تحدث عن قصته مع العميد طارق وأدواره.. القائد التهامي العقيد الزحزوح: هكذا أعيد بناء خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر
العقيد عبدالجبار الزحزوح،أحد أبناء الساحل التهامي، يشغل راهنا موقع قائد خفر السواحل في قطاع البحر الأحمر، غرب اليمن، كان أحد الأوائل الذين شاركوا في تأسيس خفر السواحل اليمنية عندما قررت القيادة السياسية وقتها بزعامة رئيس الجمهورية الراحل علي عبدالله صالح إنشاء هذا النوع من القوات في العام 2003، أخذ عددا من الدورات التأهيلية داخل وخارج اليمن، وتدرج في عدد من المناصب الأمنية، حتى كلفه قائد المقاومة الوطنية العميد طارق محمد عبدالله صالح بإعادة بناء خفر السواحل على أسس عسكرية حديثة.
في مقابلة حديثة أجرتها معه صحيفة "صوت المقاومة " أورد الزحزوح قصته مع قائد المقاومة، ونظرته كأحد أبناء تهامة للأبواق التي تحاول النيل من القائد، والمقاومة الوطنية عموما، متطرقا إلى دورها في معارك تحرير محافظة الحديدة التهامية، إضافة لموضوعات أخرى متعلقة بإمكانيات خفر السواحل.
في رده على سؤال عن انطباعاته، كتهامي، عن قائد المقاومة الوطنية قال العقيد الزحزوح : النظرة تجاهه طيبة من سابق ومن خلال معرفتي عنه من بعيد كقائد عسكري، وسياسي محنك، يحمل رؤية وطنية على مستوى الوطن ككل، ولكن بعد أن التقيت به واقتربت منه وناقشته زاد إيماني أكثر بأنه رجل يحمل قضية وطنية بعيداً عن الأجندة الضيقة والمصالح الشخصية، وأن كل همه تخليص الشعب من ظلم وجبروت المليشيات الحوثية، واستعادة الدولة، وأن يتم تجييش كل القوى الوطنية لتحقيق هذا الهدف، وأستطيع القول بأن العميد طارق بما يمتلكه من كاريزما وحنكة في القيادة وهمة عالية وإخلاص للوطن وخبرة عسكرية، الرجل المناسب، بل هو وبكل تأكيد رجل المرحلة القادمة، وسيسجل التاريخ على يديه النصر على المليشيا الحوثية بإذن الله.
وحول تناقل بعض الوسائل الإعلامية الحزبية في وقت مبكر من وصول العميد طارق والتقائه بقيادات عسكرية وسياسية من أبناء تهامة،إنه رجل متعالٍ، وإنه يريد السيطرة عليهم .. إلخ مما قيل، وصف الزحزوح هذا الكلام بأنه سخيف وقال: من أول لقاءاتنا به وحتى الآن، وجدنا منه أخلاقا عالية،تواضعا، بساطة مع كل من حوله، قيادة حكيمة استطاع من خلالها وبرغم التحديات التي يعيشها ويعيشها الوطن ككل والتعبئة الحاقدة ضده من تلك القوى المعروفة إلا أنه استطاع بأخلاقه وتواضعه وأدبه وحسن قيادته وبصيرته أن يكسب الجميع، واستطاع أن ينطلق ويغير المعادلة كليا، والآن الوضع أفضل بكثير، ولا يزال العميد طارق يبذل الكثير والكثير في إطار استمرار بناء القدرات العسكرية للقوات المشتركة بقناعة تامة أنه لا بد من استكمال تحرير مدينة الحديدة وموانئها، وتحرير كل شبر من أرض الوطن مهما طال اتفاق ستوكهولم الذي تراهن المليشيا الحوثية على مماطلتها ومراوغتها لعدم تنفيذ بنوده التي تنص على خروجها من المدينة والموانئ.
وأضاف قائد قوات خفر السواحل في البحر الأحمر أن المتحاملين على العميد طارق صالح ينقسمون إلى قسمين: الأول أشخاص لا يعرفون الرجل حق المعرفة، ولا حتى الحد الأدنى مما يجب معرفته للحكم على الرجل، وهؤلاء لو عرفوه لتغيرت النظرة ولتغيرت قناعاتهم، كما حصل لدى قطاع واسع من أبناء تهامة عسكريين وسياسيين وشخصيات اجتماعية وناشطين، تغيرت قناعاتهم، ومنهم الآن الكثير انخرطوا في صفوف المقاومة الوطنية و دفعوا بأبنائهم إلى معسكرات حراس الجمهورية.
والقسم الثاني لا أمل في شفائه فهو مرتبط بأجندة حزبية ضيقة ومعروفة، ومعروف ارتباطها بالتيار القطري – التركي المعادي ليس للمقاومة الوطنية وحسب وإنما للتحالف العربي برمته، وكذلك للحكومة الشرعية نفسها حيث يعمل بكل وضوح لنسج تحالفات جديدة من داخل الشرعية، وبإغراءات مالية كبيرة، وليس بخاف على أحد الآن مدى الشرخ والخلل الكبير الذي تعانيه الشرعية،والذي تسبب بالهزائم الأخيرة غير المبررة في نهم والجوف.
وبشأن الدور الذي اضطلعت به المقاومة الوطنية في معارك تحرير محافظة الحديدة قال الزحزوح إن ألوية العمالقة والألوية التهامية قدموا تضحيات وحققوا انتصارات تمخضت عن تحرير مناطق ساحلية بمقدمتها مدينة الخوخة وحيس، إلا أنه تابع بأن تهامة ليست هاتين المدينتين فقط، مشيرا إلى مشكلات متصلة بكفاية تلك القوات في المزيد من التمدد وتأمين مناطق محررة واسعة، بجانب وقوع المدينتين في مرمى النيران الحوثية المسيطرة على سلاسل جبلية مطلة.
وبحسب ما استمر الزحزوح، جاء دور المقاومة الوطنية وقوات حراس الجمهورية بجوار العمالقة والتهامية في توفير تأمين المناطق المحررة وخوضها معركة مفرق المخا وتسهيله تحرير مديريتي موزع والوازعية بمحافظة تعز المجاورة والمشرفة ببعض سلاسلها الجبلية على جنوب الساحل الغربي.
وأضاف أن المقاومة كذلك تولت ضمن القوات المشتركة (المشكلة منها إلى جانب العمالقة والتهامية ) التوغل داخل مدينة الحديدة، كبرى مدن الساحل وعاصمة محافظة الحديدة، محققة انتصارات قياسية على مليشيا الحوثي، قبل أن تقف عملية التحرير بفعل اتفاق ستوكهولم.
وبخصوص إعادة بناء قوات خفر السواحل قال العقيد عبد الجبار الزحزوح : في ظل اشتداد المعارك وتركيز العميد طارق جهوده لمواصلة بناء قوات المقاومة الوطنية ممثلة بألوية حراس الجمهورية، لم ينسَ خفر السواحل، ظل التواصل مستمرا والعلاقات طيبة وطلب منا الاستعداد لمهامنا، وحين جاء الوقت المناسب لإعادة بناء وتأهيل خفر السواحل لتقوم بمهامها والتي لا غنى عنها في تأمين ما تم تحريره من سواحل البحر الأحمر، استدعاني وبدأنا فورا إعادة البناء، وكانت البداية بناء سرية ثم لواء والآن قوة متكاملة بخمسة مراكز رئيسة ومراكز فرعية ونقاط رقابة ودوريات وتشكيلات بحرية مجهزة بكل ما يلزم لتأدية مهامها بنجاح وعلى أكمل وجه، ولاتزال تحظى بالدعم الكبير واللامحدود من قبل قائد المقاومة الوطنية والأمور في تحسن وتطور مستمر.
وأشار الزحزوح إلى تحقيق خفر السواحل إنجازات في إحباط عمليات إرهابية حوثية، ومحاولات تهريب المليشيا مواد تدخل في صناعة المتفجرات، غير مكافحة خفر السواحل للتهريب.
وتابع بأن الخفر لعبت دورا بارزا في الإجراءات الاحترازية لمواجهة وباء كورونا، بينها دوريات بحرية ومنع تسللات الأجانب إلى الشواطئ اليمنية، وحجر الصيادين اليمنيين العائدين من سواحل القرن الإفريقي والمياه الدولية حتى التأكد من سلامتهم.