تزداد حدة حالة الاستنفار الأمني بصنعاء يوماً تلو الآخر في ظل الانهيار الذي تتكبده ميليشيا الحوثي في جبهات الساحل الغربي.

 

مئات النقاط الأمنية والتفتيشية المستحدثة في مختلف شوارع وأحياء العاصمة صنعاء. أحد المواطنين يقول لـ "وكالة 2 ديسمبر" إن عملية التفتيش تطال مختلف المارة، حيث يقوم عناصر الميليشيا بانتهاك خصوصية الناس من خلال التفتيش الدقيق وإخراج مختلف أغراضهم وأمتعتهم وفي بعض الأحيان يُطلب من الأشخاص عرض بطائقهم الشخصية.

 

خلال ليالي رمضان تزداد حركة الشوارع الأمر الذي يخلق اختناقات مرورية جراء التفتيش الذي تقوم به الميليشيا في مختلف الشوارع، ويشكو المواطنون من إعاقتهم عن قضاء حاجياتهم.

 

من جانبه أحد المحللين السياسيين بصنعاء يقول لـ "الوكالة" إن هذه الإجراءات جاءت بفعل التطورات الميدانية في العديد من الجبهات وأهمها جبهة الساحل الغربي التي تتكبد فيها الميليشيا انهيارات متسارعة.

 

ويضيف: "باتت ميليشيا الحوثي تُدرك أن محافظة الحديدة لم تعد تحت سيطرتها لذا فهي تحاول أن تتمسك بالعاصمة صنعاء ولا تريدها أن تسقط من يدها لأنها ستحاول اللجوء إلى التفاوض وفي يدها العاصمة لصنعاء لتضمن عدم انهيارها لأن الانهيار سيجعلها تدفع جزاء ما فعلته بالمواطنين الذين ينتظرون لحظة انهيار الميليشيا والأخذ بالثأر."

 

المواطن اليمني جعلته ميليشيا الحوثي يتكبد الأمرّين، لذا فهو المستفيد الأول من انهيار ميليشيا الموت، ويرى مراقبون أن الشعب من سينتقم من هذه الميليشيا التي عاثت في الأرض فساداً.

 

يتفاءل المراقبون بالانتصارات التي تتحقق في الساحل الغربي وعلى إثرها بدأت ميليشيا الحوثي تقرأ نهايتها، ويستدل المراقبون على الارتباك الذي يسود الميليشيا بالانتشار الأمني في العاصمة صنعاء إلى جانب الرد الواضح لزعيم الميليشيا في خطابه الذي بُث في الحادي عشر من رمضان، والذي يعترف بانهيار ميليشياته في الحديدة ويحاول أن يقلل من تلك الانهيارات بأن جبهة الساحل الغربي لا يمكن أن تُحسم من قبل الجيش الوطني.

 

وكعادته يحث ميليشياته على التمترس بالمدنيين فهو لم يتوانَ عن دعوة السكان إلى القتال، وفي ذلك يقول المراقبون إن هذه الدعوة تشير إلى أن ميليشيات الحوثي ستتمترس خلف المدنيين، إلا أنهم يرون أن دعوة زعيم الميليشيا للسكان بالقتال ستُقابل بالعكس فالسكان باتوا ينتظرون لحظة زوال الميليشيا.

 

كما حذر زعيم الميليشيا مقاتليه من التقصير أو التفريط والإرباك والقلق، وهي ذات الخطوة التي تمارسها قيادة الميليشيا ضد عناصرها في حال تراجعت وهي التصفية، وكانت "الوكالة" قد علمت من مصادرها أن قيادات في الميليشيا حذرت عناصرها من التراجع وأن من سيتراجع سيتم قتله، وتشير المصادر إلى أن هذه العملية قد تم ممارستها في العديد من الجبهات عندما يحاول عناصرها التراجع أو الانسحاب من القتال معها حيث تمت تصفية العشرات من مقاتليها، لأن هذه الميليشيا تدفع بالناس إلى الموت في سبيل ترسيخ مشروعها الكهنوتي السلالي المقيت.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية