أمام خسائر مكلفة تتلقاها مليشيا الحوثي الكهنوتية، يزيد معدل قتلاها بشكلٍ يومي، وتصبح عملية نقل الجثث وتخزينها في المستشفيات المكتظة بقتلى سابقين، من الأمور الصعبة التي تفرض على المليشيا البحث عن حلول عاجلة لدفن القتلى.

 

ومع امتلاء المقابر التي تعج بآلاف من القتلى المتزاحمة جثثهم في قبور متجاورة، تبدو الأرض وقد ضاقت بالهالكين في صفوف الكهنوت، وتدعو الحاجة للتخلص من جثث المقاتلين إلى إيجاد مقابر إضافية، عادةً ما تستحدثها المليشيا في أراضي الدولة، وآخرها إقرار المليشيا استحداث مقبرة في إحدى الأراضي المخصصة وفق المخططات لإنشاء حديقة عامة.

 

وبشكل فوري سارع سكان حي الطيران، وعصر السفلى الشرقية والغربية، إلى نشر بلاغ يطالبون فيه بوقف القرار الحوثي لاستحداث مقبرة في حديقة المنطقة، التي كانت قد جُهزت ببنيتها التحتية لإنشاء الحديقة، غير أن الأحداث أوقفت أعمال الإنشاء في منتصف الطريق.

 

البلاغ الذي صدر عن سكان المنطقة بمختلف فئاتهم، ألمح إلى قرار المليشيا تحويل الحديقة إلى مقبرة، بإشارته إلى أنها " لا تصلح مقبرة لكونها منطقة صخرية" مطالبا بوقف القرار الذي يهدف إلى مصادرة المتنفس الوحيد لأبناء المنطقة.

 

ويأتي قرار الحوثيين هذا في ظل جهود تبذل لاستكمال إنشاء الحديقة التي لم يتبق على استكمالها سوى 20%، من الأعمال التي تكفل الصندوق الاجتماعي للتنمية بإتمامها، وبدأت فعلا الجهات التنفيذية برسم المخططات لإكمال العمل.

 

ويسابق الحوثيون المدعومون من إيران الزمنَ لقطع الطريق أمام الجهود الرامية لإكمال العمل في الحديقة، من أجل تحويلها إلى مقبرة لدفن الفائض من قتلى الكهنوت الذين تعثرت المليشيا في إيجاد مقابر لاحتواء جثامينهم المتعفنة.

 

ويقول البلاغ الذي حصلت "2ديسمبر" على نسخة منه، إن الحديقة تشكل المتنفس الوحيد لسكان المنطقة، ومع ذلك يجتهد الحوثيون لمصادرة هذه المساحة التي يعول السكان عليها لقضاء بعض أوقات الراحة، ما يفسر حالة التعسف الحوثية التي يواجه الكهنوت بها السكان على كل الصعد.

 

مليشيا الحوثي وهي تجيز لنفسها العبث بأملاك الدولة وتمكين نفسها من الملك العام، تؤكد عبر تصرفاتها المليشاوية وأساليبها العبثية تلك، نزعتها الناقمة ضد الدولة واعتبارها أن الملك العام حق حصري بها، دون أن تأبه إلى أن تلك الأملاك هي أملاك الشعب لا حق لقتلاها الذين ينفقون في معارك خاسرة فلا يجدون بعد ذلك قبورا تأوي جثامينهم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية