لم تتوقف حروب الميليشيا الحوثية عند تهديد السلم الإقليمي وإشعال حرب أهلية يمنية، وإنما امتدت إلى صراعات وانشقاقات وانقسامات داخلية في صفوف الميليشيا السلالية، وكيل إيران في اليمن، وتصفيات داخلية وصلت إلى حد تصفية أقرب المقربين لزعيم الميليشيا عبد الملك الحوثي؛ شقيقه إبراهيم الحوثي في أغسطس الماضي.

 

 في أعقاب انتفاضة 2 ديسمبر 2017، واستشهاد الزعيم الراحل على عبد الله صالح، واصلت ميليشيا الحوثي السلالية، إحكام قبضتها على المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وعلى الرغم من إحكام قبضتها على المدن الخاضعة لسيطرتها، إلا انها واجهت الانشقاقات في عديد من المحافظات الخاضعة لها.

 

 ظل الاقتتال الداخلي منخفضاً، مطلع 2018، إلا أنه عاد إلى الظهور بقوة في النصف الثاني من العام، وترتبط هذه الموجة من القتال بين الفصائل بالتغييرات في النظام السياسي المحلي الذي فرضه الحوثيون.

 

ويرجع مراقبون الانقسامات والاقتتال الداخلي في صفوف الميليشيا الحوثية، إلى طبيعة ومكون الميليشيا، المنقسمة داخلياً ، والخلافات على تقاسم الأموال المنهوبة والنفوذ في مناطق سيطرة الأجنحة بين الحوثيين والرفض المجتمعي لهم، وهي أسباب ساهمت في لجوء بعض أفراد الميليشيا إلى الاغتيالات البينية.

 

أدت المعارضة المحلية لميليشيا الحوثي السلالية العنصرية إلى سلسلة من الحوادث العنيفة وتصاعد الاقتتال الداخلي، وكذلك من القبائل والجماعات المجتمعية المعارضة لحكمهما، وشملت هذه قبائل حجور في حجة الرافضة لسلطة الميليشيا ولغزوها أراضي القبيلة.

 

 سلسلة من الاشتباكات في عمران توجت بمقتل شيخ قبلي اتهمته الميليشيا الحوثية بالانشقاق في يوليو 2019، كما وقعت ذات العام اشتباكات بين فصائل ميليشيا الحوثي السلالية، في الضالع وتعز، إلا أن محافظة إب حازت أعلى مستويات الاقتتال بين الفصائل الحوثية المتعارضة في شمال اليمن، مسجلة رقماً قياسياً منذ الانتفاضة التي قادها الزعيم صالح في عام 2017.

 

 وتشير هذه الأحداث إلى الطبيعة شديدة التقلب وغير المستقرة لميليشيا الحوثي في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتؤكد انفلاتها الداخلي وعدم قدرتها على إدارة السياسة في أوقات الصراع.

 

وفي ذات السياق تواجه ميليشيا الحوثي العنصرية، انشقاقات غير معلنه في المناطق التي تسيطر عليها، من قِبل شخصيات وقيادات قاتلت معها، لم تعد تثق بالميليشيا، جراء ممارسات الإقصاء وعدم منحها حقها والتعامل بعنصرية وسلالية مقيتة، فضلاً عن أن القبائل شعرت بأنها تفقد رجالها من أجل مشروع الحوثي المنحصر فيما تسميه الميليشيا الحق الإلهي.

 

المعارضة المحلية لهيمنة الحوثيين أدت إلى حوادث عنف متعددة شملت جماعات محلية وموالين سابقين، وواجهت الميليشيا الحوثية معارضة ومواجهة من داخل صفوفها وكذلك من القبائل والجماعات المجتمعية المعارضة لحكمها.

 

تجدد الاهتمام بجنوب اليمن أدى إلى حجب التطورات السياسية الأخيرة في مناطق سيطرة الحوثيين إلى حد كبير، حيث واجه الحوثيون على مدار العام الماضي معارضة متزايدة لحكمهم المستبد.

 

عملت ميليشيا الحوثي لتغيير القيادات الأمنية في كل المحافظات ومديرياتها، واستبدال القيادات السابقة، بقيادات من أبناء سلالتها، ما يعكس عدم الاستقرار المتزايد في صفوف الميليشيا.

 

  حاول الحوثيون تكراراً لاستراتيجية الفجوة والحكم المستخدمة في المحافظات الأخرى الخاضعة لسلطتهم، إضعاف الهياكل المحلية للسلطة التي تفصل بين القبائل أو الأسر، والتعامل مع القبائل المحلية من خلال تعيين شيوخ من الدرجة الثانية في مناصب الدولة، إلا أن تحليلات المراقبين تؤكد أن إبقاء جبهة ميليشيا الحوثي الانقلابية الداخلية موحدة أكبر تحد لحكمها في المستقبل.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية