تحت قصف حوثي لا يتوقف، ونيران تطال كل الأمكنة، لم تتوقع أسرة الجبيلي القاطنة في منطقة الجبلية جنوب غرب التحيتا، النجاة عندما هاجم الحوثيون القرية بكل حقدهم في محاولة للسيطرة عليها.
 
كان الرصاص يردي كل من يتحرك أمام ناظري قناص المليشيا الإجرامية، غير أن اشتداد القصف العشوائي دفع الأسرة المكونة من 12 فردًا للمجازفة ومغادرة المنزل، فإما النجاة من هذا الجحيم أو الاستشهاد.
 
لحسن حظ أسرة الجبيلي كانت مواطئ الأقدام آمنة في طريق ملغومة، فهُرع الجميع على عجالة في طريقهم الطويل إلى الأمان المنشود حتى وصلوا إلى منطقة الرمة بالقرب من منطقة يختل شمالي المخا حيث قررت الأسرة الاستقرار هناك.
 
لم تكن أفراد الأسرة الذين نصبوا خيمة من القش للمكوث حتى يحين وقت العودة يعلمون أنهم فروا من الموت الى الموت ونزلوا منطقة رصعها الحوثيون بالألغام.
 
ذات يوم توجب على أربعة من أفراد الأسرة الذهاب على متن دراجة نارية بالقرب من القرية للبحث عن متطلبات الأسرة، لكن لغما حوثيا كان متربصاً بهم في مستنقعٍ مائي وسط الطريق.
 
دوي الانفجار ملأ القرية، والأخبار الأليمة تأتي وإن تأخرت، فكان المساء موعداً لأن تعلم الأسرة أن الأربعة لم يسلموا من اللغم الذي زرعه الحوثيون، فقد جيء بهم في الأكفان دون التمكن من رؤيتهم بعد أن تمزقوا أشلاءَ.
 
هذه الجريمة المروعة أحالت كل من تبقى من هذه الأسرة إلى دائرة الفقر فمن قتوا كانوا أعمدتها، وكانت تعتمد عليهم في كل ما يهم بقية أفرادها، إلا أن مليشيا الكهنوت كتبت لهم في دستور ظلامها مصيرًا تعاني منه الأسرة حتى اليوم.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية