رفاق السلاح في الساحل الغربي يتحدثون عن الملاحم البطولية لـ"المارد" الشهيد نبيل السهيلي
كوكبة من الشهداء ارتقت إلى العلا مخلدة اسمها بأحرف من ذهب في صفحات تاريخ اليمن الحديث بكون فرسانها من رسموا معركة الخلاص الوطني واستعادة الدولة من قبضة مليشيات كهنوتية تابعة لإيران أهلكت الحرث والنسل وتعمل من أجل العودة باليمن للعهد الإمامي البائد.
وعلى رأس هذه الكوكبة أيقونة شهداء الجمهورية شهداء المقاومة الوطنية الشهيد البطل العقيد نبيل السهيلي صاحب الضربة الأولى في معارك حراس الجمهورية بالساحل الغربي، فكان المارد بكل جدارة واستحقاق في هذه المعركة التي لن تنتهي إلا بتحقيق كامل أهدافها المتمثلة بتحرير العاصمة صنعاء وكل شبر في أرض الوطن من شرور وأحفاد الإمامة ذراع إيران في اليمن.
الشهيد البطل العقيد نبيل السهيلي هو ابن المؤسسة العسكرية النظامية تخرج من الكلية الحربية عام 1998 وعرف عنه الشجاعة والتفاني والانضباط العسكري.. ومع انتفاضة 2 ديسمبر أبلى بلاء حسنا ، ومن واقع إيمانه أن انتفاضة رواها الزعيم الخالد علي عبدالله صالح ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا لا بد لها أن تستمر حتى تحقيق أهدافها، فكان من أوائل الضباط الأبطال الذين سارعوا إلى الالتحاق بالقائد العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح لتأسيس القوة العسكرية التي تحتاجها انتفاضة ديسمبر، وكان وصوله في الأسابيع الأولى من تأسيس المقاومة الوطنية حراس الجمهورية إلى معسكر الاستقبال بمنطقة بئر أحمد بمدينة عدن.
ومع تشكيل اللواء الأول حراس الجمهورية والانتقال إلى مسرح العمليات لاستئناف عمليات تحرير مناطق الساحل الغربي تم تعيينه قائدا للكتيبة الثانية، وعرف عنه قبل الانتقال إلى المخا مخاطبته لإفراده ( من يهاب الموت ومن لا يؤمن بعدالة القضية التي نحن بصدد الانتصار لها عليه البقاء هنا في معسكر الاستقبال) الأمر الذي ألهب الحماس في صفوف هذه الكتيبة التي سطرت أروع الملاحم البطولية جنبا إلى جنب مع بقية الكتائب والوحدات في حراس الجمهورية وبقية تشكيلات القوات المشتركة، العمالقة والتهامية.
صحيفة (صوت المقاومة) الأسبوعية التقت ثلاثة من زملاء الشهيد المارد العقيد السهيلي والذين أكدوا أن كل ما يمكنهم القول عنه لا يفيه حقه..
السابقون السابقون
يقول قائد لواء الدعم والإسناد أبو ذياب : مسيرة الشهيد البطل العقيد نبيل السهيلي ملحمة بطولية وطنية لن تتوقف، بل هي مدرسة لنا منتسبي المقاومة الوطنية ضباطا وأفرادا، وسيخلدها التاريخ في أنصع صفحاته مطرزة بالنياشين.
يضيف: عندما نكون أمام هامة مثل الشهيد السهيلي نقف مبهورين لهذه الروح التي تحلى بها.. والشجاعة التي لا سقف لها.. والبذل والعطاء.. فهو من الرجال الأبطال الذين يصنعون النصر.. الرجال الذين يأتون في صمت ويبذلون في صمت من دون انتظار شكر أو ثناء سوى شكر الخالق وثنائه.
وتابع أبو ذياب الذي كان ركن استطلاع في ألوية العمالقة قبل انضمامه إلى المقاومة الوطنية: مهما قلنا تظل شهادتنا في مسيرة الشهيد البطل العقيد السهيلي مجروحة، لقد كان من أعز الرجال وأشدهم تحملا لمعاناة وظروف الحرب وبما يكفي لتحقيق الانتصار للوطن واستعادة الدولة من قبضة المليشيات الحوثية أذناب إيران..
السهيلي رحمة الله عليه يمتلك صفات القائد العسكري الناجح .. رجل عسكري جسور ومغامر وصبور.. يتقرب من أفراده يضع حسابه لكل متغيرات الحرب من التفافات وحصار وزحوفات..
ولا مجال لديه للانكسار والاستسلام ..ويكفيه فخرا أنه أول ضابط استطلاع عرفناه من المقاومة الوطنية يصل معسكر خالد بن الوليد شرق المخا.. ضمن ثلاثة ضباط مع العقيد المرحوم صالح الموسمي والعقيد عبدالوهاب الفقيه وبقيادة وتنسيق العقيد وليد زياد والعقيد عبدالحكيم غشيم..
وهو - السهيلي- من قاد اول كتيبة على تماس مباشر مع العدو.. عند انطلاق معارك المقاومة الوطنية في جبهة مفرق المخا.. وقاد رحمة الله عليه الضربة الأولى لتحرير التباب الإستراتيجية المطلة على معسكر خالد أهمها تباب القناصين والخزان والشبكة والتباب المجاورة شرق المعسكر.. وتمكن بجسارة من السيطرة عليها وتأمينها وكان ذلك أول توغل للمقاومة الوطنية في عمق العدو والذي تكلل لاحقا بتلك الانتصارات الساحقة..
يتابع أبو ذياب : و بعد الانتقال إلى مسرح العمليات في المحور الشمالي للساحل الغربي الممتد من الخوخة جنوبا إلى الحديدة شمالا كانت كتيبته الوحيدة المتمركزة في قطاع الدريهمي.. وتوجد خلفه مساحة وثغرة كبيرة نحو 18 كيلومترا من مكان تمركزه في الدريهمي إلى منطقة الجاح في مديرية بيت الفقيه واستطاع تأمينها.. وكان يطمئن أفراده بأن القوات جاهزة لتعزيزنا برا وبحرا في أية لحظة في حال استدعى الأمر ذلك، بل لقد استطاع أن يشعل الحماس في صفوف أفراده.
أخيرا ونحن نستذكر مآثر شهدائنا الأبطال نترحم عليهم ونجدد العهد لله والوطن والقائد العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح بأننا على الدرب سائرون ولن تذهب تضحياتهم هدرا.
صاحب الضربة الأولى
ويقول عنه العقيد سمير المصقري أركان حرب اللواء الثالث حراس الجمهورية: الشهيد البطل العقيد نبيل السهيلي خلد اسمه بأحرف من نور في سجل البطولات والتضحية والإيثار فهو الرجولة والشجاعة بكل معانيها.
وعن بداية التحاقه بالمقاومة الوطنية يقول المصقري : عند تأسيس النواة الأولى للمقاومة الوطنية تم استدعاؤه وتم تكليف الأخ العقيد محمد مقصع للتواصل معه وتأمين طريقه وصولا إلى معسكر الاستقبال في عدن وكان هو أيضا يبحث عن طريقة للتواصل مع القائد إيمانا منه بأن الانتفاضة مستمرة وأن العميد طارق حفظه الله قادر على لملمة الصفوف وإعداد العدة للمعركة الأهم.. وهو ماتم في وقت قياسي.
يضيف: لقد كان الشهيد السهيلي من أوائل الضباط الملتحقين بالمقاومة الوطنية وكان له دوره في تشكيل النواة الأولى لألوية حراس الجمهورية.. اللواء الأول، وتم تعيينه قائد الكتيبة الثانية، وعندما حانت ساعة الصفر لإنطلاق المعارك في جبهة مفرق المخا يوم 19 ابريل 2018 أوكل القائد العميد طارق مهمة دك النسق الدفاعي الأول للمليشيات الحوثية، للعقيد السهيلي وكان محل ثقة القائد.
يضيف المصقري: السهيلي رحمة الله عليه هو أول من اجتاز بوابة معسكر خالد صوب عمق المليشيات.. وبمجرد اجتياز البوابة انفجرت العربة التي يستقلها بعبوات ناسفة كانت المليشيات تراهن عليها لوقف الزحف، وأصيب اثنان أو ثلاثة ممن كان معه في العربة وتمكن من إجلائهم ووزع المهام بنجاح على مرؤوسيه، وواصل خوض المعركة ضمن الخطة المرسومة حيث سيطر سيطرة تامة على التباب المطلة على معسكر خالد.. وواصل مع بقية الوحدات وكان أول من وصل بقواته إلى وسط مفرق المخا مع وحدات من العمالقة شاركت بالتفاف ناجح، وتم تحرير كامل السلاسل الجبلية الممتدة على نحو 9 كيلومترات في تلك الجبهة الاستراتيجية.
يتابع المصقري: أصيب العقيد السهيلي في تلك العمليات، لكنه سرعان ما عاد متقدما الصفوف.. وتولى بعد ذلك تأمين مساحات واسعة في قطاع الدريهمي، وكان لديه سرية احتياط يشارك بها كإسناد للوحدات المرابطة في الجاح والفازة.. والتي كانت في ذلك الحين تتعرض لمحاولات تسلل من قبل المليشيات الحوثية على أمل قطع خط الإمداد للقوات المشتركة في الجبهة المتقدمة صوب مدينة الحديدة.
وفي ذلك الحين - الكلام للمصقري- وقبل استشهاده أصيب بشظية وطلب منه القائد أن يذهب إلى عدن لتلقي العلاج لكنه اعتذر من القائد وقال : وأولادي لمن، ويقصد أفراد كتيبته المرابطين في الدريهمي، وأنه مستحيل يتركهم هناك في منطقة لاتزال منطقة اشتباك، واستطاع أن يقنع القائد ..وعاد إلى مسرح العمليات وبعدها بأسبوع استشهد في الجاح بانفجار عبوة ناسفة من مخلفات المليشيات الحوثية
يختتم المصقري شهادته بالقول : صحيح خسرنا قائداً عسكرياً محنكاً بحجم العقيد نبيل السهيلي لكننا كسبنا كتيبة جعل منها نبيل وحشاً كاسراً.. وهاهي اليوم داخل مدينة الحديدة بذات العنفوان السهيلي.
أيقونة المقاومة
العقيد محمد مقصع من جهته قال: لا أعتقد أن هناك كلمة يمكنها أن تصف الشهيد البطل العقيد نبيل السهيلي، وتفيه حقه.. وعزاؤنا فيه انه شكل أيقونة النضال في صفوف المقاومة الوطنية..
يضيف: السهيلي هو الشجاعة والفروسية.. وهو الرجولة .. هو ذلك القيل اليماني الحر والذي استشهد وهو يلقن أفراد كتيبته في آخر ما نطق بها من كلمات ستظل محفورة في الذاكرة ( ما أتينا إلى هنا للنزهة.. والله ما أتينا إلا للنصر أو الشهادة.. والله ثم والله إن الجهاد والشهادة في سبيل الواجب والوطن وكرامة الشعب ضد مليشيات الكهنوت الحوثية الإجرامية أشرف وأعز من الجلوس تحت الذل والاستعباد).
وكان اخر ما نطق به الشهيد والتي لا شك أنها وصيته مخاطبا أفراده ( عيشوا أحرارا.. لا يوجد سيد وعبد ولن نقبل أن يعود شعبنا لتقبيل الركب وأن يكونوا عبيدا لكهنوت يزعم أنه مرسل من الله للحكم ).
وعن معرفته بتاريخ الشهيد يضيف العقيد محمد مقصع: الشهيد رحمة الله عليه هو ابن المؤسسة العسكرية، عرف ولا يزال في الكلية الحربية بحنكته وشجاعته وانضباطه العسكري.. مشبع بحب الوطن وله مواقف وطنية حيث كان صاحب حضور مشرف دفاعا عن النظام والدولة ضد دعاة الفوضى عام 2011 والتي أوصلت البلاد الى اللا دولة.
مآثره شاهدة عليه
وحين سألنا العقيد عبدالحكيم غشيم عن الشهيد العقيد نبيل السيلي تنهد وهو يؤكد أن استشهاده شكل خسارة كبيرة للمقاومة الوطنية والوطن الجمهوري عامة.. فما أحوج الوطن إليه وأمثاله الأحرار في هذا المنعطف التاريخي حيث أحفاد ثوار 26 سبتمبر يواجهون أحفاد الأمامة.
ويضيف غشيم: هكذا كانت قناعة الشهيد نبيل رحمة الله عليه.. قناعة راسخة أن ما نسطره في معركة الخلاص الوطني يفوق ماسطره ثوار سبتمبر الخالدة.. وأن واجب الدفاع عن مكتسبات الثورة والنظام الجمهوري واجب مقدس.. يستحق التضحية بالغالي والنفيس.. خصوصا ونحن نرى الإمامة في أبشع صورها.
يتابع: وصل العقيد السهيلي الى معسكر الاستقبال في بئر أحمد في عدن مطلع يناير 2018 وكان له دور كبير في إعداد وتأهيل الواصلين وتجهيز اللواء الأول حراس الجمهورية .. وتولى قيادة الكتيبة الثانية فيه وسطر ملاحم بطولية ليست خافية على أحد.. له المجد والخلود.. ولن تذهب تضحياته هباء بإذن الله وعزيمة الأبطال بقيادة القائد الفذ العميد الركن طارق محمد عبدالله صالح.