يُحذر مراقبون سياسيون من أية تحركات لإنقاذ ميليشيا الحوثي التي باتت بين فكي كماشة، خاصة في ظل الانهيارات المتسارعة التي تتكبدها الميليشيا في معارك الساحل الغربي وفي صعدة والبيضاء.

 

الميليشيا وتاريخها الحافل برفض السلام

يقول المحلل السياسي عبدالناصر البكاري لـ"وكالة 2 ديسمبر": "إن أية جهود لمحاولة إحياء مفاوضات السلام غير ممكنة ومصيرها الفشل في ظل تعنت ميليشيا الحوثي ورفضها للسلام، فهي منذ 4 سنوات وهي ترفض أية مبادرات سلام، وعندما تشعر بالضعف تحاول أن تمنح نفسها الوقت للتخفيف من الانهيار الذي يحصل لعناصرها وذلك عبر بوابة رغبتها بالدخول في مفاوضات سلام، وكل ما في الأمر أن ما يقوم به المبعوث الأممي إلى اليمن سيمنح هذه الميليشيا فرصة إطالة عُمرها دون أن تكون جادة في مد يدها للسلام".
 

وفي ذات السياق يبدأ مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث السبت 2 يونيو/حزيران 2018 زيارته الثانية للعاصمة اليمنية صنعاء، للالتقاء بقيادات ميليشيا الحوثي، وذلك بهدف عرض خطة جديدة لإحياء مفاوضات السلام التي تعيقها ميليشيا الحوثي منذ عامين.
 

خلال الأشهر الأخيرة ميليشيا الحوثي تخسر 70% من قوتها

من جانبه أحد المراقبين السياسيين بصنعاء يقول لـ "وكالة 2 ديسمبر" إن هذه الزيارة للمبعوث الأممي تأتي في ظل انهيارات غير مسبوقة لميليشيا الحوثي وذلك في مدينة الحديدة والساحل الغربي للبحر الأحمر، والشريط الحدودي مع السعودية، فضلاً عن الانهيارات التي تتكبدها الميليشيا في معقلها بصعدة وكذلك في البيضاء والعديد من الجبهات.
 

وأضاف: "ميليشيا الحوثي خسرت حوالي 70% من قوتها خلال الأشهر الأخيرة، وباتت تعيش رمقها الأخير الذي يجعلنا نطالب المجتمع الدولي بعدم الرضوخ لألاعيب هذه الميليشيا بأنها ترغب بالسلام، وإنما هي محاولة لإيقاف عجلة الانهيارات المتسارعة في صفوفها".
 

مضمون خطة المبعوث الأممي

بدورها المصادر الدبلوماسية تقول إن المبعوث الأممي الذي وصل إلى صنعاء برفقة مساعده الفلسطيني معين شريم كان قد التقى الرئيس هادي بالرياض، ويحمل إلى صنعاء خطة تُحاط بالسرية التامة، وتتضمن آليات وضوابط إدارة المفاوضات التي من المقرر أن يحدد موعدها رسمياً في اجتماع لمجلس الأمن الدولي الشهر المقبل، كما تتضمن الخطة قائمة بالأطراف المعنية بالمحادثات، وقوام مفاوضيها والضوابط الحاكمة للمشاورات.
 

وتشير المصادر الدبلوماسية إلى أن الخطة تضع مقترحات لبناء الثقة بين الأطراف منها تبادل الأسرى والمعتقلين، وتوحيد المصرف المركزي وإنعاش الاقتصاد، وتسهيل وصول المساعدات الإنسانية للسكان في مختلف مناطق اليمن، بحيث تكون هذه الخطوة قبل مناقشة القضايا الأمنية والعسكرية.
 

وكانت "الوكالة" قد علمت من مصادرها أن ميليشيا الحوثي ستعترض على الفريق الممثل لحزب المؤتمر الشعبي من خارج الأشخاص الخاضعين تحت الإقامة الجبرية بصنعاء.
 

مناقشة الوضع الاقتصادي دون إلزام الميليشيا بإعادة الأموال المنهوبة يُشرعن لفسادها

وفيما يخص مناقشة القضايا الاقتصادية يقول أحد خبراء الاقتصاد -فضل عدم ذكر اسمه- لـ "الوكالة" إن مناقشة الوضع الاقتصاد وتوحيد المصرف المركزي سيشرعن للفساد والنهب الذي تمارسه ميليشيا الحوثي، خاصة إذا تم ذلك دون إلزام الميليشيا بتسليم الإيرادات إلى البنك المركزي بعدن وإلزامها بتسليم كافة الأموال المنهوبة ورواتب الموظفين خلال الثلاث السنوات الماضية.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية