"حراس الجمهورية" في الساحل الغربي.. قوة تذود وأخرى تجود
في الساحل الغربي، حيث لا صوت يغلب بهجة الانتصار تواصل ألوية حراس الجمهورية برفقة ألوية العمالقة والمقاومة التهامية تقدمها على الأرض، وتأمين المناطق المحررة التي عادت مرةً أخرى إلى حضن الجمهورية بعد سنوات من الضياع في ظلم الأئمة الجدد. مهامٌ عسكرية ألقيت على عاتق القوات العسكرية المشتركة وأخرى إنسانية فرضتها الظروف التي تعيشها المناطق المحررة مؤخراً، لما تعرضت له من قهر وسلب حينما كانت ترزح تحت سيطرة مليشيات الإرهاب.
تظهر الصور ومقاطع الفيديو التي وثقتها عدسات الإعلام العسكري في القرى السكانية على امتداد المناطق المحررة بالساحل الغربي؛ بهجة سكان المُستعيدين فرحتهم مرة أخرى خلال استقبالهم للقوات المشتركة أثناء تمشيط قراهم من فلول المليشيات وألغامها. يعبرون عن سعادة فائضة لعودة مناطقهم إلى حضن الجمهورية مجدداً، وتجاوزهم محنة المليشيات الكهنوتية.
وأمام المهام العسكرية الكبيرة للقوات المشتركة، اتخذت وحدات عسكرية من حراس الجمهورية مهمة إضافية تمثلت في مساعدة السكان وتأمين مناطقهم ونزع الألغام التي زرعتها المليشيات الحوثية فيها، إلى جانب دعمهم بالمساعدات الإغاثية والإنسانية لانتشالهم من وضع كارثي خلّفه بقاء المليشيات هناك.
ويؤكد العميد صادق دويد، المتحدث الرسمي باسم المقاومة الوطنية في تصريح خاصة لـ " وكالة 2 ديسمبر " أن المقاومة الوطنية تراعي الجانب الإنساني بشكل كبير وتعطي أولوية لحماية المدنيين، بالتزامن مع تنفيذ الأعمال القتالية الميدانية لمواجهة المليشيات."
وشدد متحدث المقاومة الوطنية على أن "مساعدة السكان في المناطق المحررة والوقوف إلى جانبهم في هذه الظروف أمر لا بد منه وتأخذه المقاومة الوطنية في الاعتبار، خاصة وأنها تخوض معركة وطنية هدفها تطهير البلاد من تسلط المليشيات وتحقيق الأمن والسكينة وإعادة تطبيع الحياة المدنية في المناطق المحررة".
أما عن طبيعة المعارك العسكرية في الساحل الغربي أوضح دويد أن "القوات تؤدي دورها بشكل دقيق وفق الخطط المرسومة لها، والمقاتلون متسلحون بهمة وعزيمة وطنية عالية لإنهاء تواجد المليشيات ". لافتاً إلى أن " العمل على تحرير مدينة وميناء الحديدة مستمر بوتيرة عالية وسيعود كامل الشريط الساحلي الغربي إلى حضن الجمهورية بإذن الله.
واستعادت القوات المشتركة في الساحل الغربي كميات كبيرة من الذخائر والصواريخ والسلاح والمقذوفات المتنوعة، تركتها المليشيات الإرهابية في مخابئها قبل فرارها، ناهيك عن آلاف المتفجرات والعبوات الناسفة والألغام التي زرعت على مساحات واسعة من مناطق الساحل لمحاولة إعاقة تقدم القوات المشتركة.
مصدر ميداني خاص في المقاومة الوطنية أكد في تصريحات لـ "وكالة 2 ديسمبر" أن المقاتلين يتحلون بعزيمة قتالية عالية ويترقبون اللحظة التي يصلون فيها إلى مدينة الحديدة. مبيناً أن الكم الهائل من الألغام والعبوات الناسفة التي تزرعها المليشيات لا تعيق المقاومة الوطنية ورفقاء السلاح في القوات المشتركة ويتم التعامل معها عبر الفرق الهندسية بشكل يومي. معتبراً اعتماد المليشيات الحوثية على هذا الأسلوب ظناً منها أنه سيشكل حجر عثرة أمام القوات الوطنية بـ "المحاولات اليائسة من عدو منهزم".
والأسبوع الماضي "وزعت قوات المقاومة الوطنية كميات كبيرة من المعونات الغذائية على أهالي عدد من قرى مديريتي التحيتا والدريهمي، في إطار حرصها على ترتيب أوضاع المناطق المحررة من سيطرة المليشيات الحوثية في مديريات الساحل الغربي بمحافظة الحديدة".
وأبدى السكان في تلك القرى "فرحتهم الغامرة بتحرير مناطقهم بعد ثلاث سنوات من سيطرة المليشيات الحوثية الكهنوتية". بينما تحدث بعض منهم على نحو منفصل عن تقديرهم العالي للمقاومة الوطنية، مبدين أسفهم من الحالة التي أورثتها لهم المليشيات الكهنوتية قبل طردها. مشيدين بالحضور الفاعل والمساعدات المستمرة من قبل وحدات القوات المشتركة المهتمة بتأمين المناطق المحررة ومساعدة ساكنيها.
وكانت القوات المشتركة قد عملت وبشكل فوري على تطبيع الوضع الإنساني في القرى المنكوبة، وباشرت الفرق الهندسية التابعة لها بتمشيط المزارع والأكواخ والمخابئ من أي مخاطر عسكرية قد تؤذي السكان هناك. وهو ما اعتبره المتحدث باسم المقاومة الوطنية بـ "الواجب الذي تلتزم به قواتنا هناك لمساعدة السكان وتأمين قراهم من أية أخطار".