إيطاليا تعلن السيطرة على كورونا في مناطق الجنوب والوسط
أعلنت إيطاليا، التي تكبدت الخسائر الأكثر في الأرواح على الصعيد الأوروبي بسبب فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، السيطرة على الفيروس في مناطق الجنوب والوسط مقارنة بمناطق الشمال.
وقال رئيس المعهد العالي للصحة في إيطاليا فرانكو لوكاتيللي إن "القدرة على منع انتشار العدوى في المناطق الوسطى والجنوبية مدعوم بقوة بأدلة الأرقام"، مضيفا: "حتى اليوم، ما يصل إلى 13 منطقة ومقاطعة ذاتية الحكم بها وفيات أقل من حالتين ومنطقتين دون حالات"، بحسب صحيفة "لا ريبوبليكا" الإيطالية.
وبشأن استئناف الأنشطة في البلاد، قال لوكاتيللي: "من المؤكد أن عدد الوفيات سينخفض أكثر، ولكن الشيء الذي يجب أن نضعه في الاعتبار هو الحاجة إلى توخي الحذر التام سواء بشأن حياتنا الاجتماعية وأنشطة الإنتاج".
وكان رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي حذر قبل 6 أسابيع من أن قدرة إيطاليا على مواجهة انتشار فيروس كورونا تعتمد بشكل كبير على حصر الوباء في بؤرة تفشيه في ميلانو بشمال البلاد.
وأدى الفيروس إلى وفاة 22,745 شخصا في إيطاليا التي يبلغ عدد سكانها 60 مليون نسمة وكانت من أكثر الدول تضررا في العالم جراء الفيروس.
لكن إيطاليا لا تزال تعتبر نفسها محظوظة نسبيا لأن الوباء تفشى في المناطق حول العاصمة المالية ميلانو التي تضم أفضل الكوادر الطبية.
وراهن كونتي في وقت مبكر على فرض أول إغلاق عام في الغرب، قبل أن يبلغ تفشي الفيروس ذروته.
واعتبر فريق كونتي أن الضرر الاقتصادي الذي قد يلحقه الإغلاق على مدى قصير سيؤدي إلى إنقاذ نظام الرعاية الصحية والسماح للبلاد بإعادة فتح اقتصادها لاحقا بشكل تدريجي في الأسابيع المقبلة.
وقال كبار مسؤولي قطاع الصحة في إيطاليا، أمس، إن رهان كونتي قد أثمر. ومع ذلك يتهم رجال الأعمال كونتي بأنه ألحق أضرارا كبيرة لا ضرورة لها بالاقتصاد من خلال تمديد الإغلاق لفترة طويلة جدا.
وقدمت أحدث البيانات من خدمة الحماية المدنية في إيطاليا براهين جديدة لعدم حاجة كونتي إلى تمديد بعض قيود الإغلاق الصارمة عند انتهاء صلاحيتها في 4 مايو.
وأظهرت البيانات أن الارتفاع في عدد المصابين حاليا لا يتعدى بضع مئات للمرة الأولى منذ بدء تفشي الوباء، بعد أن كانت الإصابات ترتفع بمعدل ألف على الأقل يوميا منذ شهر.
وبلغ عدد الإصابات خارج ميلانو في منطقة لومبارديا 11 حالة فقط أمس.
وقال رئيس هيئة الحماية المدنية أنجيلو بوريللي للصحفيين: "حققنا أكبر عدد من حالات الشفاء منذ بداية الأزمة"، وفقاً لما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
وهذا التحسن دفع الهيئة إلى إعلان تعليق مؤتمرها الصحفي اليومي والاستعاضة عنه بمؤتمرين أسبوعيا، مع الابقاء على نشر حصيلة الإصابات والوفيات بشكل يومي.