أكد تقرير ألماني، أمس الأحد، أن الأوضاع غير الإنسانية في مناطق الإنشاءات الخاصة بمونديال 2022 في قطر، لا تزال مستمرة دون أي محاولة لإصلاح الوضع أو توفير بيئة آدمية للعمال، وتجاهل من المسؤولين في الدوحة الذين لا يلتزمون بأي وعود، بحسب «العين الإخبارية».
 
 
ورغم أن الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» يقر بحدوث انتهاكات لحقوق العمالة، فإنه لا يفعل أيضاً أي شيء لصالح هذه العمالة التي تتعرض لظروف قاسية في قطر.
 
 
وذكرت مجموعة فونكة الإعلامية، إحدى أشهر المنصات الإعلامية الألمانية، على موقعها الإلكتروني أن «كأس العالم 2022 في قطر لا يزال محور الجدل، بسبب اتهامات الفساد التي طالت عملية منح تنظيم البطولة للدوحة، وانتهاكات حقوق الإنسان وظروف العمل المهددة لحياة العمال في مراكز الإنشاءات الخاصة بالبطولة».
 
 
وأضافت، أن «قطر تروج دائماً لتحسن أوضاع العمال، إلاّ أن هذا لا يعدو كونه مجرد ادّعاء»، مضيفة «لا تزال أوضاع العمل السيئة وانتهاكات حقوق الإنسان قائمة في مناطق الإنشاءات».
 
 
ونقلت المجموعة عن بنيامين بيست، وهو صحفى ألماني استطاع اختراق مناطق الإنشاءات القطرية ومراكز إقامة العمال الشهر الماضي، قوله «تحدثت في قطر مع عدد كبير من العمال المنحدرين من نيبال، والهند وبنجلادش».
 
 
وتابع: «كل العمال كانوا يتخوفون من الحديث، ويتخوفون من انتقام رؤسائهم، لكنهم في النهاية تحدثوا».
 
 
وقال «بيست»: «إن المشاكل الرئيسية التي يعاني منها العمال هي ظروف العمل غير الآدمية والمهددة للحياة، وعدم دفع الرواتب منذ أشهر، ومراكز الإقامة غير الإنسانية، وسحب وثائق السفر».
 
 
وأضاف، أنه وبخلاف ذلك، تحدث العمال أيضاً عن تعرضهم للضرب من قِبَل رؤسائهم، وغياب الإجراءات الأمنية في مراكز الإنشاء والإقامة على حد سواء.
 
 
ومضى قائلاً: «في مراكز الإقامة، لمست حقاً ظروف حياة غير آدمية على الإطلاق، حيث يعيش 12 عاملاً في غرفة ضيقة ومظلمة دون نوافذ، وأحياناً دون مكيفات هواء»، مضيفاً: «تحدثت مع عشرات من نيبال، لم يتلقوا رواتبهم منذ 8 أشهر، وجرى مصادرة وثائق سفرهم».
 
 
ولفت إلى أنه «خاطر بحريته وإمكانية اعتقاله، حينما قرر دخول قطر دون الكشف عن هويته كصحفي».
 
 
وبرر ذلك قائلاً: «لا يوجد حرية صحافة في قطر، ودخولي البلاد كصحفي كان سيعني تلقائياً أن السلطات سترافقني دائماً، وتقيد حرية حركتي، وتأتيني بعمال مختارين للحديث معهم».
 
 
وحول تعاطي اللجنة المنظمة لكأس العالم و«فيفا» مع انتهاكات حقوق العمال، قال: «إن اللجنة وفيفا، يقرّان بوجود انتهاكات لحقوق الإنسان، وأن ظروف العمل لا تضاهي المعايير العالمية، ولكن لم يتخذا إجراءات حقيقية وملموسة لإصلاح ذلك».
 
وختم حديثه قائلاً: «أريد أن أقول بوضوح إن كل الوعود التي تقطعها قطر على نفسها لا تلتزم بها، وأوضاع العمال تسوء بشكل مستمر».

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية