في الوقت الذي ينتظر فيه العالم رفع القيود على التحركات المعرقلة للاقتصاد، والتي استهدفت مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد، تراود الكثيرين مخاوف من موجة ثانية لتفشي الفيروس.
 
وقالت وكالة "بلومبرج" الأمريكية إن الجائحة تسبب أمراض جديدة لا يتمتع معظم البشر بمناعة ضدها، وهذا ما مكنها من التفشي بشكل كبير عالمياً.
 
في حال جائحة الإنفلونزا، فيمكنها الانحسار مؤقتاً بسبب الطقس، بالانتقال إلى نصف الكرة الأرضية الجنوبي عندما ترتفع درجات الحرارة خلال فترة الصيف والعكس.
 
وربما حينها يكون الفيروس قد أصاب عدداً ضخماً من الناس داخل معظم المناطق، مما يعطيهم مناعة ضد الإصابة بالعدوى مجدداً، وخلق ما يسمى بمناعة القطيع التي تحمي أولئك ممن لم يصابوا بالعدوى عن طريق الحد من انتشار الفيروس.
 
وفي حالة فيروس كورونا المسبب لـ"كوفيد- 19"، فرضت الدول حول العالم قيوداً على الحركة بحجم غير مسبوق، واتخذ الناس أنفسهم تدابير للتباعد الاجتماعي، التي تبقي الناس بعيدة عن بعضها البعض بطريقة تصعب انتشار الفيروس.
 
لا يوجد سببا واضحا لكن هناك عدد من الاحتمالات، ففي حالة الإنفلونزا، هناك عامل الطقس البارد الذي ربما يؤثر على فيروس كورونا أيضاً، أو قد يتمكن الفيروس من التحور، وهذه سمة أخرى مميزة لفيروس الإنفلونزا، الذي يتغير بشكل أكثر أو أقل استمراراً.
 
وفي خريف عام 1918، حدثت موجة ثانية من تفشي الإنفلونزا التاريخي، وتسببت في عدد كبير من الوفيات، ويعتقد بعض الباحثين أن ذلك كان بسبب حدوث تحور جعل جهاز المناعة غير قادر على التعرف على الفيروس مجدداً.
 
وهناك عامل آخر وهو حركة الفيروس إلى أناس لم يتعرضوا له من قبل، ولا يتمتعون بمناعة ضده.
 
التفشي الذي وقع منذ عام 2002 إلى 2003 لمتلازمة الالتهاب التنفسي الحاد "سارس" في آسيا لم يصل أبداً إلى حجم الجائحة، ورغم أن السبب فيه فيروس كورونا أيضاً لكنه لم يكن معدياً مثل الفيروس المسبب لمرض فيروس كورونا المستجد.
 
وعما يمكن فعله لمنع موجة ثانية من الجائحة، أوصت منظمة الصحة العالمية برفع حذر القيود على الحركة والانتقال بشكل تدريجي لاختبار آثار كل مرحلة قبل الاتجاه نحو انفتاح أكبر.
 
ويقول الخبراء إن المفتاح في إبقاء عدد حالات العدوى منخفضة، بدون فرض إغلاق على الجميع، هو زيادة إجراء فحوصات وتعقب المخالطين.
 
المصدر: العين الاخبارية

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية