بعد عام من اعتقاله.. الصحافي الركن ودع معتقله فاستقبله الموت باكراً
لا يبارح ميدان الصحافة في اليمن زمن قصير إلا ويتلقى طعنة إضافية بسقوط ضحايا من رواده الصحافيين، أولئكم الذين يموتون قتلاً وتعذيباً أو يضيعون من ميدان الإعلام اليمني، وآخر الجروح نبأ إعلان وفاة صحافي في مدينة تعز انتهى به الحال بلا روح بعد عام من الغياب في معتقلات المليشيات الحوثية.
شعور بالكمد يبدو على صحفيي اليمن لخسارتهم رفقاء دربهم، وتجلى كثير من شعورهم الخميس الماضي حينما سمعوا وفاة الصحافي أنور الركن بعد 48 ساعة من الإفراج عنه من سجون المليشيات الحوثية في منطقة الحوبان شرقاً من تعز.
جسدٌ شبه هامد يعيش آخر ساعاته في الحياة، ممددٌ لا ينبس بحرف، على جسده تظهر وحشية المليشيات، بهكذا حال أفرجت المليشيات عن الركن بعد تبينها أنه يعيش آخر رمق له في الحياة، ولم يمر إلا يومان حتى غادرت روحه جسده.
في المعتقل حيث المئات من المدنيين معتقلون ظلماً وتسفاً، أُخفي الركن مع رفاق له سراً وغابت أخباره تماماً، وبعد عامٍ من الغياب فرح أهله بأنه ما يزال حياً وتحرر من قيود المليشيات، لكن جسداً هزيلاً ضامراً أحضروه يُزف بفرحة الحرية فتحررت روحه عن جسده ليتضاعف ألمهم أكثر من ذي قبل.
ترك الركن تاريخاً مشرقاً من أعماله الصحافية التي أطرب بها القراء على وجهات صحيفة "الجمهورية" ولم تشأ المليشيات أن تقدره لقدسية مهنته إلا بالموت، مثله مثل عدد من صحافيي اليمن المعتقلين في سجون الانقلاب وغيرهم 400 من زملائهم مشردون في الخارج والداخل من بطش المليشيات.
جروحٌ تفتح يومياً في جسد اليمن المخنوق بالحرب، ولا تفريق لدى المليشيات في قراراتها بقتل أبناء هذا البلد، صحفيون ومواطنون وتجار وجنود وسياسيون وطلاب وآخرون أقر عليهم القتل من قبل المليشيات مالم يكونوا منها.. والجرح اليمني لا يندمل في ظل الانقلاب!
