كانت الزيارة التي نفذها فريق من "وكالة2 ديسمبر" يوم أمس إلى قرية السبعة في حيس، دافعا إنسانيا قبل أن يكون صحفيا لزيارة  أقارب ضحايا عدوان المليشيات الحوثية والاستماع إلى شهادات عن الجريمة التي ارتكبتها في منطقة المُتينة جنوب التحيتا بعدد من قذائف المدفعية خلفت 9 شهداء وثلاثة جرحى.

 

عند وصولنا إلى القرية كان الفراغ يعم المكان، لم نجد أحدا من الأهالي سوى بعض ممن عادوا بحثاً عن غذاء لم يتلف، أو ليقفوا على أطلال من القش يتذكرون أحباء لهم قتلتهم مليشيا الكهنوت في غفلة من أمرهم ضحى يوم الجمعة الماضي.

 

لاحظنا كيف تحول المكان إلى منطقة موحشة، فيه تنتشر الدماء على الأرض والفرش، وتنعدم الحياة كليا إلا من قطط ودواجن تسرح في المكان محاولة ملء الفراغ الذي تركه الناس بعد رحيلهم.

 

يقول يوسف شامي، وهو يجهش  بالبكاء ل "لوكالة"، إن أمه التي كانت "نصف القرية" قتلها الكهنوت الحوثي وهي في بيتها آمنة مطمئنة، وقتل إلى جوارها واحدا من أبناء أخيه، وأصاب اثنين آخرين.

 

كنا نود أن نستفسر عن تفاصيل إضافية حول الجريمة، إلا أن يوسف كان يستذكر تفاصيل الحدث ويغلب عليه البكاء، فذهبنا إلى يحيى محمد فرج، لنجد مصيبته أكبر، فقد استشهد في الجريمة ثلاثة من أسرته.

 

يُسمع صوت يحيى فرج إلى الحي الذي نزحوا إليه، يقول أقاربه إنه اعتزل الطعام والنوم منذ يوم الفجيعة، وعندما التفتنا إليه كانت عيناه تفيض بالدمع، وملامح القهر والفقدان تسكن في تفاصيل وجهه المكلوم بالكارثة.

 

أربع أسر تقاسمت وجع هذه الجريمة، فأسرة شامي عباد فقدت شهيدين وجريحين، أما يحيى فرج فاستشهدت زوجته الحامل شوعية وولداه صلاح وشيماء، وفقد عمر بشاري ابنته نجاة التي استشهدت في الهجوم الغادر ، واستشهد أيضا أحمد مطري مع زوجته حميدة وابنيه عبده ونجاة.

 

لقد أكد الأهالي أن اثنتي عشرة قذيفة سقطت في القرية وكادت أن تقتل الجميع، غير أن القدر كتب للبعض حياة جديدة بيد أنه لم يستثنهم من مصيبة  الحزن على الضحايا الأبرياء، وعندما كنا نسأل الناس عن حالهم، كان الخوف يتملكهم من أن يعاود العدوان الحوثي قصفهم مرة أخرى.

 

عشرون أسرة أو يزيد، غادرت القرية والتجأت إلى الغرب باحثة عن مكان آمن، لكنها لم تجد هناك إلا بساطا من الرمل وشمسا لاهبة، ذهبنا إلى المكان نعاين حال الناس ووضعهم، فكان المشهد مأساويا.

 

مناشدات وجهها الأهالي، وذوو الشهداء وأقارب الجرحى عبر "وكالة 2 ديسمبر" يطلبون فيها  العون والإغاثة، وأكدوا على أنهم بحاجة إلى الخيام والطعام ووسائل النوم، والماء أيضا وفريق الوكالة لاحظ ذلك أيضا، وبناء على طلبهم رفع المناشدة تلبي الوكالة هذا الطلب علهم يجدون من يرأف لحالهم.

أخبار من القسم

تطورات الساعة

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية