حسب بيان وزير الخارجية الأميركي فإن إنتاج دواء لهذا الفيروس قد يستغرق عاماً على الأقل.. خلال هذه الفترة الطويلة نسبياً هناك الكثير من المخاطر والتحديات ينبغي على العالم التصدي لها والتي سوف تستدعي تغيرات كثيرة.
 
أولًا: قدرة النظام الطبي العالمي على تحمل المصابين وعلاجهم، مثلاً الوضع في إيطاليا مزرٍ نسبياً في المستشفيات لتغطية المصابين، ومن المؤكد أن عدد الأطباء في إيطاليا وإسبانيا أعلى من متوسط الدول النامية، لذلك أحسنت المملكة بإيقاف الطيران وحجر المشكوك فيهم وإيقاف المدارس وتخفيض حضور الموظفين.
 
ثانياً: خطوط الإمدادات عالمياً قد تتعرض لتعطل ينعكس على أسعار السلع، مثلاً بسبب النقص؛ أسعار الأقنعة الواقية ارتفعت في الولايات المتحدة على مواقع التجارة الإلكترونية من 25 دولاراً إلى 150، وأسعار ومعقمات اليد من 20 إلى 70 حسب بيانات Jungle Scout وأجبرت شركات التجارة الإلكترونية على إيقاف هذه العروض لأنه يعتبر استغلالاً.
 
ثالثًا: المؤسسات المتوسطة والصغيرة التي توظف أغلب العاملين في العالم هشة لا تتحمل الكساد طويلاً مثل المؤسسات الكبيرة، فقط قطاع المطاعم في أميركا يمكن أن يخسر 7.4 ملايين وظيفة حسب تقديرات CGC، وهذا ما دفع المملكة للقيام بحزمة دعم تبلغ 120 مليار ريال لدعم القطاع الخاص خصوصًا المتوسطة والصغيرة.
 
رابعًا: قدرة الدول النامية للحصول على قروض خصوصاً من الدول التي لا تصدر السلع أو ميزانها التجاري سالب وهو ما يتطلب تعاون صندوق النقد.
 
العالم والدول الكبرى تواجه هذه التحديات الاقتصادية وهو اختبار لقدراتها على التشريع والابتكار ويمكن أن تدفع الشركات التي تعاني الكساد تغيير نشاطها مؤقتاً في الظروف الراهنة لتغطية النقص في الاحتياجات والإمدادات. 
 
في منتصف القرن الماضي تحولت شركة (Morris Motors) البريطانية لصناعة السيارات إلى صناعة أجهزة التنفس الاصطناعي لمواجهة شلل الأطفال الطارئ، أيضاً ممكن أن تدعم تحول الكثير من المجالات المتضررة مثل الفندقة والمطاعم ومضيفات الطيران إلى الخدمات الطبية، والأكيد أن نسبة من العاملين في القطاعات المتأثرة سوف تجذبهم الدراسة عن بعد لدخول مجالات ثانية أكثر استقراراً بعد الأزمة.
 
عام كورونا عام مختلف يتطلب أنظمة أكثر مرونة وأفكاراً غير تقليدية لإعادة توزيع الأدوار إذا كان العالم فعلاً يعمل بتكاتف وإلا سوف تسوء الأزمة الاقتصادية كثيراً، إنه ليس عاماً للتوقف بل للتفكير والعمل.
 
* نقلا عن صحيفة الرياض

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية