فجرت كوريا الشمالية، الثلاثاء، مكتب الارتباط مع جارتها الجنوبية في مدينة كايسونغ على جانبها من الحدود، بعد أيام من تصعيد بيونج يانج لهجتها حيال سيؤول ما جعل البلدين على "صفيح ساخن".
 
ويأتي تفجير المكتب بعد إعلان كيم يو جونغ، شقيقة الزعيم الكوري الشمالي كيم جون أون نهاية الأسبوع، "قريبا، سيظهر المشهد المأساوي لمكتب التنسيق المشترك بين الشمال والجنوب وهو منهار تماما".
 
ولم تكتف بيونج يانج بتفجير "همزة الوصل" مع جارتها الجنوبية، حيث أفادت وسائل إعلام كورية شمالية رسمية أن جيش البلاد "في جهوزية كاملة" للتحرك ضد جارتها الجنوبية.
 
وقالت هيئة أركان الجيش الشعبي الكوري إنها "تعمل على خطة تحرك لتحويل خط الجبهة إلى قلعة"، كما نقلت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية.
 
ووصلت العلاقات بين الكوريتين إلى طريق مسدود رغم عقد ثلاثة لقاءات قمة عام 2018 بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الكوري الجنوبي مون جاي إن، ضمن مساع لإذابة الجليد بين الجارتين منذ الحرب بينهما عامي 1950 و1953 والتي انتهت بهدنة.  
 
وتصاعدت التوترات على مدى الأيام الماضية مع تهديد بيونج يانج بقطع العلاقات بين الكوريتين واتخاذ إجراءات انتقامية بسبب المنشورات التي تحمل رسائل تنتقد الزعيم الكوري الشمالي.
 
وفي السادس من الشهر الجاري نقلت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية الرسمية عن متحدث باسم الإدارة المختصة بشؤون الكوريتين (إدارة الجبهة المتحدة) قوله إن كوريا الشمالية "ستنسحب بالتأكيد من مكتب الاتصال الذي تديره مع مسؤولي كوريا الجنوبية كخطوة أولى".
 
وأضاف "لا نخفي أننا نفكر منذ فترة طويلة في اتخاذ إجراءات حاسمة كي نوقف بشكل أساسي كل الاستفزازات من الجنوب ونغلق بشكل كامل كل الاتصالات مع الجانب الجنوبي".
 
ومن الجانب الآخر، أسرعت كوريا الجنوبية للرد على جارتها الشمالية، وقالت إنها تبذل جهودا لمنع جماعات المنشقين من إرسال هذه المنشورات وإن هذه الأنشطة تشكل أخطارا على البيئة وتعرض الممتلكات الخاصة للخطر في كوريا الجنوبية.
 
وتؤجج تلك الجماعات المنشقة التوترات بين الكوريتين، حيث يقودها منشقون، ويقومون بإرسال منشورات، ومواد غذائية، وورقة نقدية من فئة الدولار، وأجهزة راديو صغيرة، وشرائح تخزين بيانات، تحتوي على أعمال درامية وأخبار من كوريا الجنوبية، عادة عن طريق بالونات عبر الحدود شديدة التحصين أو في زجاجات عبر النهر.
 
وتأسس مكتب الاتصال بين الكوريتين، وهو منشأة دبلوماسية فريدة من نوعها، عام 2018 في إطار سلسلة من المشروعات كهمزة وصل تهدف لتخفيف التوتر بين البلدين.
 
وتأسس المبنى في البداية ليستخدم كمكاتب لإدارة عمليات مجمع كايسونج الصناعي، وهو مشروع مشترك بين الكوريتين توقف العمل فيه في 2016 إثر خلافات بشأن البرامج النووية والصاروخية لكوريا الشمالية.
 
وأنفقت كوريا الجنوبية (8.6 مليون دولار) على الأقل لتجديد المبنى في 2018، وقالت كوريا الجنوبية وقت إغلاق المكتب في يناير/ كانون الثاني الماضي إنه كان لديها 58 موظفا يعملون هناك.
 
وتم نسف المكتب اليوم، وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية إن نسف المكتب تم لإجبار "حثالة البشر ومن يؤوون حثالة البشر على دفع ثمن باهظ لجرائمهم".
 
وأظهر تسجيل فيديو من كاميرات مراقبة واستطلاع بالأبيض والأسود نشرته وزارة الدفاع الكورية الجنوبية انفجارا ضخما بدا أنه هدم بناية مؤلفة من أربعة طوابق.
 
كما بدا أن الانفجار تسبب أيضا في انهيار جزئي لبناية أخرى مجاورة مؤلفة من 15 طابقا كانت تستخدم كمقر إقامة لمسؤولين من كوريا الجنوبية عملوا في مكتب الاتصال.
 
وعقد مجلس الأمن الوطني في كوريا الجنوبية اجتماعا طارئا وقال إن سئوول سترد بصرامة إذا استمرت بيونج يانج في تصعيد التوتر، كما وجهت وزارة الدفاع نداء إلى بيونج يانج للالتزام باتفاق 2018 الذي نص على وقف كل "الأعمال العدائية".
 
توالت ردود الأفعال عقب زيادة التوتر اليوم بين الكوريتين، حيث عبرت روسيا عن قلقها حيال الموقف في شبه الجزيرة الكورية ودعت الطرفين لضبط النفس لكنها لم تعلن خططا حتى الآن لإجراء اتصالات دبلوماسية رفيعة المستوى.
 
وقال تشاو ليجيان المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية اليوم الثلاثاء خلال إفادة صحفية يومية في بكين إن بلاده تأمل في تحقيق السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وسط تصاعد حدة التوتر بين البلدين.
 
كما أكد مسؤول أمريكي، أن الولايات المتحدة تنسق على نحو وثيق مع كوريا الجنوبية بعد تدمير كوريا الشمالية لمكتب الاتصال بين الكوريتين.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية