زيارة صحافية "سرية" تكشف قرب انهيار نظام الملالي في إيران
كشف ديكستر فيلكينز، الكاتب الصحفي بمجلة ذا نيويوركر الأمريكية، أنه أجرى زيارة "سرية" لإيران في فبراير/ شباط العام الجاري.
والتقى خلال الزيارة بسياسي إصلاحي بارز قضى سنوات عدة في سجون النظام الإيراني، جيث كشف له فيها ما لا يرد نظام خامنئي للعالم أن يعرفه.
في زيارة أشبه بعالم الجاسوسية قام الصحفي باستقلال أكثر من وسيلة انتقال واتخاذ مسارات متعرجة للوصول إلى حيث يسكن الإصلاحي.
وكشف السياسي البارز، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن الأوضاع في إيران وصلت مرحلة حاسمة، بعد انهيار ثقة الشعب في النظام الثيوقراطي الذي يحكم البلاد.
وأشار التقرير إلى أن قرابة 85% من الشعب الإيراني يكرهون النظام الحاكم الحالي، فالثورة التي قامت في 1979 وعدت الناس بالرفاهية والتقدم، ليجدوا بعد ذلك أنفسهم تحت حكم رجال الدين، في بلاد معزولة عن العالم اقتصاديا وسياسيا.
وأشار إلى أن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة بعد انسحاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من الاتفاق النووي عززت تلك الإخفاقات وكشفت فساد النخبة الحاكمة، وأن "النظام بات غير قادر على إصلاح ذات"، بحسب الإصلاحي.
وأشار التقرير إلى أن الصراع من أجل خلافة خامنئي بدأ بصورة فعلية في الداخل، فخامنئي أمضى عقودًا في وضع الموالين له في جميع المؤسسات الرئيسية في البلاد، وبناء نظام يخدمه ويحميه. وقال الإصلاحي الإيراني: "النظام في إيران أشبه بالمجموعة الشمسية، وأن الجميع يدور حول شمس خامنئي. فماذا سيحدث عندما تختفي هذه الشمس عن النظام بالكامل؟ من المرجح أن تحكمها الفوضى.
وأشار التقرير إلى أن خامنئي الذي تولى منصب المرشد بدعم هاشمي رفسنجاني، الذي انقلب عليه فيما بعد، جعل من الكتاب والمثقفين هدفا خاصا له، وحظر العديد من الكتب وأغلق الصحف، وسجن الفنانين، وتحرك بعدها بشراسه ضد معارضيه.
وتشير التقديرات إلى أنه قتل عشرات الآلاف من المنشقين والمعارضين.
وأوضح أن المصب منح خامنئي سلطة مطلقة تقريبًا، السيطرة على كل فرع من فروع الحكومة وقيادة القوات المسلحة والإشراف على القضاء. وأثبت أنه مستبد فأنشأ هيكلا موازيا لكل مؤسسة.
وقال مهدي خلجي، زميل في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى،: "بهذه الطريقة أبقى الجميع ضعفاء. وأشرف خامنئي أيضًا على أكبر تركيزات الثروة في البلاد: مجموعة من الصناديق المؤسسية، المبنية على الممتلكات التي تم الاستيلاء عليها من النخبة الحاكمة إبان عهد الشاه، والتي بلغت قيمتها مئات المليارات من الدولارات.
في منتصف التسعينات حاول مجموعة من الإصلاحيين تغيير الواقع في البلاد والدعوة لتعزيز سيادة القانون، والحد من الانتهاكات التي ترتكبها قوى الأمن، خاصة بعدما تسلم الرئاسة محمد خاتمي وهو معروف بتوجهاته الإصلاحية، وبقي في الحكم خلال سنوات 1997 وحتى 2005.
وحول الصراع على خليفة خامنئي يعتقد البعض أنه سيكون ابنه مجتبى والذي منحه العديد من المسؤوليات الرسمية خلال الفترة الماضية.
لكن البعض يرى أن الحكم سيؤول للحرس الثوري الإيراني والذي يتحكم في جميع مفاصل الدولة حتى المالية منها، ولكنه ربما ينصب رجل دين كواجهة للنظام، حيث برز اسم رئيس السلطة القضائية في البلاد إبراهيم رئيسي.
وذكر التقرير أن إيران تشهد موجة جديدة من الاحتجاجات العمالية ضد الحكومة، نظرا للضغوط الاقتصادية والأوضاع المعيشية القاسية التي يعيشه المواطنون في هذا البلد، بالرغم من محاولة النظام اتخاذ كافة الإجراءات القمعية للحيلولة دون وقوع الاحتجاجات.
وتقول منظمة مجاهدي خلق الإيرانية إن "الاحتجاجات والإضرابات العمالية وغيرها من شرائح المواطنين الإيرانيين ضد نظام الملالي لا تزال متواصلة واتسع نطاقها ذلك للحصول على حقوقهم المسلوبة".
ووصلت الاحتجاجات إلى صفوف الموظفين في الإذاعة والتلفزيون الحكومي التابعة للنظام، حيث نظموا تجمعا احتجاجيا الاثنين أمام مسجد بلال أي ساحة المؤسسة في طهران.
وأشارت المنظمة إلى أن الموظفين احتجوا على الفساد المستشري بين مديري الإذاعة والتلفزيون وطالبوا بدفع رواتبهم المتأخرة وزيادة رواتب الموظفين حسب معدلات التضخم في البلاد.