إطلاق المليشيا الحوثية اسم ( ضحيان الساحل الغربي)  على جبهة الجاح التابعة لمديرية بيت الفقيه بمحافظة الحديدة لم يكن عبثا  فالجغرافيا العسكرية تبرز الجاح منطقة استراتيجية حاكمة ومانعة على طول مسرح عمليات الساحل الغربي الممتد من مدينة الخوخة جنوبا إلى داخل مدينة الحديدة شمالا.
 
المحاولات الحوثية المتكررة العودة إلى الجاح تؤكد الأهمية الاستراتيجية للمنطقة وإدراك المليشيا أن دفاعاتها داخل مدينة الحديدة تظل غير ذات جدوى، ولن تصمد أياما أمام زحوفات القوات المشتركة في حال استُؤنفت العمليات العسكرية، وهذا ليس تخمينا بل واقعا عاشته وذاقت مراراته المليشيا قبل إنقاذها باتفاق ستوكهولم.
 
كل أنساق المليشيا الدفاعية وتحصيناتها والعوائق وحقول الألغام التي راهنت عليها تلاشت أمام أبطال مشبعين بحب الوطن، ومتلهفين لمواجهة هذه العصابة الإيرانية واستعادة الدولة وتخليص الشعب من ظلمها وجبروتها، والدفاع عن مكتسبات الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر وعلى رأسها النظام الجمهوري. 
 
من المستحيل فصل العمليات العسكرية عن ظروف البيئة الجغرافية حيث تمثل الأرض بواقعها الطبيعي والبشري مسرحا للعمليات الحربية، ومن هنا جاء اهتمام المليشيا الحوثية بمنطقة الجاح وجعلها معقلا يمكنها من التوغل وإحكام قبضتها على الساحل الغربي وكذلك حاجز صد للدفاع عن وجودها في مدينة الحديدة ومديريات التحيتا والدريهمي،  وفقا لرأي العقيد زايد منصر مدير مديرية بيت الفقيه قائد اللواء السابع حراس الجمهورية
 
ويقول منصر ،وهو أحد ابرز أعيان المديرية أن المليشيا فور سيطرتها على محافظة الحديدة والساحل الغربي بشكل عام ركزت جل اهتمامها على مناطق محددة لتكون معاقل رئيسية، وكانت الجاح في المقدمة حيث أطلقت عليها اسم صعدة الصغرى وضحيان الساحل الغربي بما يعني أنها ستكون معقلها في الساحل الغربي.
 
ويضيف العقيد زايد منصر أن المليشيا كثفت حضور كوادرها وأنشطتها لاستقطاب أهالي المنطقة والمناطق المجاورة وتشييد التحصينات الدفاعية تحسبا للحرب. 
 
وعن أهمية الجغرافيا العسكرية للجاح يشير منصر إلى أن العناصر العسكرية لطبوغرافيا الجاح متوافرة جميعها وكل عنصر أهم من الآخر، وهي الموانع المتمثلة في معالم الأرض التي تبطئ أو تحد من سرعة حركة القوات المعادية أثناء الاشتباك، إضافة إلى المراقبة من حيث قدرة المنطقة على السماح أو منع مراقبة المنطقة من قبل الخصم بالمشاهد البصرية أو بالمستشعرات وكذالك ما توفره المنطقة من حماية أمام صواريخ وأسلحة النيران المباشرة وشمولها للطرق بأنواعها لحركة الأفراد والآليات.
 
ويؤكد: هذا كله يتوافر في منطقة الجاح المعروفة بكثافة مزارع النخيل وسيطرتها بشكل تام على الخط الساحلي والذي يشكل خط الإمداد الرئيسي للقوات المشتركة إلى داخل مدينة الحديدة، ولذلك استماتت المليشيا للبقاء في هذه المنطقة الاستراتيجية وعندما سقطت قواها أمام زحوفات أبطال القوات المشتركة انهارت دفاعاتها بشكل كبير وتوغلت يومها القوات المشتركة بسهولة إلى أبواب مدينة الحديدة وإلى داخل المدينة، وتم تحرير مدينة التحيتا ومعظم مناطق مديرية الدريهمي. 
 
 
التغيير الديموغرافي
ويقول محمد علي شعواء- أحد أبناء المنطقة  إن المشرفين الحوثيين الذين تعاقبوا على الجاح قبل اندحارهم قالوا إن سيدهم عبدالملك الحوثي هو شخصيا من أطلق اسم «ضحيان الساحل الغربي» على الجاح، ونقلوا عن قياداتهم قولها «هذه مكرمة لكم من ( السيد) حيث جعلكم في قلبه بمكانة صعدة وضحيان تحديدا».!!
 
ويتابع شعواء أن المليشيا سعت  للتغلغل في أوساط أبناء المنطقة والمناطق المجاورة واعتمدت على المصاهرة من أبناء المنطقة وخصوصا الجاح والحسينية، وذلك وفق مخطط مدروس يستهدف التغيير الديموغرافي على المدى البعيد.
 
 
مقبرة جماعية
ويقول العقيد محمد الروسي أركان حرب اللواء الخامس حراس الجمهورية المرابط في الجاح أن إمكانية عودة المليشيا الحوثية مستحيلة وأن الجاح باتت تشكل أكبر مقبرة جماعية لمرتزقة إيران في الساحل الغربي، وكل محاولاتها التسلل بعمليات انتحارية سرعان ما تنتهي إلى محارق لعناصرها تحت ضربات أسود الجمهورية المرابطين لتأمين المنطقة، اللواء الخامس وكتيبة من اللواء السابع حراس الجمهورية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية