لم توفر ميليشيات الحوثي الكهنوتية أي جهد لإخضاع سياسة وأجندة حزب المؤتمر الشعبي العام لمصالحها منذ استشهاد الزعيم علي عبد الله صالح في ديسمبر الماضي، بدءاً باعتقال وإعدام قياداته إلى نهب ممتلكاته مرورًا باستغلالها المناصب في حكومة بن حبتور الانقلابية على حساب المؤتمر الذي قرر تجميد أنشطة فيها بشكل غير معلن خلال وقت سابق كونها لا تحمل أي شرعية، وصولًا للعودة إلى اختطاف قياداته من جديد خلال الأيام الماضية.

 

مارست المليشيات شتي الضغوط والابتزازات على قيادة المؤتمر في صنعاء الخاضعة للإقامة الجبرية في مسعي منها لإخضاعه للسير بما يخدمها وتقسيم الحزب الذي تنغرس جذوره في كافة ربوع الوطن والحذر من اندلاع انتفاضة ثانية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها، ممارسات بدأت بنهب أمواله وممتلكاته، ولا تنتهي عند اختطاف قياداته من جديد في العاصمة صنعاء.

 

ومع ذلك، ظل المؤتمر حصنًا منيعًا لم يهتز لأساليب وممارسات ميليشيات الحوثي، وعجزت الأخيرة عن تسخيره بما يخدم أجندتها خصوصًا الأجندة المتعلقة بالمشاورات السياسية التي ترعاها الأمم المتحدة عبر مبعوثها إلى اليمن "مارتن غريفث"، حيث كانت تسعى إلى تشكيل وفد موحد مع المؤتمر ورفض مشاركة قيادة المؤتمر بالخارج في الوفد المؤتمري، الأمر الذي رفضته قيادة المؤتمر في الداخل والخارج واتحدت لمجابهته وإعادة الحزب إلى مكانته في الميدان السياسي، فيما قامت المليشيات بتدشين حملة اختطافات جديدة لقياداته في صنعاء لثني الحزب عن استمرار الرفض.
 

وكشف الأمين العام المساعد للمؤتمر الدكتور "أبو بكر القربي"، عن وجود قرار مؤتمري أتُخذ بتنسيق وتوافق بين قيادات الداخل والخارج، نص على تحرك قيادات المؤتمر تجاه دول الإقليم والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.
 

واتُخذ القرار بحسب الدكتور القربي انطلاقًا من مسئوليتهم نحو الشعب اليمني الذي يريد تحقيق سلام وعادل وشامل ينهي معاناته من الحرب، ذلك أن المؤتمر يعمل لمصلحة اليمن وشعبه بكل مكوناته وفي شراكة وطنية لا تستثني أحداً، وفق ما كتبه الأمين العام المساعد للمؤتمر على حائطه بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
 

ومع اتخاذ القرار، عادت ميليشيات الحوثي مجددًا إلى اختطاف قيادات من الحزب في العاصمة صنعاء خلال الأيام القليلة الماضية، ومارست مزيدًا من الضغوط لإفشاله بينها الاعتراض على مشاركة قيادات الخارج في المفاوضات القادمة ومنع قياديه في الداخل من لقاء المبعوث الأممي مارتن غريفث خلال لقائه قيادة المؤتمر بصنعاء.
 

وأفاد مصدر أمني، باختطاف ميليشيات الحوثي أعضاء اللجنة الدائمة في المؤتمر "خالد أبو عيده" و"عامر رفيق" أثناء خروجهما من صالة عزاء في منطقة حدة حيث كانا يقدمان واجب العزاء في وفاة "كنعان يحيى محمد عبد الله صالح"، وفي اليوم التالي لاختطافهما، اختطفت عضو اللجنة الدائمة محمد أبو عسكر.
 

وأخر الاختطافات كانت يوم، الإثنين، بحسب المصدر، الذي أكد اختطاف ميليشيات الحوثي رئيس فرع مؤتمر ريمة "محمد عبده مراد" من أمام أحد مساجد العاصمة صنعاء عقب خروجه من صلاة التراويح.
 

وقالت ثلاثة مصادر واسعة الاطلاع بصنعاء، أن المليشيات قامت إلى جانب ذلك بمنع الأمين العام المساعد للمؤتمر "فائقة السيد" من لقاء المبعوث الأممي مع قيادة المؤتمر.
 

وأفادت المصادر، باعتراض ميليشيات الحوثي على طرح المبعوث الأممي ضم قيادات مؤتمرية في الخارج للمفاوضات القادمة، وشددت على ضرورة أن يكون أعضاء المؤتمر المشاركون من الشخصيات التي يتم ترشيحها من قبل الجماعة الحوثية.
 

وعلى الرغم من تعدد الأساليب، إلا أنها فشلت في تحقيق أهدافها بتسخير حزب المؤتمر بما يتماشى مع ما تريده المليشيات، ذلك اتضح بعدم استسلام قيادة المؤتمر لتلك الأساليب ومواصلة السير في إعادة توحيد قيادة الحزب، وطرح المبعوث الأممي قيادات مؤتمرية في الخارج في المفاوضات السياسية القادمة.
 

يُزاد إلى ذلك، قالت المصادر أن عملية اختطاف القيادات المؤتمرية تهدف إلى جانب تشتيت المؤتمر، منع انتفاضة ثانية في المحافظات الخاضعة لسيطرتها.
 

ولجأت المليشيات للاختطاف بحسب المصادر، بعد تصاعد حدة الغضب الشعبي ضدها في المحافظات الخاضعة لسيطرتها بسبب الأزمات التي تفتعلها وممارساتها الطائفية، متابعة: "أقدمت المليشيات على الاختطاف لأنها تخشى من بعض القيادات المؤتمرية قيادة انتفاضة شعبية ضدها بعد توفر جميع شروط انتفاضة شعبية ثانية".

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية