باتت جبهات الساحل الغربي، محرقة مفتوحة على مصراعيها تلتهم من جازفت المليشيا الحوثية بإرسالهم من قيادات ميدانية رفيعة في محاولة يائسة لتفادي انتزاع الحديدة ومينائها الاستراتيجي من قبضتها وقطع آخر شرايينها البحرية، ليواجهوا - لسوء حظهم - قوات المقاومة المشتركة التي لا يقف في وجهها أحد من المليشيا إلا وعاد إلى مناطق سلطتها جثة هامدة في توابيت الموت أو أشلاء ممزقة تبحث عمن يجمعها.

 

فترة زمنية وجيزة خسرت فيها المليشيات الحوثية فرقها المتخصصة النوعية التي ادخرتها طويلاً وعدداً كبيراً من قياداتها الميدانية التي تم إعدادها سنوات طويلة في الضاحية الجنوبية وإيران، لتذهب كل أمانيهم حسرات تحت أقدام حراس الجمهورية والقوات المشتركة منذ إطلاق أول رصاصة مباركة في جبهة الساحل الغربي للبلاد في 19 أبريل، لتصل اليوم حشود القوات إلى مشارف مدينة الحديدة ويصبح مطارها على مرمى النيران.

 

وكما هو ديدنها حاولت المليشيا التكتم طويلاً على خسائر قياداتها الميدانية من الصف الأول لعلها ترجئ انهيار صفوفها ودبيب الرعب في قلوب عناصرها ولكن محاذيرها لم تمنع الحقيقة الكارثية من النفاذ إلى الواجهة فأخبار التشييع ونعي ناشطيها وأقارب القيادات تفضح المستور معلنة أن ما يحدث للمليشيا في الحديدة ومديرياتها بداية نهايتها وأن أمام كل فرد لا يزال موجوداً في صفوفها خيارين لا ثالث لهما إما الموت أو الاستسلام وعليه أن يختار.

 

هلاك هذه القيادات صاحبة الأسماء المكشوف عنها يبين أن الميليشيات تجاوزت كل خطوط دفاعاتها بعدما أبيدت ودخلت مرحلة التقدم بقادة عهدوا نهب المواطنين وسلبهم ونهب مؤسسات الدولة الواقعة تحت سلطتها وتخريبها خلال ثلاث سنوات قضتها الميليشيات وأصحاب هذه الأسماء تحديدا متسكعين ما بين هيئة ووزارة يبطشون هذه الأرض أو تلك العمارة.

 

شيعت ميليشيات الحوثي، الثلاثاء، في العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرتها، جثامين 3 من أبرز قياداتها الميدانيين، لتعترف رسمياً بمقتلهم بعد أيام على مصرعهم في المعارك على مشارف مدينة الحديدة، وهم، يحيى عبد الجبار الشامي ومطهر إسماعيل المتوكل وعبد العزيز صالح المراني. الذين انفردت "وكالة 2 ديسمبر" بنشر أخبار عاجلة بمصرعهم في حينه.

 

يحيى الشامي هو قائد ما أسمتها المليشيا الحوثية "كتيبة العباس" في "لواء الحسين" وقد لقي مصرعه مع كامل أفراد كتيبته ذات التدريب العالي والنوعي (93 عنصراً)، بتاريخ 28 مايو الجاري في مديرية الدريهمي المتاخمة لمدينة الحديدة، والتي أرسلتها الميليشيات لتفادي انهيارهم المتسارع هناك. وقد أعلنت " الوكالة" نبأ مصرعه في حينه.

 

أما مطهر المتوكل، فهو المشرف الحوثي عن الأمن القومي في العاصمة صنعاء، ومسؤول عمليات الاختطاف والتعذيب بسجون الحوثيين، في حين أن المراني المكنى "أبو سجاد"، أحد أبرز القيادات الميدانية في صفوف الحوثيين.

 

وفي ذات الجبهة، لقي مهندس وخبير المتفجرات الحوثي، محمد شرف حسن جحاف، مصرعه مع 2 من مرافقيه أثناء محاولتهم التسلل لزرع عبوات ناسفة في الساحل الغربي، إضافة إلى مصرع القيادات الميدانية وزير علي الكبسي، محمد عبد الرحمن الكبسي، وماجد عبد الله الكبسي.

 

كما شيعت الميليشيات، الثلاثاء، القياديين فارس إبراهيم الجنيد، ومحمد حمود الجنيد، وهما من قيادات الصف الثاني الميدانية، ولقيا مصرعهما في جبهة الساحل الغربي.

 

وقبل ذلك، اعترفت الميليشيات بمصرع مسؤول التحشيد والتجنيد ونجل شيخ مران (مسقط رأس زعيم الحوثيين)، أكرم حسن حمود غثايه مع التعزيزات التي قادها من صعدة الى جبهة الساحل الغربي.

 

وأكرم غثايه هو نجل شيخ مران حسن حمود غثايه، الذي ساهم بشكل بارز منذ الثمانينات في تأسيس جماعة الحوثي، وتأييد فكرها العقائدي الطائفي، المدعوم إيرانياً، كما أنه كان القائد الميداني للدفاع عن مران خلال حروب التمرد بين الدولة والحوثيين (2004-2009)، ويعد من القيادات التي يعتمد عليها زعيم الحوثيين في التحشيد والتجنيد.

 

كما لقي مسؤول التجنيد في ميليشيا الحوثي، مطهر يحيى حسين الهادي، والمدعو أبو حمزة مشرف الحوثيين في مديرية التحيتا والقيادي الميداني أحمد صالح المطري، المكنى "أبو نصر"، ومجاهد حسين النقعي المكنى "أبو براق"، وأمين المعمري، مصرعهم أيضاً في جبهة الساحل الغربي.

 

وبجانب عشرات القيادات الحوثية التي تم الكشف عن مصرعها، في جبهة الساحل الغربي، فإن هناك، وفق مصادر ميدانية، أضعاف ما يتم الإعلان عنها تتكتم عليها الميليشيات حفاظاً على معنويات أتباعها، بخلاف آلاف القتلى والجرحى والأسرى الذين زجت بهم إلى محرقة الهلاك في معركة الساحل الغربي.

قادة حوثيون لقوا مصرعهم في الساحل الغربي
قادة حوثيون لقوا مصرعهم في الساحل الغربي

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية