الاستثمار «الإخواني» ـ الإيراني في 11 سبتمبر
نحن الآن في خضم ذكرى حزينة، هي ذكرى هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 على نيويورك وواشنطن، التي ذهب ضحيتها، خاصة في برجي التجارة بنيويورك، آلاف الضحايا، والتي تركت أثراً غائراً في الوجدان الأميركي العام، بل العالم كله.
الجاني معلوم، وهو تنظيم «القاعدة»، والمجني عليه كذلك، وهم الضحايا وأسرهم، ودولة الولايات المتحدة ذاتها. بقي البحث عمن يريد «حلب» هذه الفاجعة في محلب مصالحه السياسية، أو ربما المالية النفعية.
كل مستفيد أو محاول لذلك، من محامين أو باحثين عن شهرة، قد نفهم موقفهم، ولا نقبله، ضمن فهم نوازع الطمع والتشوّف للبروز، التي هي من صفات السوء عند البشر، وما أكثرها، غير أن الذي يتجاوز هذا السوء، أن يزايد في الأمر، وربما على أهالي الضحايا، من ساهم في وقوع الجريمة، جريمة 11 سبتمبر، من خلال دعم فَعَلَتِها واحتضانهم، مثل دولة قطر التي كانت مزارع بعض شيوخها، مثل وزير الداخلية عبد بن خالد آل ثاني، ملاذاً للعقل المدبر لهجمات 11 سبتمبر، الباكستاني خالد شيخ محمد.
ضعْ مع قطر، إيران الخمينية، وبعض «مهاويس» اليسار الأميركي المدمن على مرض كره السعودية، كلهم تجمعوا وفكّروا وقدّروا، وغازلوا غريزة الطمع، وحاولوا، وما يزالون، إغراء أهالي الضحايا بتوجيه غضبهم نحو السعودية، وإبعادهم عن المتورط الحقيقي، وما يزال، مثل النظامين الإيراني والقطري، في تغذية قيادات تنظيم «القاعدة» واحتضانهم وإخفائهم، مثل أبناء أسامة بن لادن، ورئيس اللجنة العسكرية بتنظيم «القاعدة» المصري سيف العدل، ورئيس «تنظيم كتائب عبد الله عزام» الإرهابية، السعودي صالح القرعاوي، ومن قبلهم مؤسس «تنظيم التوحيد والجهاد» الإرهابي في العراق، الأردني أبو مصعب الزرقاوي، وغيرهم عشرات.
بل وصل المكر «الإخواني» والتخطيط، إلى زنزانة مدبر هجمات 11 سبتمبر الأميركية الحصينة، وأقنعوه أنه لو اتهم السعودية بدعم هجمات سبتمبر الدامية، فسوف ينجو من حكم الإعدام! نعم، بكل هذه الصفاقة، كما نشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية سابقاً.
صحيح أن أولي النُّهى من الأميركان يعرفون حقيقة الأمر، كما في هذا المثال، حين قال «ريتشارد إيه كلارك» المنسق الوطني للأمن ومكافحة الإرهاب في إدارتي الرئيسين الأميركيين بيل كلينتون وجورج بوش، هذه العبارة الكاشفة: «لو سلَّم القطريون خالد شيخ محمد استجابة لطلبنا عام 1996 لكان العالم اليوم مختلفاً». في مقالة له بـ«ديلي نيوز». كل هذا صحيح، غير أنه من وهن العزم أن نركن إلى سطوع هذه الحقائق، فمَكَرة الليل والنهار لا يكفّون عن إيقاد نار الفتن وإثارة رهج الدجل، ولديهم دوماً من يريد تصديقهم.
لدى السعودية الغزير والكثير من الأدلة على تورط هذه الشبكات الإرهابية، برعاية قطرية وإيرانية، بقي فقط من يقدُم غير هيّاب على منازلة القوم هناك... في حلبات الإعلام الأميركي وقاعات المراكز الفكرية والجامعات.
نقلا عن "الشرق الأوسط"