مجزرة الخلاني.. بيان "التدخل المرفوض" يثير غضب بغداد
ردت الحكومة العراقية على إدانة سفراء دول غربية للهجمات الدامية التي استهدفت متظاهرين مساء الجمعة، باستدعاء هؤلاء الدبلوماسيين في وقت تواجه السلطات اتهامات بالتقصير في حماية المدنيين.
واستدعت وزارة الخارجية العراقية، الاثنين، سفراء فرنسا وبريطانيا وألمانيا وكندا، احتجاجا على ما اعتبرته بـ"التدخل المرفوض" في الشؤون الداخلية.
وتعرض محتجون، ليلة الجمعة، إلى هجوم من مسلحين مجهولين أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، وإصابة أكثر من 120 بجروح، بحسب ما أكدت مصادر طبية، لوكالة فرانس برس.
وكان مسؤول أمني عراقي رفيع كشف، السبت، عن الجهة التي نفذت هجوم ساحة الخلاني وسط بغداد، فيما تحدث عن وجود "تواطؤ" بين قوات الأمن العراقية وعناصر ميليشيا مرتبطة بإيران فتحت النار باتجاه المتظاهرين.
وقال المسؤول الأمني، الذي يعمل في قيادة عمليات بغداد لموقع الحرة، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن مجموعة من ميليشيا كتائب حزب الله يستقلون مركبات صغيرة تحمل أسلحة خفيفة ومتوسطة دخلت إلى ساحة الخلاني في قوت متأخر من ليلة الجمعة.
وعقب الهجوم، دعت البعثات الدبلوماسية لعدد من الدول الغربية، الحكومة العراقية إلى عدم السماح للجماعات المسلحة بـ"العمل خارج سيطرتها".
بدورها، اعتبرت منظمة العفو الدولية ان "الهجوم الجيد التنسيق" من قبل العديد من "الرجال المدججين بالسلاح في قافلة طويلة من المركبات" يطرح "تساؤلات جدية حول كيفية تمكنهم من عبور نقاط التفتيش في بغداد وارتكاب مثل هذه المذبحة".
وبدون ذكر اسم فصيل محدد، قال سفراء كل من فرنسا و بريطانيا وألمانيا، إنهم "يشجعون الحكومة على ضمان.. إبعاد الحشد الشعبي عن أماكن الاحتجاجات".
وشُكل الحشد الشعبي بموجب فتوى من المرجعية الشيعية عام 2014 لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية. ويتألف الحشد بصورة رئيسية، من فصائل شيعية موالية لإيران، تتواجد منذ سنوات في العراق لكنها باتت اليوم جزءاً من القوات الأمنية للبلاد.
بعد هجوم الجمعة، أصدر رئيس هيئة الحشد الشعبي، فالح الفياض، أمرا لعناصره بعدم الاقتراب من المحتجين، الأمر الذي اعتبره المتظاهرون اعترافاً بالمسؤولية .
ووقعت، قبل وبعد هذا الهجوم، عمليات اختطاف ضحيتها عشرات الأشخاص مازال البعض منهم مفقوداً حتى الساعة، وفقا لمصادر مقربة.
كما عثر منذ انطلاق الاحتجاجات، على جثث عديد من الناشطين في مختلف محافظات البلاد، كانت زهراء علي (19 عاما) آخرهم. وقال والدها إنه عثر على جثتها آثار تعذيب.
وأمس الأحد، اغتيل الناشط المدني البارز فاهم الطائي (53 عاما) برصاص مجهولين في وقت متأخر الأحد، في مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة، بينما كان في طريق العودة إلى منزله من التظاهرات المناهضة للحكومة.
وخطف الجمعة المصور الشاب المعروف في ساحة التحرير زيد الخفاجي على يد مجهولين قرب منزله.
في غضون ذلك، كانت القواعد العسكرية العراقية التي تؤوي جنوداً أمريكيين و السفارة الأميركية ، هدفًا لتسعة هجمات صاروخية خلال الأسابيع الستة الماضية.
واستهدف الاثنين هجوم صاروخي قاعدة يتواجد فيها جنود ودبلوماسيون أميركيون في محيط مطار بغداد الدولي، أدى إلى اصابة ستة جنود بجروح، بحسب ما أعلن بيان رسمي.
وذكرت مصادر أمنية لفرانس برس أن جميع الجرحى، وبينهم اثنان بحالة حرجة، هم من قوات مكافحة الإرهاب التي تعتبر قوات النخبة في العراق وتتلقى تدريبها وتسليحها من الولايات المتحدة.
وتزرع هذه الهجمات، القلق لدى الولايات المتحدة التي تخطط لنشر خمسة إلى سبعة آلاف عسكري إضافيين في الشرق الأوسط.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن أي من تلك الهجمات، لكن غالباً ما توجه الاتهام إلى الفصائل المسلحة الموالية لإيران.
وفيما تصاعد مؤشر العنف في البلاد، مع هجوم استهدف السبت منزل الزعيم الشيعي البارز مقتدى الصدر، تسير المفاوضات السياسية في طريق مسدود.
ورشحت أسماء كثيرة لتولي رئاسة الوزراء بدلا من عادل عبد المهدي، لكن جميعها لشخصيات من الطبقة السياسية التي شغلت مناصب منذ سقوط صدام حسين قبل 16 عاماً.
وبعد رفض المحتجين، أعلن المرجع الديني الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني أن المرجعية "ليست طرفاً" في أي مشاورات حيال رئيس الوزراء الجديد. وهو ما فعله أيضاً الصدر الذي يقود الكتلة السياسية الأكبر في البرلمان.
ويعمل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال مع مسؤول ملف العراق في حزب الله اللبناني لتسريع المفاوضات. وأمام رئيس الجمهورية برهم صالح حتى 17 كانون الأول/ديسمبر لتسمية رئيس وزراء جديد.
المصدر: الحرة