لم تمر أيام صعبة على قيادات ميليشيات الحوثي الإرهابية بمحافظة الحديدة من قبل كما تمر في الأيام الحالية، خوف وإرباك لا مثيل لهما يسيطران عليها بشكل دائم بعد وصول طلائع القوات المشتركة إلى مشارف المدينة، وقرب تحرير المحافظة من الوجود الحوثي الذي سبب لها معاناة يكابدها السكان منذ ثلاث سنوات.

 

ودفع الخوف والإرباك قيادة المليشيا في المدينة إلى إخراج أسرهم من المدينة وشن حملات اعتقالات واسعة طالت حتى مشرفين حوثيين ومعارضين للمليشيا الإرهابية في المدينة، ذلك أنها مدركة كامل الإدراك أن إنهاء وجودها في المدينة بات مسألة وقت لا أكثر خصوصًا بعد أن أصبحت المسافة الفاصلة بين القوات والمدينة لا تتجاوز تسعة كليو مترات بل أقل.

 

وأفاد مصدر أمني موثوق، بقيام قيادات ميليشيات الحوثي بإخراج أسرهم من المدينة تحسبًا لأي اقتحام من وحدات حراس الجمهورية والقوات المشتركة للمدينة بعد وصولها إلى مديرية الدريهمي، مضيفًا أن بعض القيادات الحوثية كانت تسكن في بعض الجوامع والمدارس، وقامت خلال الأيام القليلة الماضية بإخراج أُسرها من المدينة خوفًا من أي هجوم. متابعًا، أن وصول طلائع حراس الجمهورية إلى مشارف المدينة أصاب تلك القيادات بالخوف والإرباك ما دفعها إلى نقل أسرها قبل أي اقتحام.

 

وبحسب المصدر، كانت القيادات المليشاوية تسكن في الجوامع والمدارس وبعض المقرات الحكومية والخاصة تفاديًا قصف مقاتلات التحالف العربي. موضحًا، هي اليوم مدركة أنها تعيش أيامها الأخيرة في المدينة ما دفعها إلى مغادرة الجوامع والمدارس والمقرات إلى خارج المدينة.

 

ولم يتوقف الأمر عند ذلك، بل تعدى إلى تنفيذ حملة اعتقالات واسعة طالت العشرات من القيادات الموالية لها في جبهة الساحل الغربي، بتهم مختلفة توزعت بين الخيانة ورفض تحشيد مقاتلين لتعزيز مواقعها التي تتهاوى أمام حراس الجمهوري، لتتجلى بذلك، أوضح الصور عن الحالة التي تعيشها المليشيات في المدينة الساحلية.

 

وتحدثت مصادر متطابقة أن من بين المعتقلين القيادي المتحوث "عبد الله قضيبة" في مديرية المنصورية بالمحافظة ذاتها، واقتياده إلى جهة مجهولة بعد رفضه حشد مقاتلين للمليشيات وإرسالهم للمشاركة في معارك جبهة الساحل الغربي.

 

وأفرجت عنه بحسب المصادر، بعد تعهد وقعه يقضي بعودته لعمله بحشد مقاتلين من أبناء المنطقة، مشيرة إلى نزول قيادات ميليشياوية إلى منطقة قضيبة وعقدت مع متحوثين من المنطقة اجتماعا طارئاً لمناقشة التجنيد.

 

وإلى جانب ذلك، اتهمت المليشيات 204من مشرفيها بالخيانة بعد سلسلة الهزائم التي منيت بها في جبهة الساحل الغربي، على يد القوات المشتركة، وقامت قيادات مليشاوية تنتمي إلى محافظة صعدة بإعداد قائمة بأسماء هؤلاء مع تقارير عنهم وتم إرسالها إلى زعيم المليشيات الإرهابية "عبد الملك الحوثي".

 

وأكدت مصادر مقربة من قيادة المليشيا لـ " وكالة 2 ديسمبر"، استعداد الأخيرة اعتقال وقتل العشرات من المشرفين الموالين لها بتهمة الخيانة بعد الهزائم التي تكبدتها في جبهة الساحل الغربي، في ظل مواصلة القوات المشتركة زحفها صوب المدينة وميناءها، موضحة أن القيادة المليشاوية رصدت 204 مشرفين حوثيين وأعدت ملفاتهم لقائد المليشيا عبد الملك الحوثي، مشيرةً إلى أنه يعتزم تصفيتهم.

 

وبحسب المصادر، شكلت انهيارات الساحل الغربي تصدعات بينية كبيرة أصابت قيادة المليشيا بالهستيريا لتنفذ عمليات اعتقال مشرفيها، إذ تتهمهم بالخيانة بسبب فرارهم من جبهة الساحل أو لعجزهم عن حشد المقاتلين ورفد الجبهات.

 

كذلك، اختطفت ميليشيات الإرهاب قيادات مؤتمرية بمدينة الحديدة بعد اقتحام منازلهم وإطلاق النار وترويع النساء والأطفال.

 

وقالت مصادر محلية، إن المليشيات الحوثية قامت باختطاف عضو اللجنة الدائمة مدير عام ميناء المخا "قاسم مهدي حيدر"، و"أكرم فتوان" عضو اللجنة الدائمة سكرتير فرع الحديدة.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية