التحيتا.. المدينة التي قهرت الكهنوت
تنبهر وانت تدخل مدينة التحيتا والتي تبعد عن زبيد عشرة كيلو متر غربا.. مدينة تنبض بالحياة بعد ان تحرر أهلها من عصابة الحوثي الكهنوتية.. سكانها يمارسون حياتهم بشكل طبيعي، ويعملون على تجاوز الماضي البغيض بروح جماعية، ولا يكترثون من قذائف وقناصة مليشيات الحوثي..
تتكون مدينة التحيتا من أكثر من ١٧حي وحارة وكل حي له خصوصية عن الآخر ، بينما يعيش السكان هما واحدا وقصص محزنة لعمليات النهب المتواصلة لمزارعهم في السويق والمغرس وبقية المناطق من قبل عصابة الحوثي التي تقوم بمصادرة وبيع المحاصيل الخاصة بالمزارعين بدعوى أنهم (دواعش).. وهي أساليب وممارسات حاقدة تمارسها المليشيات انتقام من مدينة الاحرار الذين نكلوا بهم شر تنكيل ..كما اكد ذلك أحد المزارعين الذي تعرضت مزارعه الخاصة (بالفل والليمون للنهب وبيع المحاصيل ) ..ولم يكتف الحوثة بممارسة اللصوصية والنهب بل منعوا المزارعين من ري مزارعهم مما عرض أشجار العديد المزارع للموت بسبب الجفاف ..كما قامت هذه العصابة بنهب المعدات من هذه المزارع ..
وأضاف المزارع : صحيح أننا نعيش الكفاف ،لكننا أحرارا..وهذه اكبر نعمة من الله بها علينا هي التحررمن عصابة الإرهاب والفيد والغنيمة الحوثية..
جميع شوارع وحارات مدينة التحيتا تعج بالحياة برغم أنها من أكثر المناطق اليمنية التي تنتشر فيها المجاعة بسبب منع الحوثة المواطنين من الاستفادة من منتجات مزارعهم وهذه هي الحقيقة والسبب الرئيس وراء تفشي سوء التغذية والمجاعة في مناطق مديرية التحيتا، إضافة الى غياب أي دور لمنظمات الأمم المتحدة لتقديم المساعدات لابناء مدينة التحيتا ، وما يخفف من تفاقم هذه المشكلة هو الدور الاخوي الصادق للهلال الأحمر الإماراتي ومن ذلك توفيرالديزل لمشروع المياه الذي يلبي احتياجات سكان المدينة البالغ قرابة أربعون الف نسمه
أغلب سكان التحيتا مزارعين يبيعون محاصيلهم ويعولون اسرهم زرنا المدينة للمشاركة في الأمسية الرمضانية لفرع المؤتمر الشعبي العام ، ووصلنا قبل الغروب واحببنا التجول في المدينة ، التي استقبلنا أهلها بترحاب كبير وفرحة غامرة ..وتدرك بعد تعب السفر عظمة الاندماج بين السكان وقوات العمالقة والقوات الرئاسية وغيرها تعايش مالوف وود واضح وتعامل اخوي صادق ..
مدينة التحيتا مدينة قديمة تتميز بطراز معماري جميل ، يعكس ذوق رفيع ورغد العيش لسكانها ..اليوم اصبح همهم هو تحرير اخر مناطق مديريتهم من عصابة الإرهاب الحوثية الإيرانية ..يتطلعون لبناء غد اجمل وينتظرون على احر من الجمر تحرير مزارعهم واسترداد حقوقهم من عصابة دجال مران التي قامت بتلغيم كافة الطرق المؤدية الى مزارعهم ..وقد سقط العديد من أهالي التحيتا قتلي بسبب تلك الألغام اوبقذائف الهاون ورصاص القناصة..
واثناء تجوالنا في شوارع المدينة شاهدنا المنازل وعليها طلق رصاص او بقربها حفر لقذائف اطلقتها المليشيات على المدينة.. أو ورغم هذا يقف أبناء مدينة التحيتا صفا واحدا الى جانب المقاومة المشتركة ضد عصابة الحوثي ..
بالحرية حضر معنا الأمسية
استفاد أبناء مدينة التحيتا من التجربة المرة للصراعات السياسية، لهذا وجدناهم يعيشون حياة خالية من الأحقاد والمماحكات، أدركوا ترجوه نعمة العيش بكرامة واهمية الامن والاستقرار، وهذا ما أكده لنا ألحقوقي مجاهد القب.. الجميع عانى من عصابة الحوثي وفتحوا صفحة جديدة ..
انتصر سكان التحيتا على ميليشيات الموت والإرهاب ، اما المشاكل التي تعكر حياتهم فبالامكان تجاوزها ، وقد تم تجاوز الكثير ، بيد ان الطريق هي واحدة من ابرز المشاكل ، لكنهم يتطلعون من المحافظ الحسن الطاهر والتحالف العربي والمقاومة المشتركة تحرير الطرق التي تحتلهاعصابة الحوثي..
ومن خلال تبادل الأحاديث ادركنا قبح الدور القذر للمنظمات الدولية التي تسخر المساعدات الإنسانية للمليشيات الحوثية وتترك الاف الاسر يعيشون ظروفا إنسانية صعبة للغاية ومعرضون للموت جوعا وعطشا في مديرية التحيتا..
تدرك فضاعة توأطأ الأمم المتحدة ومنظماتها مع عصابة الإرهاب الحوثية في التحيتا ..جميع المسميات التي تتبجح بتقديم المساعدات الإنسانية ليس لها أي دور في التحيتا اوغيرها من مديريات الساحل الغربي ..
ومع ذلك تشاهد لدى الناس قناعة وسعادة بتنفس نسيم الحرية على ان يعيشون في ظل طغيان دجال مران ..يتحملون الفقر والجوع ، ويعرفون ان الأمم المتحدة مثلها مثل الحوثة تسرق المساعدات المقدمة لهم ، وتقدمها اما لمليشيات الإرهاب الحوثية او تذهب كمساعدات لجماعات إرهابية دولية كحزب الله الإرهابي اللبناني وغيره ..
تسحرك مدينة التحيتا بجمالها وكرم أهلها وشجاعتهم في التصدي لعصابة الحوثي.. هناك قصص لبطولات وملاحم ومواقف عظيمة سطرها شباب وشيوخ ونساء هذه المدينة وعملوا كخلية فدائية واحدة للقضاء على عصابة الحوثي وتطهير مدينتهم من رجسهم ، سيدونها التاريخ وتتناقلها الأجيال.. فسلام على التحيتا مدينة الصمود والبطولة..