قال الكاتب العربي السعودي يوسف الديني إن المجتمع الدولي عجز عن التعامل الحقوقي مع المشكلة اليمنية، نتيجة تقييم غير دقيق في ظل الظاهرة الحوثية، الامتداد الإيراني لنهج تصدير الثورة، مؤكدا أن أطرافا دولية راغبة في عسكرة المنطقة تبارك تحالفات أذرع إيران.

 

وأشار في مقال نقلته صحيفة الشرق الأوسط، اليوم الأربعاء، إلى أن الدول الكبرى والمنظمات الدولية مازالت تتعامل مع المليشيا الحوثية "كطرف سياسي وليس كميليشيا إرهابية مسلحة تحولت إلى أداة طيعة بيد ملالي طهران".

 

وتابع بأن هذا التوصيف "ساهم في إنتاج خطاب حقوقي لا ينحاز إلى مأساة اليمنيين الذين يرزحون تحت سطوة الحوثيين الذين يخطفون أطفالهم ويجندونهم للقتال، ويعتقلون الأسر التي ترفض الاستجابة لأي من مظاهر وتجليّات تجريفهم لهويّة اليمن وإعادة إنتاج لهويّة مؤدلجة تتبع ملالي طهران ولا تنتمي حتى للهويّة الزيدية، التي ظلت قبل تثويرها متصالحة مع المكونات الاجتماعية والتنويعات الدينية والثقافية في اليمن".

 

وأكد أن "المجتمع الدولي والقوى الغربية والمنظمات الحقوقية لا تدرك حجم التحولات والتصدّعات التي أصابت اليمن، منذ تحول ميليشيا الحوثي إلى ذراع وأداة بيد ملالي طهران، ومنه تحوّلت الحالة اليمنية والنزاع بين الأطراف السياسية من صراع مكونات سياسية على السلطة إلى حرب استنزاف واستهداف لليمن واليمنيين".

 

وقال الديني في مقاله بعنوان "ميليشيا الحوثي والاستثمار في تناقضات المجتمع الدولي" إن المليشيا "انتقلت بعد التصدعات التي أصابت نظام ملالي طهران إلى قارب نجاة، من خلال تصعيد العمليات العسكرية، والإيغال في قتل اليمنيين بشكل وحشي لمجرد إثبات الفاعلية وإعطاء طهران كروت تفاوض محروقة عقب مقتل سليماني، الذي ساهم في إحداث انهيارات عميقة في الداخل الإيراني، وجعل فكرة تصدير الثورة وما تستلزمه من تبعات اقتصادية ضخمة على حساب المواطنين فكرة مستهجنة ومرفوضة".

 

واعتبر ما وصفه بالتحالف الوجودي بين أذناب إيران في المنطقة العربية، كتحالف الحوثيين وحزب الله اللبناني، يسير "بمباركة من أطراف دولية تريد تأجيج المنطقة وعسكرتها، بغض النظر عن الأطراف والأدوات التي تستخدمها".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية