تحل اليوم الذكرى الـ 46 لانتصار الجيش المصري على الاحتلال الإسرائيلي، في حرب أكتوبر 1973، تلك الحرب الذي شهد لها العالم أجمع بالبطولات والتضحيات التي قدمتها قواتنا المسلحة، والتي تدرس حتى الأن في جامعات العالم، حيث تعد ضمن أكبر حروب العالم.

 

وكان للدول العربية العديد من المواقف النبيلة التي حفرها التاريخ بحروف من نور وذهب، اثبت خلالها الأخوة العربية، بين الأشقاء في الأزمات، فساندت الدول العربية مصر ضد حربها، وهو ما نرصده خلال التقرير الآتي:-

 

سوريا

كان الدور الأكبر لسوريا التي كانت تحارب على الجبهة الأخرى لتحرير الجولان ضد العدو الإسرائيلي، حيث اندلعت الحرب في هضبة الجولان بين سورية وإسرائيل في السادس من أكتوبر 1973 بالتزامن مع الهجوم المتفق عليه بين سوريا ومصر.

 

وبدأ الطيران السوري غاراته الجوية على مواقع للعدو الإسرائيلي في تمام الساعة 13:58 من يوم الحرب، وشارك في الهجوم قرابة الـ 100 طائرة مقاتلة سورية، كما فتحت ألف فوهة نيران مدافعها لمدة ساعة ونصف لتنطلق وحدات وقطاعات الجيش السوري عبر الجولان مخترقة خط آلون الدفاعي وصولاً إلى مشارف بحيرة طبرية مكبدة القوات الإسرائيلية خسائر فادحة.

 

الكويت

تواجدت قوة مشاة في منطقة كبريت غرب القناة قبل الحرب، وعند حدوث الثغرة واقتراب القوات الإسرائيلية من منظقة تمركزها انسحب أفراد تلك القوة دون قتال.

 

وبعد اندلاع الحرب، أرسلت الكويت قوة حربية إلى الجبهة المصرية، أسوة بما أرسلته إلى الجبهة السورية (قوة الجهراء). وبعثت 5 طائرات "هوكر هنتر" على الرغم من امتلاكها 8 طائرات فقط، بالإضافة إلى طائرتي نقل من طراز سي-130 هيركوليز، لحمل الذخيرة وقطع الغيار.

 

ووصلت الطائرات إلى مصر في مساء 23 أكتوبر ونزلت في قاعدة قويسنا التي كانت أنوارها مطفأة لظروف الحرب، وحال وصول الطائرات الكويتية أضيء المدرج لثوانٍ محددة لنزول الطائرات، ثم أغلقت أضواؤه فورا.

 

وعلى الجبهة السورية أرسلت الكويت ما يعادل لواء مختلط من المدرعات والمدفعية والمغاوير والمشاة تعرف باسم " قوة الجهراء المجحفلة " تم تشكيلها في 15 أكتوبر 1973 وغادرت بالكامل في 20 أكتوبر، واكتملت في خلال 15 يوم واشتركت في حماية دمشق ثم التحقت بالفرقة السورية الثالثة في قطاع الجولان وغادرت في 25 سبتمبر 1974 بعد إقامة حفل توديع لها في دمشق.

 

السعودية

للملكة السعودية العديد من المواقف النبيلة التي ساندت بها مصر ضد اسرائيل، فتبرعت السعودية بمبلغ 200 مليون دولار، كما قامت بحظر صادرات البترول للغرب مع باقي الدول العربية النفطية بعد لقاء السادات بالملك فيصل ابن عبدالعزيز رحمه الله بالسعودية في أغسطس 1973 ، مما خلق أزمة طاقة طاحنة بالغرب.

 

كما قامت السعودية بإنشاء جسر جوي لإرسال 20000 جندي إلى الجبهة السورية، وتألفت القوات السعودية من لواء الملك عبد العزيز الميكانيكي المكون من 3 أفواج :

 

فوج مدرعات بانهارد ( مدرعة بانهارد + 18 ناقلة جنود مدرعة + 50 عربة شئون إدارية)، وفوج مدفعية ميدان عيار 105 ملم، وفوج المظلات الرابع.

 

بالإضافة إلى بطارية مدفعية مضادة للطائرات عيار 40 ملم ، سرية مدفعية هاون، وقد قاتلت هذه القوات بكفاءة مشهود لها بجانب القوات السورية في معركة تل مرعي في يومي 20 و21 أكتوبر 1973 وصمدوا لأطول فترة ممكنة رغم القصف والهجوم الإسرائيلي العنيف والمكثف على التل.

 

العراق

تمركز سرب "هوكر هنتر" العراقي قبل الحرب بفترة في مطار قويسنا، وشاركت طائرات السرب في الضربة الجوية المركزة يوم 6 أكتوبر، وكانت القوات البرية المصرية تطلب السرب العراقي بالاسم لدعمها في أعمالها القتالية وهذه شهادة حق في كفاءة هذا السرب، وأرسلت العراق على الجبهة السورية 3 أسراب ميج-21 ، سربين ميج-17، فرقة مدرعة، فرقة مشاة.

 

الجزائر

كان للجزائر دور كبير فى المساعدة، حينما اندلعت الحرب في 6 أكتوبر 1973 قام الرئيس "بومدين" بارسال سرب طائرات سوخوي-7 وسرب ميج-17 وسرب ميج- 21، ووصلت الى الجبهة المصرية فى ايام التاسع والعاشر والحادى عشر من أكتوبر.

 

و وصل إلى مصر لواء جزائري مدرع في 17 أكتوبر 1973 كما قام الرئيس بومدين بزيارة إلى موسكو بالاتحاد السوفيتي خلال شهر نوفمبر1973، و وضع مبلغ 200 مليون دولار داخل حساب مصر وسورية بالاتحاد السوفيتى، وذلك ثمنا لأى ذخيرة أو أسلحة تحتاج لها مصر وسوريا.

 

ليبيا

تدخلت ليبيا هى الأخرى وقامت بنقل الكلية البحرية المصرية إلى أراضيها وعندما واجهت القيادة المصرية مشكلة تفوق القوة الجوية الإسرائيلية، قامت ليبيا بعمل صفقة طائرات مع فرنسا واستخرجت جوازات سفر تحمل اسم ليبيا للطيارين المصريين حتى يتم تدريبهم داخل فرنسا.

 

وعندما وقعت مصر فى مشكلة الدبابات تى 62، تدخلت ليبيا ودفعت الأموال وعندما قامت الحرب قامت ليبيا بإرسال سربين من الطائرات سرب مكون من قادة مصريين وليبين، تم سحبهم إثر خلاف بين القيادة المصرية والليبية.

 

كما أكد الكاتب محمد حسنين هيكل، أن ليبيا منحت مصر مليار دولار مساعدات في شراء أسلحة عاجلة خلال حرب 1973م.

 

الإمارات

كما كان لدولة الإمارات مواقف شجاعة حيث قام الشيخ زايد أثناء حرب أكتوبر، حيث توجه بطلب إلى سفير الإمارات المتواجد فى لندن بأن يقوم بحجز جميع غرف العمليات الحرجة المتنقلة وشراء هذا النوع من كل دول أوروبا ليعالج فيها الجنود المصريين والسوريين.

 

فمنذ اللحظة الأولى التي اندلع فيها القتال في سيناء والجولان أعلن زايد أن دولة الإمارات العربية المتحدة تقف بكل إمكاناتها مع مصر وسوريا في حرب الشرف من أجل استعادة الأرض المغتصبة ولــــم يسمح لنفسه أن يدخل في حساب طويل معقد حول إمكانيات بلده وقدرتها لكن الشيء الوحيد الذي كان في اعتباره هو

 

أن لحظة المصير التي يمر بها النضال العربي تتطلب عطاء بلا حساب.

 

في ذلك اليوم المشهود عندما اندلعت الحرب لم تكن الإمارات قد بلغت عامها الثاني وكان زايد يومها يقضي إجازة خاصة في لندن عندما تواترت إلى أسماعه البلاغات الأولى للحرب فسارع إلى الاتصال بالقاهرة ودمشق يؤكد لهما : أن المعركة ليست معركة مصر وسوريا وحدهما ولكنها معركة الوجود العربي كله ومعركة أجيال كثيرة قادمة علينا أن نورثها العزة والكرامة.

 

لاحظ زايد وهو يتابع أنباء المعركة عبر الصحف والوكالات ومحطات الإذاعة والتلفزيون الأجنبية انحيازها لإسرائيل فقرر الإسهام في دعم المعركة إعلاميا عندها أمر على الفور باتخاذ خطوات أخرى أحرجت وسائل الإعلام أمام الرأي العام العالمي وجعلها تلتزم الصدق فيما تنشره أو تذيعه عن سير المعركة فجمع أربعين صحفيا من مختلف دور الصحف في إنجلترا وأوروبا الغربية وأمر بتقديم كافة التسهيلات لهم للسفر إلى جبهات القتال العربية ، وأن تكون نفقاتهم على حسابه الخاص وبفضل هذه الخطوة أتيح للعالم أن يسمع أخبار المعركة وتفاصيلها بلا تحيز.

 

وفي ثالث أيام المعركة كان زايد أول حاكم عربي يعلن تبرع بلاده بمبلغ مائة مليون جنيه إسترليني للمعارك الدائرة على الجبهتين ولم تكن لدى زايد يومها الأموال التي قرر إرسالها إلى الأشقاء بسبب الضائـقة المالية التي تعاني منها أبو ظبي في ذلك الحين فجمع رجال البنوك والمال في لندن واستدان منهم المبلغ بضمان البترول وبعث به لدعم الأشقاء وعندما سئل عن قيمة هذا الدعم قال "إن الثروة لا معنى لها بدون حرية أو كرامة . . وأن على الأمة العربية وهي تواجه منعطفا خطيرا أن تختار بين البقاء والفناء بين أن تكون أو لا تكون . بين أن تنكس أعلامها إلى الأبد أو أن تعيش أبية عزيزة مرفوعة أعلامها مرددة أناشيدها منتصرة.

 

المغرب

أرسلت المغرب إلى الجبهة المصرية، لواء مشاة شارك في أعمال التراشق المدفعي ودخل ضمن تخطيط الخطة "شامل"، وعلى الجبهة السورية لواء مشاة ميكانيكي معروف باسم " التجريدة المغربية " وشارك في معارك الجولان.

 

البحرين

شهدت شوارع البحرين اجتماعات ولقاءات شعبية للتبرع بالأموال والدم لمساندة الجيش المصري،. وأعلنت حكومة البحرين على لسان الشيخ خليفة القرار التالي: (تعلن حكومة دولة البحرين أنها بالنظر للموقف الذي تقفه الولايات المتحدة الأمريكية من الأمة العربية، وهي في غمرة نضالها العادل والمشروع ضد العدو الصهيوني، وانسجاما مع كل ما يتطلبه الواجب القومي حيال الأمة، فقد قررنا وقف تصدير البترول للولايات المتحدة الأمريكية).

 

وأُلحق القرار بآخر، نص على إنهاء جميع الاتفاقيات الموقعة بينها وبين أمريكا، لمنح تسهيلات لبواخرها في ميناء البحرين.

 

الأردن

شاركت الأردن على الجبهة السورية بـ "لوائين مدرعين"، وكتيبة مدفعية، وسرية مهام خاصة، وقد وصلت هذه القوات يوم 14 أكتوبر، وفي يوم 16 أكتوبر وتحت قيادة الفرقة العراقية المدرعة الثالثة اشتبكت مع اللواء 40 المدرع الإسرائيلي وأجبرته على التراجع مسافة 10 كلم.

 

اليمن

إغلاق اليمن مضيق باب المندب أمام الملاحة الإسرائيلية، كان أعظم مفاجآت حرب أكتوبر 1973 لإسرائيل، حيث سافر العقيد صلاح فهمي إلي اليمن كرجل أعمال قبل حرب أكتوبر 1973 بشهر، ووضع خطة تأمين عمل المدمرات والغواصات ولنشات الصواريخ المصرية في البحر الأحمر عند مضيق باب المندب، التي جعلت ميناء إيلات الإسرائيلي مهجورا فترة الحرب كلها وفقد الإسرائيليون أهم منفذ لهم علي البحر الأحمر.

 

وتحرك الفريق فؤاد ذكري بثلاث قطع بحرية مصرية إلى مضيق باب المندب، في سرية تامة، عند نقط تسمح لها بمتابعة حركة جميع السفن العابرة في البحر الأحمر راداريا وتفتيشها، ولم تجرؤ سفينة عسكرية إسرائيلية واحدة على عبور مضيق باب المندب طوال الحصار.

 

وهذا دور لا يُنكر لليمن، فلولاها لما استطاعت مصر إغلاق مضيق باب المندب ومنع مرور أي سفن حربية خلال الحرب.

 

السودان

كانت من طليعة الدول التي تساند مصر، فهي التي نظمت مؤتمر الخرطوم الذي أُعلنت من خلاله اللاءات الثلاثة "لا صلح - لا اعتراف - لا تفاوض"، وعندما اشتدت الغارات الصهيونية داخل العمق المصري لم تتردد السودان في نقل الكليات العسكرية إلى أراضيها، كما أرسلَت فرقة مشاة إلى الجبهة المصرية .

 

تونس

أرسلت تونس إلى الجبهة المصرية كتيبة مشاة وصلت قرب نهاية الحرب ودخلت ضمن تخطيط الخطة "شامل" .

 

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية