أعرب مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس اليوم الأربعاء، بعد إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب تعليق التمويل الأميركي لها، عن أسفه لهذا القرار.
 
وأكد خلال مؤتمره الصحفي اليومي أن "الولايات المتحدة صديق قديم لنا ونأمل أن تستمر في لعب دورها"، مضيفاً: "نأسف لقرار الإدارة الأميركية بوقف التمويل المقدم لنا".
 
واعتبر أن الآن هو الوقت الذي يتعين فيه على العالم توحيد جهوده في الحرب على الفيروس.
 
وتابع غيبريسوس: "نراجع تأثير انسحاب واشنطن على عملياتنا.. نعمل على مواصلة دورنا ونبحث تعويض نقص التمويل بسبب قرار واشنطن"، معرباً عن امتنان المنظمة "للدعم الذي تلقيناه من مختلف دول العالم مؤخراً".
 
وحذّر من أن فيروس كورونا "قد يستغل انقسام العالم ليوسع من انتشاره". وأوضح أن المنظمة تحصل "على معلومات باستمرار عن الفيروس وتشاركها مع بقية دول العالم".
 
كما أعلن غيبريسوس أن المنظمة تعمل على شحن مواد طبية لنحو 95 دولة في مختلف أنحاء العالم.
 
تقييم عمل المنظمة
وتابع: "في الوقت الملائم، ستقوم الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية والهيئات المستقلة الموجودة بتقييم سلوك منظمة الصحة العالمية في مكافحة وباء كوفيد-19 وذلك بهدف ضمان الشفافية والمسؤولية". وأوضح أن "هذا الأمر يشكل جزءاً من الآلية المعتادة التي تمارسها الدول الأعضاء".
 
بدوره، أكد المدير التنفيذي لبرنامج حالات الطوارئ في المنظمة مايكل راين أن "كل ما قامت به" المنظمة ستتم مناقشته لاحقاً، معتبراً أن "من الغريب أن تضطر (المنظمة) إلى الدفاع عن نفسها في هذه المرحلة".
 
وشدد على أن المنظمة سارعت بداية كانون الثاني/يناير الماضي للتنبيه إلى "وجود بؤرة لالتهاب رئوي في ووهان الصينية"، مشيراً إلى أن "هناك ملايين من حالات الالتهاب الرئوي كل عام في العالم" من دون أن تتحول بالضرورة إلى أزمة صحية مماثلة لوباء كوفيد-19.
 
"لا وقت نضيعه"
وفي وقت سابق من اليوم، كان غيبريسوس قد اعتبر أنه "لا وقت نضيعه" و"الشاغل الوحيد" للمؤسسة هو إنقاذ الأرواح من وباء كورونا.
 
وكتب غيبريسوس على حسابه في موقع "تويتر": "لا وقت نضيعه. الشاغل الوحيد لمنظمة الصحة العالمية مساعدة كل الشعوب لإنقاذ الأرواح ووضع حد لتفشي فيروس كورونا المستجد"، دون الإشارة مباشرة لقرار ترمب.
 
ووسط الجدل مع الرئيس الأميركي الذي يتهمه بالتقليل من شأن الوباء والتأخر في إطلاع العالم حول تفشيه، أعاد مدير عام المنظمة نشر تغريدات دعم من شخصيات سياسية وباحثين وأشخاص غير معروفين.
 
وفي نفس السياق، أعلن لاري بريليانت عالم الأوبئة الأميركي: "عملت طوال 10 سنوات لصالح منظمة الصحة حول الجدري وشلل الأطفال وفقدان البصر ومساعدة ضحايا تسونامي. وتعاونت مع ستة مديرين عامين بالنسبة لي كان تيدروس وغرو برونتلاند الأفضل. هناك حملة سياسية حقيقية تستهدف تيدروس".
 
تأجيل توجيه الاتهامات
بدوره، دعا ديفيد نابارو، مبعوث منظمة الصحة العالمية الخاص بشأن مواجهة فيروس كورونا، اليوم، إلى تأجيل توجيه أي اتهامات إلى المنظمة لما بعد القضاء على الفيروس.
 
وقال نابارو خلال مؤتمر عبر الإنترنت: "نقول للجميع، نناشد الجميع، تطلعوا إلى الأمام. ركزوا على النضال الملحمي الآن واتركوا الاتهامات حتى وقت لاحق".
 
وأضاف: "إذا قررت خلال هذه العملية أنك تريد أن تعلن أنك ستسحب التمويل أو تدلي بتعليقات أخرى حول منظمة الصحة العالمية، فتذكر أن هذه ليست منظمة الصحة العالمية فقط، فمجتمع الصحة العامة بأكمله يشارك الآن، وكل فرد في العالم هو الآن موظف صحة عامة، الجميع يتحمل المسؤولية، الجميع يضحون، الجميع يشاركون" في المواجهة.
 
ومنذ بضعة أيام، توجّه واشنطن انتقادات شديدة لسلوك المنظمة الأممية التي تتخذ من جنيف مقراً. وقد نددت الولايات المتحدة خصوصاً باتخاذ المنظمة مواقف اعتبرتها مؤيدة لبكين.
 
"المنظمة بعيدة عن السياسة"
وتندد واشنطن خصوصاً بواقع أن التدابير التي اتخذتها لمواجهة الأزمة ولاسيما الإغلاق التدريجي للحدود، واجهت "مقاومة شديدة" من جانب منظمة الصحة العالمية التي "استمرّت في الإشادة بالمسؤولين الصينيين لاستعدادهم لتقاسم المعلومات".
 
ووفق قول ترمب، فإن الولايات المتحدة تساهم بمبلغ يتراوح ما بين 400 و500 مليون دولار سنوياً للمنظمة مقابل حوالي 40 مليون دولار "وحتى أقلّ" من جانب الصين.
 
وترفض منظمة الصحة اتهامها بالانحياز للصين وتؤكد أنها تقدم توصياتها في ضوء ورود المعلومات العلمية حول فيروس كورونا المستجد وانتقاله وسبل مكافحته. وقال تيدروس "منظمة الصحة بعيدة من السياسة".
 
وانتقدت كل من الأمم المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، القرار الأميركي وقف مساهمة واشنطن لمنظمة الصحة. كما انتقده بيل غيتس، أحد مؤسسي مايكروسوفت التي تعد أول مساهم خاص في موازنة منظمة الصحة ومقرها جنيف.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية