وجه جديد من وجوه "الحرب الباردة" بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي على خلفية أزمة أسماء وتماثيل جنرالات كونفدراليين مرتبطين بالعنصرية. 
 
فترامب أعلن الأربعاء رفضه القاطع لإزالة أسماء جنرالات كونفدراليين عن قواعد عسكرية في الولايات المتّحدة، وهو مقترح كان البنتاجون أبدى استعداده للنظر فيه.
 
تعليق الرئيس الأمريكي تزامن مع دعوة أطلقتها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي لإزالة 11 تمثالاً لعسكريين ومسؤولين يرمزون للحقبة الكونفدرالية.
 
والحرب الأهلية التي مزّقت الولايات المتحدة بين 1861 و1865 كان سببها الأساسي نظام العبودية الذي انقسمت بشأنه البلاد بين ولايات شمالية حاربت هذا النظام وأخرى جنوبية رفضت تحرير العبيد وأعلنت انفصالها عن الاتحاد وتأسيس كونفدرالية.
 
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال في تغريدة على تويتر إنّ "البعض اقترح إعادة تسمية ما يصل إلى عشر من قواعدنا العسكرية الأسطورية".
 
وأضاف أن "هذه القواعد العسكرية أصبحت الآن جزءاً من التراث الأمريكي العظيم"، مشدداً على أن إدارته "لن تنظر حتى في هذا الاحتمال".
 
وختم ترامب تغريدته بالقول: "احترموا جيشنا!"
 
وكانت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) أعلنت الثلاثاء أنها "منفتحة على مناقشة هذا الموضوع".
 
والقواعد العسكرية العشر التي يطالب الناشطون الحقوقيون بتغيير أسمائها تقع كلها في جنوب الولايات المتحدة وتحمل أسماء قادة عسكريين جنوبيين خلال الحرب الأهلية، كان معظمهم مدافعاً شرساً عن نظام الرقيق.
 
في المقابل، كثفت رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي من محاولاتها لمكافحة العنصرية بدعوتها إلى إزالة 11 تمثالاً لعسكريين ومسؤولين يرمزون للحقبة الكونفيدرالية.
 
دعوة بيلوسي تمثل خطوة جديدة ضمن سلسة إجراءات تستهدف مكافحة العنصرية على خلفية قضية جورج فلويد، الأميركي صاحب البشرة السمراء الذي قضي خلال توقيفه على يد شرطي أبيض.
 
وقالت بيلوسي، زعيمة الديمقراطيين في الكونجرس، في رسالة إلى لجنة برلمانية مشتركة، الأربعاء، إن "تماثيل الرجال الذي نادوا بالوحشية والهمجية للوصول إلى هذه النهاية العنصرية الصريحة، تشكل إهانة بشعة لمُثُل" الديمقراطية والحرية.
 
وأضافت أن "تماثيلهم تكرم الكراهية وليس التراث ويجب إزالتها".
 
وبعض تماثيل هؤلاء الرجال الذين قادوا أو شاركوا في حرب انفصال فاشلة خلال الحرب الأهلية موضوعة في أمكنة بارزة في مبنى الكابيتول.
 
وذكّرت بيلوسي بكلمات قاسية أدلى بها ستيفنز في خطاب أساسي أدلى به في 1861 وقال فيه إن الكونفدرالية تأسست على "حقيقة عظيمة هي أن الزنجي ليس مساوياً للرجل الأبيض".
 
وهذه ليست المرة الأولى التي توجه فيها بيلوسي مثل هذه الدعوة، فقد سبق لها وأن طالبت في أغسطس/آب 2017 رئيس مجلس النواب في حينه بول راين بإزالة هذه التماثيل بعد أيام من أعمال عنف شهدتها مدينة شارلوتسفيل الصغيرة في ولاية فيرجينيا خلال تجمّع لأفراد من اليمين المتطرف كانوا يحتجون على تفكيك تمثال الجنرال لي.
 
والإثنين، تقدمت رئيسة مجلس النواب الأمريكي، مجموعة من النواب الديمقراطيون في الكونجرس، للتعبير عن تضامنهم مع الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد.
 
وركعت بيلوسي والنواب الديمقراطيون على ركبة واحدة، تكريما لذكرى فلويد، قبل كشف النقاب عن حزمة إصلاحات شاملة للشرطة الأمريكية ردا على مقتل أمريكيين أفارقة على أيدي قوات إنفاذ القانون.
 
وتشهد الولايات المتحدة احتجاجات تاريخية أشعلت فتيلها وفاة جورج فلويد، المواطن ذو البشرة السمراء الأعزل الذي قضى اختناقاً تحت ركبة شرطي أثناء توقيفه في مينيابوليس قبل أسبوعين.
 
وأعادت هذه الاحتجاجات إحياء الجدل الحسّاس في الولايات المتّحدة حول إرث العبودية في البلاد الذي تجسده نصب تذكارية تمجد الجيش الكونفدرالي ويطالب كثر بإزالتها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية