قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن أنقرة تريد من أميركا إرسال بطاريات صواريخ باتريوت الدفاعية لحماية قواتها في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
 
وأدلى جاويش أوغلو بهذا التصريح للصحفيين اليوم السبت، في العاصمة القطرية الدوحة بعد اجتماعه مع نظيره الأميركي مايك بومبيو.
 
وكان 55 جندياً تركياً قد لقوا حتفهم في إدلب هذا الشهر خلال هجمات شنتها قوات النظام السوري.
 
وفي سياق آخر، قال جاويش أوغلو: "لم نتلق الدعم الكافي من المجتمع الدولي حيال أزمة اللاجئين".
 
وأضاف: "ننتظر من حلف شمال الأطلسي (الناتو) مواقف واضحة بشأن سوريا، وأعتقد أن رسالتنا وصلت إليهم".
 
كما أكد جاويش أوغلو أن "النظام السوري لا يزال يخرق القوانين الدولية ويقصف المدنيين الأبرياء بالأسلحة المحظورة".
 
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في وقت سابق من اليوم إن حدود بلاده مفتوحة، منفذا تهديده القديم بالسماح للاجئين بدخول أوروبا فيما احتشد آلاف المهاجرين عند الحدود مع اليونان.
 
يمثل إعلان أردوغان أن تركيا ستسمح للاجئين والمهاجرين بمغادرة البلاد خروجاً عن السياسة الحالية في محاولة واضحة للضغط على أوروبا.
 
يأتي ذلك وسط تصعيد عسكري في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، حيث علق مئات الآلاف من المدنيين السوريين بين قوات النظام التي تحقق تقدماً بدعم من روسيا، ومقاتلين معارضين مدعومين من تركيا.
 
وأثار النزوح الجماعي في إدلب احتمال تعرض تركيا لضغوط دولية لفتح حدودها مع سوريا المغلقة حالياً، ومنح حشود من المدنيين السوريين البائسين ملاذاً.
 
وقال أردوغان في خطاب السبت: "لا يمكننا التعامل مع موجة جديدة من الهجرة"، في إشارة إلى الأزمة الإنسانية المتصاعدة في إدلب. يذكر أن نحو 950 ألف مدني سوري اندفعوا تجاه الحدود مع تركيا، وسط طقس شتوي شديد البرودة.
 
كما ذكر أردوغان السبت أن بلاده لن تقف في وجه اللاجئين والمهاجرين الموجودين بالبلاد الآملين في دخول أوروبا، قائلاً: "لن نغلق البوابات أمام المهاجرين. على الاتحاد الأوروبي أن يفي بوعوده. لسنا ملزمين برعاية وإطعام هذا العدد الكبير من اللاجئين. إذا صدقتم إذا كنتم مخلصين فعليكم بالمشاركة".
 
ووفق اتفاق إبرام عام 2016 بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة، وافقت تركيا على كبح تدفق اللاجئين على أوروبا مقابل مساعدات مالية، بعدما دخل أكثر من مليون شخص أوروبا في 2015. ومنذ ذلك الحين تحتج تركيا قائلةً إن الاتحاد الأوروبي لم يف بالاتفاق.
 
ومنذ السيطرة على أراض من القوات الكردية في سوريا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، اقترح أردوغان إعادة توطين مليون لاجئ سوري على الأقل من تركيا في الإقليم الكردي شمال شرقي سوريا. إلا أن جهوده لتأمين تمويل لهذه الخطة رفضت من جانب الحكومات الأوروبية. كما ذكرت جماعات الإغاثة أيضا أن الوضع لا يزال خطيرا للغاية لإعادة اللاجئين إلى سوريا.
 
في سياق آخر، تصاعدت مؤخراً التوترات بين تركيا والنظام السوري. وقتل أكثر من 55 جندياً تركياً منذ بدأت تركيا في إرسال مزيد من التعزيزات إلى المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة في سوريا في وقت سابق من هذا الشهر.
 
وقد أجرى مبعوثو "الناتو" محادثات طارئة يوم الجمعة بناءً على طلب تركيا، العضو في الناتو. وبينما يحث الناتو على إلغاء تصعيد القتال في إدلب، لم يقدم أي مساعدة إضافية لتركيا في هذا السياق.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية