قبل نزوحه الى الساحل الغربي، كان الشاب مروان يقيم مع أسرته قبالة سوق الحلقة في مدينة الحديدة، وكان يشعر بالأسى إذا سمع عن سقوط مدني ما بنيران الحوثيين، ويعتبر الحدث جريمة بما تعنيه الكلمة، لكنه لم يكن يجرؤ على الإفصاح عن موقفه ذاك خشية الانتقام الحوثي.
 
الخروج من المنزل عصرا والتجول في الحي والسوق، عادة رافقت مروان طيلة إقامته في مدينة الحديدة، أحيانا كان يخرج لمشاهدة آثار الدمار الذي أحدثته القذائف الحوثية في المنازل القريبة من منزله، ويسيئه أن يرى الشوارع وقد قطعت بالأنفاق والسواتر والخنادق والحاويات.
 
لم يكن الشاب يتوقع أن يصبح ضحية لجريمة حوثية، وحصل ذلك عندما هزت قذيفة حوثية المكان الذي يتواجد فيه، لتتسبب في استشهاد شخصين كانا بجواره وإصابة شخص آخر أيضا، وأصيب مروان كذلك بجروح بليغة في ساعده الأيسر.
 
أحد الشهداء كان خال مروان، والأخير ظل ينزف في المكان حتى أغمي عليه، ونقل بعدها من قبل جيرانه إلى المستشفى حيث قرر الأطباء نقله على الفور إلى مستشفى أطباء بلا حدود كون حالته خطرة وتحتاج إلى رعاية طبية دقيقة.
 
أفاق مروان من الإغماء، وأجريت له 6 عمليات جراحية في مستشفى أطباء بلا حدود لإغلاق الجرح ووصل العصب، لكن لم يوفق الجراحون في ذلك ليتقرر نقله إلى مستشفى المنظمة ذاتها في صنعاء، وهي الأخرى لم تجد سبيلا لجراحة العصب المتهتك.
 
فشل هذه العملية في اليمن دفعت المنظمة إلى تقديم منحة علاجية لنقل الشاب إلى الأردن، لكن ظهور الجائحة العالمية "كورونا" وقفت عائقا أمام رحلة السفر للخلاص من المعاناة التي يعيشها بفعل الجريمة الحوثية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية