من أول شهيد في المقاومة الوطنية حراس الجمهورية بجبهة الساحل الغربي؟

هذا السؤال،  حتما،  سيجد طريقه إلى صفحات تاريخ اليمن الحديث وتدرس الأجيال ملاحم بطولية لأبطال خلدوا أسماءهم بأحرف من نور كما هي اسماء شهداء وأبطال الثورة الأم ثورة السادس والعشرين من سبتمبر الخالدة.

( واذا كانت،ثورة 26 سبتمبر 1962 قد وأدت الأمامة فها هم اليوم أحفاد الثوار يواجهون أحفاد الإمامة الحالمين بعودة العهد البائد وأن يصنعوا من أنفسهم أسيادا فيما الشعب اليمني عبيد.. وهذا ما لن نقبل به وسنضحي بالغالي والنفيس ليعيش الشعب حرا كريما ).. بهذه العبارة التاريخية توادع أبطال من حراس الجمهورية اللواء الأول في منطقة الانتشار شرق مدينة المخا بمحافظة تعز.. كان ذلك يوم 18 إبريل 2018 وفي صبيحة اليوم التالي 19 إبريل يوم انطلاق عمليات المقاومة الوطنية كانوا يتقدمون الصفوف بكل جسارة.. وعنفوان أكد للمليشيات الحوثية أن المعركة هذه المرة ليست في صالحها.. حتى أن أحد مقاتليه لم يجد ما يصف به هول الزحف سوى أنه وصف ( زحف غريب الأطوار)..

في مقدمة أولئك الأبطال أربعة شبان كانوا هم السباقين إلى مواقع العدو وإلى الشهادة.. صانعين بدمائهم الزكية انتصارات امتدت لاحقا من غرب تعز جنوبا إلى داخل مدينة الحديدة شمالا..

جميعهم يعدون في مقام أول شهيد من المقاومة الوطنية ، سنتناول في ( صوت المقاومة ) شيئا من بطولاتهم واحدا واحدا.. يرويها زملاؤهم الذين شاركوا في ملاحم مفرق المخا ويرابطون اليوم في خط النار المتقدم داخل مدينة الحديدة ..ولتكن البداية من الشهيد البطل المساعد / عبدالله أحمد علي السعيدي القادم بكل عنفوان من محافظة إب .

يقول عنه زميله وصديقه وابن منطقته أحمد محمد السعيدي: الحديث عن طلائع شهداء المقاومة الوطنية حديث مليئ بالدروس والعبر..  والفخر.. والشهيد البطل عبدالله السعيدي واحد من هؤلاء الأفذاذ.. أقيال اليمن الحديث..  أولئك الرجال الصناديد العظماء الذين يحملون رؤوسهم على أكفهم ويتقدمون الصفوف.. ويصنعون الانتصارات.. لقد كان رحمة الله عليه كما هم رفاقه في ركب الشهادة،  أكثرنا إيمانا بعدالة القضية التي جئنا من أجلها.. وكان أكثرنا يقينا بأن النصر حليفنا وأن هذه المعركة هي الفاصلة ولا خيار لدينا سوى النصر مهما بلغت التضحيات.. وأننا بمجرد أن نقترب من أي مدينة سيسارع أبناؤها للالتحاق بنا.. وهذا ماتم حيث تشكلت ألوية وكتائب من أبناء المديريات والمناطق المحررة.

أسعد الأيام

يعود بنا زميل ورفيق درب الشهيد السعيدي إلى البدايات قائلا: كنا أصدقاء لا نفترق،  قبل أن نلتحق بالمقاومة الوطنية،  ونحن من أبناء المؤسسة العسكرية.. التي دمرتها فوضى 2011 وما تلاها.. وعند علمنا بوصول العميد طارق،  حفظه الله ورعاه،  إلى عدن وأنه افتتح معسكرا تدريبيا وأن الأبطال بدؤوا يتوافدون إليه.. كان ذلك من أسعد الأيام بعد أسابيع من البؤس عشناها عقب استشهاد الزعيم رحمة الله عليه.. وأذكر ان الشهيد عبدالله السعيدي لم تسعه الدنيا من الفرحة .. وعزمنا مع عدد من الزملاء التحرك إلى عدن وحثنا عبدالله رحمة الله عليه على سرعة التحرك.. وفعلا تم التنسيق الجيد مع زملاء سبقونا وتحركنا عن طريق مأرب.. وكانت رحلة صعبة جدا لكن كل ذلك التعب تلاشى فور وصولنا بوابة معسكر بئر أحمد في عدن.

طالع لك ياحوثي

يتابع : أتذكر تلك اللحظات التي لن تمحى من الذاكرة.. لقد كان معسكر بئر أحمد، جمهورية.. كل من فيه يقدحون شررا..  ليس فيه إلا أبطال طلقوا الدنيا..  يهتفون : بالروح بالدم نفديك يايمن..

دخلنا المعسكر وكأننا أول يوم نلتحق فيه بالسلك العسكري.. التحقنا بالدورة كما لو أننا مستجدون.. الكل بلا رتب عسكرية.. وكان حماسنا لا حدود له.. وأتذكر الشهيد عبدالله السعيدي، رحمة الله عليه كيف كان يردد الشعارات أثناء تدريبات اللياقة البدنية.. لكن صوته كان يتميز عن الكل عندما نردد هذا الشعار: طالع لك ياحوثي طالع..  طالع لك وسلاحي بيدي.. طالع لك والشاهد ربي... كان يردده حتى ونحن داخل العنبر بل كان هذا الهتاف أذكار المساء والصباح.

أنهينا الدورة وتشكلنا في اللواء الأول الكتيبة الثانية بقيادة  العقيد البطل نبيل السهيلي الذي استشهد في منطقة الجاح،  رحمة الله عليه..  تشكلنا فيما كانت كتائب اللواء الثاني تخوض الدورة، وكانت بوابة المعسكر تستقبل يوميا الأبطال القادمين بكل عنفوان للالتحاق بالمقاومة الوطنية..

عندما تشكلنا وألقى فينا القائد العميد طارق كلمة ألمح فيها إلى قرب المعركة.. اشتعل الحماس أرجاء المعسكر.. وعندما انطلقنا إلى المخا.. كان ذلك اليوم عرسا وطنيا.. وكنا ننشد زامل ارتجله أحد الأبطال: عاد المعارك بادعه والحرب قاسي والمعركة فيها حماس.. لا بد ما ندخل القصر الرئاسي للطقم طقم والراس راس.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية