مؤشرات تقود القبائل إلى التخلي عن دعم مليشيا الحوثي
يجر الحاج حسين المنتمي لقبيلة همدان تنهيدة من أعماقه وعيناه مغرورقتان بالدمع على ولديه اللذين قتلا في معارك ميليشيا الحوثي العبثية، ويقول لـ " وكالة 2 ديسمبر ": "يزيدوا على عقول الشباب الطائشين، وأولادي الأربعة هربوا غصب عني وما قدرت أرجعهم، وكل ما كنت أبحث عنهم عند الحوثة يقولوا لي أنت ما تشتي أولادك يجاهدوا مع الله، وأحيان يقولوا لي أنت منافق".
ويتابع: "قبل سنة وصلني خبر وفاة ابني الأكبر وبعده بـ 5 شهر قُتل الثاني، ومن حينها وأنا أبكي وأدعي على الحوثة، والحمد لله ابني الثالث اقتنع من نفسه ورفض يروح معهم الجبهة، لأنه عرف أنهم لا يقاتلوا لا أمريكا ولا إسرائيل يقاتلوا من أجل الكرسي".
من جانبه الحاج أبو عبد الله من أبناء بني حشيش خسر أولاده الثلاثة الذين ذهبوا ضحية التغرير الذي تمارسه ميليشيا الحوثي، ويقول لـ "الوكالة": "أبكي ليل نهار لأني فقدت كل أولادي والحوثيين ما جابوا لي سوى صور أشوفها في كل وقت وأبكي وأدعي على من قادهم إلى الموت".
بدوره أبو جلال يقول لـ "الوكالة" إن ميليشيا الحوثي ظلت تبيع الوهم للقبائل وتستميلهم بكل ما يثير النزعة القبلية لديهم، لكن الآن لم تعد هذه الميليشيا قادرة على ممارسة الاعيبها التي باتت مفضوحة، حيث باتت القبائل تُدرك أنها تستخدم أبنائها لفرضة مشروع الميليشيا السلالي وفرض ولاية الفقيه.
ويشير إلى أن القبائل أدركت ذلك بعد الإقصاءات التي تمارسها الميليشيا ضد كل من وقف بجانبها والاستحواذ على مختلف المناصب لصالح سلالتها الضيقة.
ويؤكد أبو جلال أن العشرات من أبناء القبائل المحيطة لصنعاء وكذلك من قبائل ذمار وعمران انسحبوا من جبهات المعارك ويرفضون العودة، ويقول: "أنا أعرف كثيراً من الشباب الذين كانوا يقاتلون مع الميليشيا بعقيدة باتوا الآن ينتقدون ممارسات الميليشيا ويرفضون العودة إلى القتال معها".
من جانب آخر يقول أحد الناشطين السياسيين بصنعاء لـ "الوكالة": "من المؤكد أن القبائل اليمنية لم تعد تثق بالميليشيا، خاصة أنها تعرضت للكثير من الانتهاكات التي من بينها الاختطافات والتهميش والإذلال وغيرها، إلى جانب ممارسات الإقصاء وعدم منحها حقها والتعامل بعنصرية وسلالية مقيتة، فضلاً عن القبائل شعرت بأنها تفقد رجالها من أجل مشروع الحوثي المنحصر فيما تسميه الميليشيا الحق الإلهي".
ويشير الناشط السياسي الذي فضل عدم ذكر اسمه إلى أن ميليشيا الحوثي تواجه انهيارات كبيرة وباتت تُمنى بالخسائر منذ أن تعاملت مع المؤتمر الشعبي العام بعدائية واستهدفت رمزه الزعيم علي عبد الله صالح، دون أن تفكر بالعواقب، خاصة أن المؤتمر الشعبي العام يمتلك قاعدة شعبية كبيرة ولا يمكن إنكار هذه القاعدة الأكبر وفي أنحاء خارطة الجمهورية اليمنية.
من جانبه عبد الرقيب البناء يقول لـ "الوكالة": "ثمة مؤشرات كثيرة على أن القبائل اليمنية ستحجم عن تقديم أبنائها ضحايا لمشروع ميليشيا الحوثي، ومنها ما تعانيه القبائل من اضطهاد متكرر من قبل الميليشيا التي تتعامل مع القبائل وأبنائها بمنطق السيد والعبيد، إلى جانب المؤشر الآخر والمتمثل بالانتصارات التي يحققها حراس الجمهورية والقوات الشرعية، والانهيارات التي تعانيها ميليشيات الحوثي، وهذا المؤشر يُعد الأقوى كون القبائل ترى أن الميليشيا ستدفع بها إلى الموت دون مقابل، لذا ستبحث القبائل عن نافذة للخلاص من ميليشيا لم تقدم لها سوى الموت.
ويشير البناء إلى أن القبائل اليمنية التي كانت سنداً لميليشيا الحوثي في البقاء طوال هذه الفترة هي من ستكون المحدد لنهايتها، وسوف تلعب هذه القبائل دوراً محورياً في مساندة الجهود الرامية إلى استعادة النظام الجمهوري القائم على احترام الإنسان والنظام والقانون بعيداً عن عمل الميليشيات والعصابات التي دمرت الوطن وأسهمت في نمو وتجذر الميليشيات والعناصر الإرهابية التي لا يمكن أن تجد لنفسها مكاناً في المستقبل القادم لليمن.