بعد أن أمضى أكثر من 76 عاما، في محاربة مرض الملاريا حول العالم، يستعد عقار كلوروكين لخوض معركة جديدة للقضاء على فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19).
 
وحسب الدراسة المنشورة في دورية "نيتشر"، فإن هناك رابطا بين مرض "الملاريا" وفيروس كورونا المستجد، المعروف علمياً باسم "كوفيد – 19"، وربما يكون عقار "الكلوروكين" فعالا في مواجهة الفيروس الجديد.
 
وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الخميس، إن هذا الدواء اعتمدته هيئة الرقابة على الغذاء والدواء الأمريكية، ليكون علاجاً للفيروس الجديد.
 
ويستخدم الكلوروكين أو هيدروكسي كلوروكوين، لعلاج الملاريا منذ عام 1944، ويمكن إعطاؤه قبل التعرض للملاريا للوقاية من العدوى، كما يمكن أيضاً إعطاؤه كعلاج بعد ذلك.
 
وعلى الرغم من أن الملاريا مرض يسببه طفيلي ينتقل إلى البشر من خلال لدغات البعوض، على عكس مرض "كوفيد -19" الفيروسي، فإن الدراسات المختبرية أظهرت أن الكلوروكين فعال في منع وعلاج هذا الفيروس أيضاً.
 
وكانت الدراسات أظهرت في البداية فاعليته في علاج متلازمة الجهاز التنفسي الحادة الوخيمة "السارس"، وهو أحد أعضاء عائلة الفيروسات التاجية. 
 
وبالنظر إلى فعاليته مع "السارس"، فقد بحث العلماء ما إذا كان سيكون علاجاً فعالاً ضد الفيروس الجديد "كوفيد – 19"، وجاءت النتائج مشجعة.
 
وقال الدكتور لين هوروفيتز، طبيب الرئة واختصاصي الباطني في مستشفى لينوكس هيل بمدينة نيويورك، في تقرير نشرتهشبكة "ABC" الأمريكية، الخميس: "هناك دليل على أن الكلوروكين فعال".
 
وأضاف: "عندما نظر الباحثون إلى فاعلية الكلوروكين مع الفيروس المسبب للسارس وخلايا الرئيسيات في المختبر، ظهر أنه يمنع العدوى الفيروسية ويعالجها بعد حدوثها، حيث انخفضت الجسيمات الفيروسية بشكل كبير عند استخدامه".
 
واكتشف الباحثون في الصين أن طفرات البروتين على سطح الفيروس الجديد "كوفيد – 19"، تشبه طفرات البروتين الموجودة على سطح فيروس السارس، وهو ما دفعهم إلى تجربة نفس العلاج مع الفيروس الجديد.
 
ويصاب الناس بالعدوى عندما ترتبط هذه الطفرات البروتينية بمستقبلات خاصة على السطح الخارجي للخلايا البشرية، ويعمل الكلوروكين عن طريق التدخل في تلك المستقبلات، والتي قد تتداخل مع قدرة الفيروس على الارتباط بالخلايا. 
 
وأضاف "هوروفيتز": "الطريقة التي عمل بها الدواء ضد السارس كانت عن طريق منع تعلق الفيروس بالخلايا، ووجد الباحثون في الصين أن علاج المرضى الذين يعانون من الفيروس الجديد بالكلوروكين، قد يقصر إقامتهم في المستشفى، ويحسن نتائج المريض".
 
وهناك أكثر من 20 تجربة سريرية جارية في الصين، ومن المقرر أن تبدأ تجربتها في إنجلترا وتايلاند وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وظهرت بعض النتائج التي دفعت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية إلى إصدار قرارها باعتماده كعلاج للفيروس الجديد.
 
وإحدى هذه النتائج تم إعلانها، الأربعاء، في دورية "نيتشر"، حيث أثبتت أن هيدروكسي كلوروكين، يمكن أن يكون علاجاً فعالاً للفيروس الجديد. 
 
وعلى الرغم من الحاجة لمزيد من التجارب قبل إقرار هذا العلاج، فإن هيئة الغذاء والدواء الأمريكية أقرته، وذلك في إطار برنامج خاص يسمح باستثناءات للأدوية التجريبية أثناء طوارئ الصحة العامة.
 
وشدد الدكتور إريك سيو بينا، من شبكة الرعاية الصحية المتكاملة "نورثويل هيلث" بنيويورك، في التقرير الذي نشرته شبكة "ABC"، على أنه يمنح فقط للمرضى الذي يعانون من أعراض خطيرة.
 
وقال: "بالنسبة لـ85٪ من المرضى الذين يعانون من أعراض خفيفة إلى معتدلة، فإنهم لا يحتاجون إلى هذا العلاج، ويمكن أن يؤدي استخدامه معهم لأعراض جانبية".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية