أسطورة شهداء المقاومة الوطنية.. الزهدمي حكاية بطل جمهوري
لكل عظيم من شهداء المقاومة الوطنية حراس الجمهورية في الساحل الغربي قصة تخلد بطولات عسكرية حققت انتصارات ساحقة عززت ثقة الشعب اليمني بحتمية الانتصار واستعادة الدولة من قبضة المليشيات الحوثية التابعة لإيران.. وللشهيد البطل محمد علي محمد محسن الزهدمي ألف قصة وقصة في المجد وفي أساطير البطولة ولا يختلف اثنان من قيادة وضباط وأفراد حراس الجمهورية الذين عرفوا هذا البطل الجمهوري بأنه أسطورة شهداء المقاومة الوطنية.
شهيدنا الخالد لم يلتحق بالكليات العسكرية لكنه أثبت أن العسكري المحنك يولد عسكريا.. صقلته ميادين الوغى فكان مثالا للقيادي المحنك.. مثالا للرجولة والتضحية والفداء.. والبسالة.. ومثالا صادقا لحب الوطن، هكذا تحدث عنه كل من قصدناه من زملائه الضباط وأفراده في وحدة القناصة وسرية المهام.. وقبلهم قيادة اللواء الأول حراس الجمهورية.
من الشرارة الأولى في صنعاء إلى عدن والمخا
نحت شهيدنا الزهدمي القادم من مديرية آنس محافظة ذمار اسمه برصاص كبطل من أبطال انتفاضة 2 ديسمبر المتواصلة.. مع الزعيم الخالد الشهيد علي عبدالله صالح والشهيد الأمين عارف الزوكا والقائد العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح وكوكبة من الأبطال يشهد لهم التاريخ أنهم من قاتل عصابة الإجرام الحوثية داخل حارة من حواري صنعاء باذلين أرواحهم رخيصة للدفاع عن مكتسبات الثورة اليمنية الخالدة 26 سبتمبر ونظامها الجمهوري.. وحرية وكرامة الشعب اليمني.
وعقب استشهاد الزعيم كان الزهدمي على قائمة المطلوبين الذين كرست المليشيات الحوثية جهودها للبحث والقبض عليهم وتصفيتهم ولم تتمكن.. وعند ظهور القائد العميد طارق من شبوة - يقول أحد زملاء البطل الزهدمي، إنه لم تتمالكه الفرحة وصاح بأعلى صوته( النصر لنا.. والانتفاضة مستمرة ) كان ذلك تجسيدا لقناعاته وإيمانه المطلق بقدرة العميد طارق في لملمة الصفوف وبناء قوات ضاربة تواصل ما بدأه الزعيم لاجتثاث عصابة ايران الإجرامية.
يضيف : عقب ظهور القائد وتوارد أخبار تأسيس معسكر استقبال في منطقة بئر أحمد بمدينة عدن وتوافد الأحرار إليه بذل الزهدمي جهودا في التواصل مع زملاء سبقونا ، وتم التنسيق .. ورغم ان الطريق لم يكن سالكا إلا أن عزيمته وحماسته كانتا أكبر من كل الصعاب والمخاطر.. ووصلنا عدن بتاريخ 6 يناير 2018 أي بعد 22 يوما فقط من استشهاد الزعيم.
إنجاز المهمة الأولى
ولثقة القائد بقدرات الزهدمي أسند إليه مهمة تدريب وبناء أهم الوحدات، وحدة مكافحة القناصين ( عيون الصقر ) وسرية مهام أول سرية مهام في حراس الجمهورية.. وببرنامج تدريبي مكثف يحاكي برامج تدريب القوات الخاصة.. وأثبت عمليا وفي وقت قياسي أنه أهلٌ لثقة القائد الذي كان سندا له في بناء تلك الوحدات التي حققت ولا تزال تحقق الأهداف المنوطة بها.
يقول أفراده : كان الشهيد الزهدمي - رحمة الله عليه - أبا لنا.. قريبا منا.. كان فردا منا.. يسابقنا في تنفيذ المهام في كل المعارك التي خضناها إلى جواره من مفرق المخا إلى الدريهمي.. وكانت أنشودته هي تلك المقولة العسكرية المأثورة؛ إذا فقد الجندي ساقيه.. يستطيع معانقة الأصدقاء. إذا فقد الجندي يديه.. يستطيع الرقص في الأفراح. إذا فقد الجندي عينيه.. يستطيع سماع نشيد الوطن. إذا فقد الجندي سمعه.. يستطيع رؤية الأحبة. إذا فقد كل شيئ.. يستطيع الاستلقاء على أرض الوطن. أما إذا فقد أرض الوطن.. فماذا بمقدوره ان يفعل؟!
وكثيرا ما كان يصارحنا ولانزال في معسكر التدريب - يضيف أحد افراده- إن المعركة التي نخوضها ليس لها سوى خيار واحد.. خيار النصر وليس غيره.. ولذلك كل فرد منكم هو كتيبة بحد ذاته.. ومن يجد في نفسه ذرة خوف يتكلم ولن يجبره أحد للمشاركة وبمقدوره البقاء في المؤخرة أو هنا في المعسكر ويستلم راتبه.. فكان كلامه وحماسه يشعل حماسنا المتلهف لانطلاق المعركة.
مآثره في سلاسل الجبال وبطون الأودية
يقول عنه كل من قصدناهم من الضباط : تشهد لصلابته وجسارته وبسالته سلاسل جبال وتباب مفرق المخا.. وصحارى ومزارع الساحل الغربي من الخوخة الى حيث وصل في الجاح قبل استشهاده يوم 31 مايو 2018 بعبوة ناسفة في منطقة المجيليس بمديرية التحيتا أثناء عودته لتأمين خط الفازة.
فعند انطلاق أول عمليات المقاومة الوطنية في مفرق المخا.. تولى الزهدمي كقائد وحدة مكافحة القناصين وقائد سرية المهام مهمة تحييد قناصة العدو المتمركزة في التباب المطلة على معسكر خالد.. وتدمير الأهداف الخاطفة والمهمة والتي لابد منها لضمان نجاح توغل المشاة في عمق العدو.. وتكللت مهامه مع أفراده بحصد أرواح قناصة المليشيات وعلى رأسهم قائد فريق القناصة المدعو أبو حمزة.
وعند الانتقال إلى جبهات محافظة الحديدة كان الزهدمي بمثابة الشبح.. يشارك في الهجوم مع كل الوحدات والكتائب.. وحقق ذات النجاح الذي حققه في النسق الأول.. ويذكر الجميع كيف استطاع مباغتة المليشيات في أول دفاعاتها بمحافظة الحديدة الممتد من قطابة إلى ميناء الحيمة حتى تمكن من القبض على مشرف المليشيات في مربع قطابة وعدد من الأفراد.. وبذات الخطة والعزيمة باغت عناصر المليشيات في تباب عزلة المتينة وألقى القبض على عدد من أفراد المليشيات.. وسيظل صوته الجهوري الجمهوري يجلجل في ذاكرة التاريخ لحظة احتفالات النصر في الجبلية والفازة.. والمجيليس، والجاح؛ أبطال المقاومة الوطنية ورفاقهم العمالقة والتهاميين يسحقون الكهنوت.. وسنطهر كل أراضي الوطن شبرا شبرا..
وبشهادة قيادة اللواء الإول وعمليات القوة وكل زملائه وافراده فقد كان الشهيد الزهدمي يحسن اختيار الوقت والمكان المناسبين لتنفيذ المهام.. ويحسن استخدام الأرض وتطويعها.. والتقدم للوصول إلى أفضل موقع إطلاق يمكنه من تنفيذ المهمة بنجاح دون خسائر.