سجلت التبرعات للأزمة الإنسانية في اليمن، هذه السنة الأقل عن السنوات الخمس الماضية، مدفوعةً بالمخاوف من استمرار سيطرة ميليشيا الحوثي الانقلابية على الملف الإنساني في مناطق سيطرتها، وحرمان ملايين السكان المحتاجين.
 
وعقب اجتماع المانحين الدوليين ومنظمات المساعدة، الذي عقد عبر الفيديو ونظّمته السعودية أمس الأول بالشراكة مع الأمم المتحدة، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جمع 1.35 مليار دولار، وهو نصف المبلغ المطلوب البالغ 2 مليار و400 مليون دولار.
 
وكانت الأمم المتحدة قد أعلنت أنها ستحتاج إلى 3,4 مليار دولار لهذه السنة، حيث استلمت خلال النصف الأول من العام الجاري 680 مليون دولار، لتمويل الخطة الإنسانية لليمن 2020.
 
وقال عاملون في القطاع الإنساني لـ"وكالة 2 ديسمبر" إن تراجع حماس المانحين الدوليين للأزمة الإنسانية في اليمن، جاء بعد ما برزت المشاكل بين الحوثيين والتدخل الإنساني للأمم المتحدة في 2019، وثبوت وتبادل الاتهامات بينهما عن ممارسة الفساد في قطاع الإغاثة.
  
واضافوا، سيطرة ميليشيا الحوثي على الإغاثة أظهرت مخاوف المتبرعين الدوليين من خلال تقليص تبرعاتهم للأزمة الإنسانية في اليمن هذا العام، حيث أظهرت السنوات الماضية ظهر مدى سيطرة ميليشيا الحوثيين على القطاع الإنساني، سواء بخصوص اختيار المستفيدين أو بالأموال المحولة لفائدة الموظفين والمؤسسات الحوثية. 
 
وأشاروا إلى أن صارع مليشيا الحوثي والأمم المتحدة - هو في الأصل صراع من أجل الهيمنة على إدارة توزيع المساعدات، لما لهذا الملف من عوائد مالية في ظل غياب وتعطيل مؤسسات الدولة الرقابية.
 
جمدت الولايات المتحدة مساعدتها لمناطق سيطرة ميليشيا الحوثي عام 2020 احتجاجا على القيود التي تفرضها الميليشيا على وصول المساعدات. 
 
تقول الأمم المتحدة أن 70% من إجمالي تبرعات المانحين للأزمة الإنسانية في اليمن تذهب للمناطق التي يسيطر عليها الحوثين، لكن دراسة استقصائية على مستفيدين مسجلين، أجراها برنامج الأغذية العالمي نهاية ديسمبر 2018، كشفت أن كثيراً من سكان العاصمة صنعاء لم يحصلوا على استحقاقاتهم من الحصص الغذائية. 
 
ورغم تقارير المنظمات والوكالات الإنسانية والإعلامية وتحذيرات وشواهد بسرقة الحوثين للمساعدات وتحويلها لمورد مالي لعملياتها الحربية ضد اليمنيين، ظلت الأمم المتحدة متفرجة أو متواطئة مع الحوثين، حد تعبير العاملين في هذا القطاع.
 
ويقدم المانحون أموالهم لدعم العمل الإنساني في اليمن للأمم المتحدة دون تخصيص، ولا محاسبة، وتقوم الأمم المتحدة بتخصيصها وتوزيعها على وكالاتها والمنظمات العاملة في اليمن، لكنها في نهاية المطاف، تقع تحت تصرف إدارة الحوثين.
 
 الأمم المتحدة التي جمعت خلال السنوات الخمس الماضية أكثر من 15 مليار دولار لدعم خططها الإنسانية في اليمن، تقول ان اعداد الجياع الذين لم تصل إليهم المساعدات ستزيد خلال الفترة القادمة، لعدم تقديم ميليشيا الحوثي تنازلات في ملف إدارة المساعدات طلبت منها.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية