مسافة تزيد على 100 كيلومتر تفصل بين "وادي دوعن" ومدينة "سيئون" اليمنيّة وتقطعها أسبوعياً مجموعة من شباب اليمن يجمعهم شغفهم بالتكنولوجيا وانتماؤهم لوطنهم وإيمانهم بقدرتهم على المساهمة في صنع مستقبل أفضل لهم ولأهلهم؛ رحلة يحفها الحلم والأمل تمتد ساعتين من الزمن عبر وادي حضرموت يقضيها هؤلاء الشباب ذهاباً وإياباً في عطلات نهاية الأسبوع ليتدربوا استعداداً للانضمام لأكثر من 1500 شاب وشابة يمثلون 191 دولة للمنافسة على لقب بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال"، الحدث الأكبر من نوعه عالمياً وتستضيفه دبي خلال الفترة من 24-27 أكتوبر الجاري.

 

الفريق بأعضائه أحمد عبدالباري عوض السبايا، وعبدالله سالم أحمد بن محفوظ، وعمر أحمد مبارك بن الحاج الجابري، جاء إلى دبي يحمل حلماً بمستقبل أفضل لشباب اليمن، وأملاً في نيل التكريم، وثقة في قدرتهم على تجاوز كل الظروف الاستثنائية التي تحيط بوطنهم بمداد من العلم والمعرفة التي تمثل لهم جسر العبور إلى الغد الذي يأملونه لأنفسهم وأقرانهم من الشباب.

 

أحمد عبدالباري عوض السبايا من مدينة سيئون، مختص بالبرمجة رغم صغر سنه الذي لم يتجاوز 16 عاماً، وبينما مازال يدرس بالصف الأول الثانوي في ثانوية الصبان اليمنية، يطمح بأن يصبح مهندساً في تخصص الكهرباء، حيث شارك في ثلاث بطولات عربية في مجال التكنولوجيا آخرها البطولة الحادية عشرة للروبوتات - مصر 2018، فضلا عن مشاركته فريقه في مهام التصميم والتركيب والقيادة.

 

أما عبدالله سالم أحمد بن محفوظ، ذو السبعة عشر عاما، فيحلم أن يكون طبيباً ليساعد المرضى المحتاجين ويمد يد العون لكل من يسعى للشفاء. ولأن مستقبل الطب مرتبط بعلوم الروبوتات والذكاء الاصطناعي واستخدام الأجهزة الحديثة، بدأ محفوظ تعلم الكثير عن التقنيات المرتبطة بهذا المجال.

 

ويطمح بالفوز بإحدى جوائز بطولة العالم للروبوتات والذكاء الاصطناعي في دبي، معتبراً ذلك خطوة مهمة على طريق تحقيق حلمه بالدخول إلى عالم الطب الحديث المعتمد على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.

 

ويعتبر زميله في مدارس سالم بن محفوظ الأهلية في وادي دوعن بمحافظة حضرموت، عمر أحمد مبارك بن الحاج الجابري تمثيل شباب اليمن في محفل يضم شبابا من مختلف انحاء العالم فرصة مثالية مُنحت لطالب مثله في الصف الثالث الثانوي للتعرف على مهارات وخبرات ومعارف تكنولوجية من جميع أنحاء العالم تتنافس ضمن أكبر محفل للذكاء الصناعي عالمي في دبي، وهو ما يدفع شغفه الكبير لتعلم الكثير عن تكنولوجيا الروبوتات والخوارزميات الرياضيات، مستمداً الثقة من خبراته السابقة ومشاركاته في كثير من المسابقات الداخلية في اليمن والتي كان آخرها مسابقة "السومو" للروبوتات.

 

"أكاديمية الموهوبين".

 

يشرف على الفريق اليمني المشارك في البطولة، عماد سلمان عبدالله جوهر، وهو مدرب روبوتات مختص بتكنولوجيا المعلومات، ويلتحق أعضاء فريقه بأكاديمية الموهوبين في حضرموت والتي تضم ما يقارب 200 طالب من مختلف مدارس المدينة، وتهتم الاكاديمية بمجال الروبوتات والبرمجة منذ ثلاث سنوات، لما لتلك العلوم من أهمية كبيرة ودخولها في مجالات كثيرة ضمن صناعة المستقبل، وساعد على ذلك إدخال تعلم الروبوتات ضمن المنهاج الدراسي في اليمن لإعداد جيل من الطلبة المبدعين المسلحين بعلوم المستقبل والتكنولوجيا ليكونوا قادرين على بناء اليمن.

 

وأرجع مشرف الفريق عدم مشاركة أعضائه في بعض المسابقات والبطولات الخارجية الخاصة بالذكاء الاصطناعي والروبوتات إلى عدد من المشكلات أبرزها التمويل ومعوقات السفر التي تحول دون تمثيلهم لليمن في المشاركات الخارجية، إضافة إلى منع مشاركة فتيات يمنيات بالمسابقات الخارجية على الرغم من وجود العديد من فرق الفتيات في كل المسابقات، وبالرغم من تلك التحديات شارك الفريق اليمني في العديد من المسابقات الإقليمية، أبرزها "فيرست ليغو" التي أقيمت في مصر عام 2017 حيث حصل الفريق على جائزة أفضل عمل جماعي، كما شارك في مسابقة "تحدي الكرات" في مصر أيضاً وحصل الفريق على المركز الثاني.

 

وتوجه أعضاء الفريق اليميني، بالشكر لدبي ودولة الإمارات على ما وجدوه من دعم وتسهيلات كبيرة لتحقيق حلمهم في المشاركة ضمن منافسات بطولة العالم الروبوتات والذكاء الاصطناعي "فيرست جلوبال" العالمي، مقدرين حرص اللجنة المنظمة للبطولة استضافتهم وتذليل كافة العقبات التي كادت تحول دون مشاركتهم ورفع علم اليمن بين أعلام الدول المشاركة في البطولة.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية