفال.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية