نص البيان الختامي الصادر عن المهرجان الجماهيري لأبناء الحجرية في تعز
دان بيان صادر عن المهرجان الجماهيري الحاشد الذي أقيم اليوم الأحد 1 سبتمبر 2019 في مديرية الشمايتين بمدينة التربة، الأحداث التي تعرضت لها المدينة في 15 أغسطس وما تبعها من تصعيد بمديريتي الشمايتين والمعافر.
وطالب البيان الصادر عن المهرجان الجماهيري بالانسحاب الكامل للقوات التي تموضعت خارج مسرح عملياتها في البيرين وفي مديرية الشمايتين وعودتها فورا إلى مواقعها التي كانت تتمركز فبها قبل الأحداث، وتشكيل لجنة محايدة تتولى التحقيق في أحداث البيرين ومدينة التربة ورصد الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بما فيها قصف القرى ونهب الممتلكات وإعدام الأسرى ومحاسبة المتسببين فيها وجبر الضرر.
ودعا البيان القوى السياسية بكافة مكوناتها بمحافظة تعز تحمل مسؤوليتها التاريخية في الوقوف الجاد لإعادة تصويب بوصلة الأحداث التي حرفت باتجاه يناقض مصالحنا وآمالنا الملبية للإرادة الشعبية وتطلعاتها.
وفيما يلي نص البيان:
يا أبناء الشمايتين.. يا أبناء الحجرية وتعز والوطن عامة..
لطالما كانت أحلامكم وتطلعاتكم واضحة كضوء الشمس وطناً للجميع لا لحزب ولا لقبيلة ولا لشيخ، مواطنة وحقوق لا رعية وسُخرة، دولة تعيد للإنسان اعتباره تبشر بسيادة القانون وبالحرية وبالاستقرار والتنمية.
وعبر مراحل نضالكم الطويل تبين أن أحلامكم تلك دونها طريق طويل مفخخ بمراكز النفوذ بأطماعها بإصرارها المستميت على سرقة كل شي السلطة والقرار والثروة.
بالأمس القريب وتحديدا في 24 مارس 2015 تمددت أذرع الانقلاب الحوثي لتصل إلى هنا إلى قلب هذه المدينة .
يومها قالت الشمايتين كلمتها وقبل أن تحمل البندقية هبت وعبر مخزونها المدني لرفض واقتلاع ذلك الوجود .
أضحت الشمايتين بعدها عمقا للمقاومة الشعبية المسلحة في جبهات الضباب وحيفان وصبر وغيرها كما أضحت ملاذا لمئات الآلاف من النازحين ممن هجرتهم الحرب وعبرت عن نفسها كعنوان للحياة في زمن الموت وللأمل في ظل اليأس العام، ولم يكن ذلك كله صدفة بل نتاجا لتناغم وتوازن اجتماعي سياسي ميز هذه المديرية، وعزز من ذلك الحضور المسئول للواء 35 مدرع كنموذج للجيش الوطني الذي يعي مهامه جيدا ويعي حدود علاقته مع المجتمع في ظرف بالغ التعقيد والحساسية.
يا أبناء الشمايتين ..
يا أبناء الحجرية وتعز والوطن عامة.
نتساءل اليوم وبعد أربع سنوات من الحرب : إلى أين وصلت معركة تحرير تعز؟!
ولماذا تغيرت أولويات قيادة المحور والألوية العسكرية من تحرير الأرض المغتصبة من الانقلاب الحوثي إلى تحرير المحرر وتحديدا تلك المديريات المعدة ضمن مسرح عمليات اللواء 35 مدرع.
كم هو مؤلم ومخيب للآمال أن نرى جيشنا الوطني من عولنا عليه أن يكون حاميا للحلم وسند للإنسان أن نراه محتشدا بعدته وعتاده على أبواب مديرية المعافر مقوضا للأمن والأمان يقصف القرى وينهب الممتلكات ويغذي ثقافة الكراهية والانقسام.
وضمن أحداث متسارعة وتحت مبررات المعركة على الحدود الجنوبية يتم تعزيز حضور تلك الألوية العسكرية في مدينة التربة والشمايتين بشكل عام في تجاوز سافر لجدول توزيع مسارح العمليات.
يا أبناء الشمايتين ..
يا أبناء الحجرية وتعز والوطن عامة..
لم تعد دوافع ذلك التجاوز والتحشيد خافية فالقوى الحزبية المستأثرة بالقرار داخل الجيش تعمل تحت تأثير الشهوة بالاستحواذ والسيطرة وضمن أحلام التمثيل السياسي المنفرد للمحافظة وأوهام المؤامرة.
وإزاء ذلك كله وإزاء خطر داهم بات يهدد السلم المجتمعي والأهلي للمديرية والمديريات المجاورة وينبئ محاولة كسر ذلك التوازن لصالح واقع يتصف بالفوضى والتسلط والقهر وضياع الحقوق، فإننا نؤكد على الاتي:
1- الإدانة الكاملة للمستجدات التي تمت يوم 15 أغسطس وما تبعها من تطورات بمديريتي الشمايتين والمعافر باعتبار ما جرى يعد تعميما للفوضى التي لا تعانيها مديرياتنا أسوة بما يجري بمركز المحافظة.
2- الانسحاب الكامل للقوات التي تموضعت خارج مسرح عملياتها بالبيرين وفي مديرية الشمايتين وعودتها فورا إلى مواقعها قبل الأحداث.
3- التدخل السريع من قبل الأخ رئيس الجمهورية بقرارات صارمة تستهدف إعادة بناء المؤسستين العسكرية والأمنية في المحافظة على أسس وطنية ومهنية بعيدا عن تغول النفوذ الحزبي وبما يضمن استبعاد سيناريوهات الاحتراب الداخلي وتحقق تطلعاتنا في تحرير سبع مديريات ما زالت وحتى يومنا هذا تحت سلطة الانقلاب الحوثي.
4- تشكيل لجنة محايدة تتولى التحقيق في أحداث البيرين ومدينة التربة ورصد الانتهاكات والجرائم التي ارتكبت بما فيها قصف القرى ونهب الممتلكات وإعدام الأسرى ومحاسبة المتسببين فيها وجبر الضرر.
5- نطالب الأخ رئيس الجمهورية بتعزيز سلطات محافظ المحافظة رئيس المجلس المحلي وتمكينه من ممارسة كامل صلاحياته وفقا للقانون والدستور وإلزام الجميع بتذليل الصعوبات والمعوقات أمام المحافظ واحترام قراراته.
6- نطالب رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة بتغيير كافة القيادات العسكرية الفاسدة التي عجزت عن تحقيق هدف تحرير المحافظة وتسعى اليوم بكل الإمكانيات التي منحت لها بإعادة توظيفها لنشر وتعميم الفوضى في المناطق والمديريات المحررة والتي تنعم بالأمن والاستقرار والتي تمثل ملاذا أمنا لكل النازحين والمهجرين من عموم الجمهورية.
7- على القوى السياسية بكافة مكوناتها الحزبية بمحافظة تعز تحمل مسؤوليتها التاريخية في الوقوف الجاد لإعادة تصويب بوصلة الأحداث التي حرفت باتجاه يناقض مصالحنا وآمالنا الملبية للإرادة الشعبية وتطلعاتها.
8- نؤكد على حماية التاريخ واستحقاق الشرف للقوة التي أطلقت شرارة المقاومة المسلحة في وجه الانقلاب ممثلة باللواء 35 مدرع بقيادة القائد العميد عدنان الحمادي.
9- ندرك جيدا أن الخطوات الممنهجة والتي دشنتها أحداث 15 أغسطس تهدف في المحصلة للاستحواذ على إدارة امن المديرية بغرض تحييدها عن مسار كشف وملاحقة العناصر الخارجة عن القانون وتسهيل عمليات التهريب التي تبدأ من منافذ المديرية المتصلة بمديرية الساحل ويأتي كل ذلك اتصالا بمصالح شخصيات نافذة في السلطة المحلية والجيش.
الرحمة للشهداء والشفاء للجرحى والبقاء للوطن
صادر عن المهرجان الجماهيري الحاشد – مديرية الشمايتين الأحد 1 سبتمبر 2019