اتخذت مليشيا الحوثية المولد النبوي وسيلة، استمرت أكثر من شهر، لفرض إتاوات على المواطنين في مناطق سيطرتها والقيام بحملة تعبئة طائفية واسعة، وتعيش المناطق الواقعة تحت سيطرتها اليوم حالة طوارئ غير معلنة انعكاسا لمخاوف رفع من سقفها ما يجري في أهم مناطق نفوذ إيران في المنطقة العربية.
 
ويرى مراقبون أن حرص مليشيا الحوثي على إقامة هذه الفعاليات يأتي سعياً لطمأنة الإيرانيين إلى شعبيتها بين اليمنيين، في وقت يعاني نظام ولاية الفقيه انتفاضات شعبية عارمة مناهضة له، في العراق ولبنان،ما يفسر اتخاذ المليشيا أساليب الترغيب والترهيب لإظهار احتفائية المولد بصورة حاشدة هذا العام.
 
ويربط المراقبون بين محاولة الحوثيين النجاح الجماهيري في احتفائية المولد، وإجراءات سلطتهم الانقلابية بصنعاء في ما اعتبرته مكافحة للفساد، من جهة، وبين أحداث العراق ولبنان، من جهة ثانية. 
 
ولفتوا إلى أن الاحتجاجات العارمة في العراق ولبنان، قامت في البداية على خلفيات مطلبية ومعيشية، وإرهاق ضريبي للمواطنين، واستفحال للفساد، قبل أن تتحول إلى ثورتين سياسيتين ضد الطبقتين الحاكمتين في البلدين، المواليتين لإيران.
 
ورافق التجهيز لفعالية المولد، إطلاق رئيس السلطة الانقلابية بصنعاء، المدعو مهدي المشاط، ما اعتبرته محاربة للفساد في المؤسسات الحكومية، اقتصرت بطبيعة القصور السياسي للمليشيا الطارئة على الحياة السياسية اليمنية، على نشر أرقام هواتف في عدة مؤسسات بغرض الإبلاغ عن ابتزازات قد يتعرض لها معاملون من قبل موظفين.
 
وعدّ المراقبون ذلك مع الإجراءات الأمنية المشددة، والسعي إلى تميز ذكرى المولد هذا العام عن الأعوام السابقة من ناحية الكم الجماهيري المشارك، بالإكراه غالبا، محاولة حوثية لاستباق أي تذمر شعبي قد يتطور إلى احتجاجات مشابهة لما يحصل في العراق ولبنان.
 
يعزز من ذلك تماثل الأسباب والظروف بين بغداد وبيروت وصنعاء، من طريقة الحكم وانتشار الفساد، والموالاة لإيران، وتركيز السلطة على واجبات المواطنين دون أن تمنحهم بالمقابل أي حقوق من خدمات، مضافا إليها في مناطق السلطة الحوثية الانقلابية، توريط البلد في حرب غير متكافئة، وتوقيف مرتبات الموظفين الحكوميين.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية