تركت مليشيا الحوثي دماراً واسعاً في كافة مرافق الدولة في مديريات الساحل الغربي، ومن لم تطله قذائف المليشيا طالته أيادي النهب والسرقة، إلا أنه بعد تحرير الساحل الغربي من المليشيا الحوثية تمت إعادة مقومات الحياة إلى مديريات الساحل.
 
لم يقتصر دور المقاومة الوطنية على تحرير مديريات الساحل الغربي فحسب، بل وجهت جهودها لتطبيع الأمن والاستقرار، واستعادة الخدمات الأساسية.  
  
ينشط قطاع المجتمع المدني، الهيئات والمنظمات والوكالات الإنسانية الدولية والمحلية، في تقديم المساعدات لأبناء الساحل، في القطاع الصحي، والإغاثي، إضافة إلى أعمال الصندوق الاجتماعي للتنمية، وبرامج النقد مقابل العمل، وورش عمل ودورات توعوية بمخاطر الألغام، بهدف خلق بيئة واعية تتولى إبلاغ الجهات المسؤولة عن نزع الألغام في حال اكتشاف أجسام غريبة.
 
 في قطاع الكهرباء تمت إعادة تأهيل محطة كهرباء المخا البخارية، بعدما ظلت خارج الخدمة لسنوات، وتمت إضافة محول 20 ميجا وات، وعاد التيار الكهربائي إلى المخا، ورغم المشاكل المتفاقمة جراء الإهمال والتدمير خلال السنوات الماضية، إلا أن جهود متواصلة تبذل في قطاع الكهرباء من قبل الهلال الأحمر الإماراتي والمقاومة الوطنية، لتأمين توليد الطاقة والتوسع للمديريات المجاورة.
  
وفي تهيئة استعادة بيئة مصادر العيش للسكان، قامت وحدات مكافحة الألغام بإزالة عشرات آلاف الألغام من الطرق والقرى والوديان حتى تمكن المواطنون من العودة إلى مزاولة عملهم ومصادر عيشهم.
 
 وكانت مليشيا الحوثي قد زرعت عشرات آلاف من الألغام في الطرقات والحقول الزراعية وداخل القرى السكنية في ريف المخا، ومناطق الساحل الغربي، وقتلت وأصابت العشرات في انفجار الألغام المزروعة بشكل عشوائي.
 
وفي القطاع السمكي، بعد تحرير مديريات الساحل الغربي وتثبيت الأمن والاستقرار، أنشأ الهلال الأحمر الإماراتي نحو 26 مركز إنزال سمكي، ولا يزال يدعم باستمرار الصيادين في الساحل سواء من خلال تقديم معدات الصيد أو بناء مراكز الإنزال السمكي، وأكد هلال الإمارات أنه يستهدف بناء مراكز الإنزال السمكي على طول الشريط الساحلي للتخفيف من حجم الخسائر التي تعرض لها قطاع الصيد، وكذا المساهمة في عودة الصيادين إلى مزاولة أنشطتهم التي دمرت بفعل حرب مليشيا الحوثي.
 
وكان النهج التدميري للمليشيا، سواءً عبر تفخيخ السواحل بالألغام البحرية أو منع الصيادين من الاصطياد وتدمير قواربهم، قد فرض واقعاً مأساوياً على الصيادين، ودفع بهم إلى حافة المجاعة.
 
وفي المجال الأمني لعبت الشرطة العسكرية التابعة للمقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" دوراً مهماً في ترسيخ واستقرار الأمن، وانحسار الجرائم، وإحباط عمليات التهريب، حيث ضبطت خلال الفترة الماضية، أطناناً من الأسمدة المهربة التي تستخدمها المليشيا في صناعة المتفجرات، إضافة إلى استعادة عديد من المسروقات من سيارات تم الإبلاغ عنها من محافظات أخرى، وتم ضبطها في الساحل الغربي، وإحالتها إلى الجهات القضائية.
 
 كما تمكن خفر السواحل في البحر الأحمر الذي يعمل لتأمين مضيق باب المندب، أهم الممرات الملاحية في العالم، من ضبط 100 طن من السماد المحظور، على متن مركب بحري متوسط، يقوده بحارة يمنيون، رفعوا على ساريته علم دولة إفريقية كانت في طريقها إلى الحوثيين، وكشفت العملية عن شبكات تهريب متعددة يستخدمها الحوثيون لتهريب الأسلحة ومواد تصنيع المتفجرات ومواد أخرى".
 
 وفي قطاع المياه وبدعم وتمويل الهلال الإماراتي، بدأت مشاريع المياه الحيوية منذ الأشهر الأولى على تحرير مديريات الساحل الغربي وذلك بتنفيذ مشاريع جديدة وإعادة تأهيل وتشغيل المشاريع القديمة والمتعثرة، حيث نفذ الهلال الأحمر الإماراتي، 31 مشروعاً في قطاع المياه النظيفة، بعضها مشاريع استراتيجية مركزية، والبعض مشاريع متوسطة وأخرى محدودة، موزعة حسب الاحتياج والكثافة السكانية، ويستفيد منها قرابة مليوني نسمة.
 
ويواصل الهلال الأحمر الإماراتي، تنفيذ مشاريع قطاع المياه بالساحل الغربي مؤكدا أن هذه المشاريع لن تتوقف عند هذا الحد، حيث ستشمل المرحلة الثانية من المشاريع تأمين مياه شرب نظيفة لعشرات الآلاف من اليمنيين.
 
وفي القطاع الصحي، تمت إعادة تأهيل مستشفيات ومراكز صحية، واستأنفت تقديم خدماتها للمواطنين، وتستخدمها المنظمات العاملة في قطاع الصحة، كما تم تنفيذ حملات لردم المستنقعات والبرك الآسنة بالمخا، الناجمة عن تجمع مياه الأمطار، نظراً لمخاطرها البيئية على الصحة العامة.
  
 ورغم التشويش المتعمد من قبل مليشيا الحوثي، عادت خدمة الاتصالات والإنترنت لمديريات الساحل الغربي بعد إجراء عمليات صيانة مكثفة، وإصلاح الشبكة والقطع التي تعرضت للتلف جراء توقف الخدمة، إضافة إلى المعدات التي دمرتها مليشيا الحوثي أثناء طردها من مديريات الساحل.
 
وفي مجال التنمية البشرية وتنمية مهارات وقدرات الشباب بالمجالات الرياضية والتعليمية والفنية، أقيم المركز الصيفي بمديريات الساحل الغربي، برعاية المؤتمر الشعبي العام وبالشراكة مع المقاومة الوطنية في المخا، وتلقى الشباب تدريبات رياضية يومية ودروس تقوية في اللغة العربية والإنجليزية ضمن القواعد الأساسية، كما تلقى المشاركون، محاضرات توعوية حول مخاطر الأفكار الحوثية الهدامة، وكذا تعليمهم قيم الولاء الوطني.
 
وفي الرياضة والنشء، تم استئناف بطولة البراعم ودوري الشباب الرياضي، بدعم من رجال أعمال بهدف تنمية الأنشطة الرياضية ودفع الشباب إلى مزاولة الألعاب الرياضية باستمرار، حيث وتزخر المخا بالعشرات من المواهب الرياضية، ويملك عديد من الأطفال قدرات رياضية جديرة بأن تحظى بالاهتمام والرعاية، كما يعمل الصندوق الاجتماعي للتنمية على إنشاء مدرجات لملعب كرة القدم وتأهيل أرضيته، بما يساهم في تحسين البنية التحتية للرياضة بمدينة المخا.
 
 وشهدت المدينة نقلة نوعية في النظافة والتحسين، من خلال حملات أمنية نفذتها الشرطة العسكرية إزالة البسطات العشوائية الي كانت السبب بازدحام مروري والتضييق على حركة السير العامة وخصوصاً بالمدخل الرئيس لمدينة المخا، وتم إنشاء سوق جديد خارج المدينة كبديل للباعة المتجولين وأصحاب البسطات.
 
كما نفذ الصندوق الاجتماعي للتنمية، عملية رصف وترميم بعض الأرصفة الوسطية للطرق الفرعية بالمخا، وتهيئة بعض الجزر لزراعتها بأشجار الزينة، ورصف ممرات داخل الجزر والجولات، ووضع كراسي ومظلات للاستراحة، بهدف تحسين الوجه الحضاري للمدينة. 
   
وجراء تثبيت الأمن والاستقرار في الساحل الغربي، عادت المكاتب الإدارية للعمل بشكل طبيعي، وتزاول أنشطتها الإدارية وهي: القضاء، والتربية والتعليم، والصحة، ومكتب الأشغال، والنظافة، والزراعة، والخدمة المدنية، والمواصلات، كما عاود المجلس المحلي أعماله التنفيذية ومناقشة جدول الأعمال ومستجدات العمل الطارئة ومراقبة الأداء الشهري، كما استأنف مكتب الأحوال المدنية والسجل المدني في مديرية المخا أنشطته الإدارية في استقبال طلبات المواطنين الراغبين في استخراج البطائق الشخصية.
 
إلى جنب إعادة تأهيل البنية التحتية، التي ينفذها الهلال الأحمر الإماراتي والمقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" في قطاع الكهرباء، والمياه والتعليم، والصحة، والقطاع السمكي، وردم حفريات الطرق؛ تنتظر مديرية المخا اعتماد مشاريع البنية التحتية التي رفعتها قيادة المديرية إلى محافظ محافظة تعز والبالغ قيمتها مليار وستمائة مليون ريال تشمل: رصف شوارع جديدة، وافتتاح مدارس، ووحدات صحية. 
 
كما تم افتتاح مركز شرطة السير وغرفة تحكم إلكترونية بشوارع المخا بدعم من قوات التحالف العربي، وتخرج 100 جندي وجندية من شرطة السير، وتم نشرها في الجولات والتقاطعات العامة، لضبط السير ومنع السائقين من تجاوز السرعة المسموح بها داخل المدينة تفادياً لوقوع الحوادث المرورية، وربط شوارع المخا بأجهزة تحكم يتم مراقبتها إلكترونياً ومتابعتها مباشرة من داخل مركز التحكم الإلكتروني، من أجل سلامة المدنيين وتعزيز الأمن والاستقرار بالمدينة.
 
ويقدم أهالي مديريات الساحل الغربي الشكر ويعبرون عن سعادتهم بما تقوم به المقاومة الوطنية تجاه التنمية، والخدمات العامة وتثبيت الأمن، وإعادة تأهيل البنية التحتية، وأصبحت مديريات الساحل الغربية المحررة، وجهة للاستثمار، وفرصة لكسب العيش.















 

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية