لجأت مليشيا الحوثي في صنعاء والمدن الخاضعة لسيطرتها، الى المدارس لمدها بالمقاتلين من الطلاب الأطفال، بعد أن انتهت من إلزام عقال الحارات على توفير عشرة مقاتلين لكل عاقل، وأرسلتهم الى جبهات القتال المشتعلة.
 
وعممت المليشيا المدعومة ايرانيا على إدارات مدارس العاصمة صنعاء بالتحديد قرارا قضى بأن تختار كل مدرسة خمسة عشر فردا من طلابها ليُلحقوا بصفوف المليشيا الإرهابية، ويرسلون الى جبهات القتال.
 
وأدى هذا التعميم الى تراجع الإقبال الطلابي على المدارس، والذي تناقص مستواه سابقا بشكل تدريجي خوفا من الأهالي على أبنائهم من عمليات التجنيد التي تتم دون علمهم، والتجريف الفكري الذي يخدم الأجندة الطائفية للمليشيا الكهنوتية، والذي يتم عادة في المدارس بشكل رئيسي.
 
وبحسب مصادر تربوية، توسعت رغبة المليشيا في استقطاب الطلاب الى صفوفها العسكرية حتى في محافظة ذمار، التي دعي فيها عقال الحارات ومدراء المدارس للتحشيد العسكري والمالي لدعم المليشيا، وهو ما لقي رفضا كبيرا في أوساط السكان الذين يخشون على أبنائهم من الموت في الجبهات بالذات وأن الآلاف ممن سبقوهم الى ذات المهمة لقوا حتفهم.
 
ونقلت صحيفة الشرق الأوسط عن مصادر محلية في ذمار، أشارت إلى أن المليشيا الكهنوتية" عقدت مطلع الأسبوع الحالي، اجتماعاً بعقال الحارات والأحياء ومديري مدارس المحافظة بمدينة ذمار، برئاسة القيادي الحوثي المدعو عباس العمدي وألزمت من خلاله كل عاقل حي بجمع عشرة مقاتلين، ومديري المدارس بتحصيل 300 ريال كمجهود حربي من كل طالب وطالبة (نحو نصف دولار)".
 
وكان حقوقيون أشاروا إلى اختطاف المليشيا 56 طفلا من ذمار خلال الأسبوعين الأخيرين من فبراير الماضي، ونقلتهم لتلقي دورات ثقافية في مراكز تدريب خاصة، لترويضهم على الفكر الحوثي قبل دمجهم في صفوف مقاتلي الكهنوت.
 
وذكرت "الشرق الأوسط" على لسان سكان محليين ان المليشيا "اختطفت أيضاً خمسة أطفال من قرية «حصن قديد» بمديرية ميفعة عنس (شرق المحافظة) في حين حمّل الأهالي كامل المسؤولية عن الاختطاف عدداً من القادة الحوثيين، وهم يحيى الديلمي المكنى بـ«أبو علي»، وأحمد علي الحماطي «أبو عامر»، وعادل مطهر".
 
وافتح القيادي الحوثي احمد لقمان المكنى ابو الزهراء، قرية صنعة في مديرية جهران شمالي المحافظة، واعتقل خمسة أطفال هو ومسلحوه، ونقلوهم الى جهات غير معلومة. إذ تشير المصادر إلى استمرار عملية الاختطاف التي تتم بشكل تعسفي وتنتقي الأطفال في الغالب.
 
وتأتي هذه الإجراءات المتسارعة للحوثيين بحثا عن المقاتلين في ظل نقص حاد في عناصر المليشيا الارهابية على جبهات القتال، بعد تلقيها هزائم متوالية كلفتها آلاف القتلى والجرحى من عناصرها المغرر بهم، وانسحاب مقاتلين آخرين من التشكيلات المسلحة للمليشيا خوفا من مصير القتل.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية