العميد صادق دويد في الذكرى الأولى لانطلاق المقاومة الوطنية «حراس الجمهورية»: موعدنا مع النصر قريب
قال العميد صادق دويد المتحدث باسم المقاومة الوطنية - حراس الجمهورية - إن المقاومة الوطنية شكلت امتدادا للحركة الوطنية اليمنية ورافدا نوعيا في معركة الخلاص الوطني.
وأكد العميد دويد أن مصداقية قيادة المقاومة الوطنية تجسدت في إيمانها بحتمية ومفصلية المعركة الوطنية مع المليشيات الحوثية وإدراكها العميق لمدى الخطر الذي يمثله استمرار سيطرتها على الدولة ومؤسساتها.
وأضاف دويد في حديث لـ "وكالة 2 ديسمبر" بذكرى مرور عام على تأسيس وانطلاق المقاومة الوطنية -حراس الجمهورية أن حضور قوات المقاومة الوطنية ليس مقتصراً على جبهات الساحل الغربي، وقال: نحن على أهبة الاستعداد للتواجد في أي جبهة والمشاركة في تحرير كل جزء من التراب اليمني من المليشيا ت الحوثية.
وقال إن المعركة ضد المليشيات الحوثية ذات منطلقات وأبعاد وطنية و في ذات الوقت معركة ذات أبعاد قومية حيث ندرك جيدا أن المليشيات الحوثية مجرد أداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية في السيطرة على اليمن.
وأضاف أن المليشيات الحوثية التي كشفت عن وجهها القبيح وألغت أي إمكانية للتعايش معها أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن المعركة بينها وبين اليمنيين هي معركة مصير اما أن ينتصر الشعب اليمني ويستعيد دولته وجمهوريته ومقدراته وهويته وإما أن يسلم بالمشروع الإيراني المتمثل بالحوثيين وهو ما لن يقبله اليمنيون
ودعا العميد دويد إلى توحيد كل الجهود لمعركة الخلاص من المليشيات الإمامية الكهنوتية وقال: حان الوقت لتوحيد قوى الصف الجمهوري وتجاوز الخلافات وتوجيه الجهود والإمكانيات لصالح المعركة المصيرية لشعبن فإذا انتصرنا على خلافاتنا سنتجاوز كل المخاطر وسنمضي بالوطن إلى بر الأمان.
وأشاد العميد دويد بدور التحالف العربي ودعمه لليمنيين في حربهم ضد المليشيات الحوثي وقال: التحالف العربي بقيادة الأشقاء في السعودية والإمارات قدموا الدعم لليمنيين في معركتهم المصيرية وامتزجت دماء شهدائهم الأبرار بالدماء اليمنية في أكثر من محور وجبهة.
واكد العميد صادق دويد أن العلاقة بين قوات المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية هي علاقة قوية ومصيرية وقد تعمدت بالدم في مختلف ميادين القتال وأشار إلى أن المقاومة الوطنية خاضت معركتان وكانتا وراء هذه الانتصارات الكبيرة المعركة الأولى هي معركة تأسيس القوة في غضون أقل من شهرين على أحداث انتفاضة الثاني من ديسمبر والثانية تمثلت في تحقيق اصطفاف وطني يعرف بـ(المقاومة المشتركة)
وقال العميد دويد: ركزنا على ضرورة تجميع أفراد وضباط القوات المسلحة والأمن لتشكَّل منهم غالبية المقاومة الوطنية حتى لا يبقوا رهينة لدى عصابات الحوثي. بعد ذلك تم فتح باب الانتساب لكل اليمنيين من جميع محافظات الجمهورية دون قيود أو تمييز.
وأكد العميد دويد أن المقاومة الوطنية ضمت بين صفوفها شباباً من كل مدن وقرى ومديريات الجمهورية بين قادة وضباط وأفراد يمثلون كل الطيف اليمني، ومشروع قيادة المقاومة الوطنية والمعركة التي أطلقتها ضد مليشيات الحوثي كانت بحجم اليمن دون الانجرار لأجندات سياسية أو فئوية أو مناطقية.
وأوضح أن المعارك التي خاضتها المقاومة الوطنية في عامها الأول غيرت المعادلة العسكرية إلى حد كبير، وجعلت من الساحل الغربي جبهة الحرب الرئيسة لتحرير اليمن من المليشيات الحوثية الإرهابية، مشيرا إلى أن مفرق المخا غرب تعز هي الجبهة الأولى حيث انطلقت هذه المعركة فجر 19 من أبريل 2018 وتم حسمها خلال 18 يوماً.
وأشار العميد دويد إلى أن اتفاق السويد جاء نتيجة مباشرة للضغط العسكري على مليشيات الحوثي في الحديدة وفي حالة رفضها التنفيذ مستعدون لاستكمال التحرير، مضيفا: التزمت المقاومة الوطنية كجزء من القوات المشتركة باتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة رغم الاختراقات اليومية من قبل الحوثيين.
وقال العميد صادق دويد: نحيّي بهذه المناسبة شعبنا اليمني العظيم مصدر قوتنا والرافد والسند لمعركتنا العادلة والتحية لفرسان المقاومة الوطنية الذين يرابطون في المتاريس المتقدمة من أجل استعادة مؤسسات الدولة المختطفة ونجدد العهد بأننا على درب شهدائنا سائرون مهما كانت التضحيات.
وأكد أن قيادة المقاومة الوطنية تولي اهتماما خاصا بملفي الشهداء والجرحى، وستظل أجيال اليمن تتداول بفخر أسماء شهدائنا الأبطال الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل عزة ورفعة الشعب اليمني.
* حاوره: «وكالة 2 ديسمبر»
تأسيس وانطلاقة المقاومة
- تأسيس المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) جاء في لحظة وطنية فارقة، ماهي الأهداف التي أُسست من أجلها المقاومة؟
تأسست المقاومة الوطنية كجزء لا يتجزأ من المعركة الوطنية التي يخوضها شعبنا ضد المليشيا ت الحوثية والتصدي للمخططات الإيرانية في اليمن وحماية المكتسبات الوطنية وفي مقدمتها الثورة والنظام الجمهوري والديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية.
وقد وضعت قيادة المقاومة الوطنية ممثلة بالعميد الركن طارق محمد عبد الله صالح في صدارة أولوياتها منذ لحظة التأسيس إعادة تجميع القوات النظامية من ضباط وأفراد متواجدين في مناطق سيطرة المليشيات الحوثية، والذين تعرضوا خلال أربع سنوات من انقلاب الحوثي لاستهداف ممنهج بهدف تدمير وملشنة المؤسسة العسكرية والأمنية والقضاء على العقيدة القتالية لمنتسبيها واستخدامهم وقودا في الحروب العبثية للمليشيات خدمة للأجندة الإيرانية في اليمن والمنطقة.
- حدثونا عن البدايات الأولى لتأسيس المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) وكيف تم التغلب على الصعوبات التي كانت قائمة عند التأسيس؟
تأسيس المقاومة الوطنية بدأ من الصفر وجاء في ظل ظروف سياسية وأمنية صعبة ومعقدة جعلت من تأسيس وانطلاق العمليات خلال فترة زمنية محدودة معجزة بحد ذاتها تضاف إلى الانجازات العسكرية التي حققتها المقاومة على الأرض. فقد انتقلت قيادة المقاومة الوطنية بعد انتفاضة ديسمبر إلى محافظة عدن، وتحركت بين حقل من الألغام السياسية والأمنية وتقاطع في الحسابات والمصالح بين الأطراف اللاعبة على الأرض وفي ظل علاقة بدت حينها ملتبسة مع الجميع بفعل الأزمة المندلعة في البلاد منذ العام 2011م، وتطوراتها الخطيرة بعد العام 2015 م، وخلال أسابيع استطاعت قيادة المقاومة الوطنية بدعم من التحالف العربي بقيادة الأشقاء في السعودية والإمارات كسر الكثير من الحواجز وإزالة الكثير من المخاوف لدى مختلف الأطراف، والتأكيد على أن معركة المقاومة الوطنية هي فقط مع المليشيات الحوثية الذراع الإيرانية في اليمن.
امتداد للحركة الوطنية ومصداقية القيادة
- ماهي الرؤية الوطنية التي حملها مشروع المقاومة الوطنية، وكيف استطاع قائدها تجسيد هذه الرؤية في فترة زمنية قصيرة؟
أود التأكيد هنا أن الرؤية الوطنية للمقاومة الوطنية هي امتداد للحركة الوطنية اليمنية وتحمل مشروعا وطنيا يتمثل في الحفاظ على الدولة ومؤسساتها وحماية المكتسبات الوطنية والدفاع عن النظام الجمهوري والوقوف في وجه المشروع الإمامي المتخلف الذي نجح في استغلال حالة الانقسام والتشرذم بين اليمنيين للعودة من جديد والسيطرة على مؤسسات الدولة ونهب مقدرات البلد ومعسكرات الجيش والأجهزة الأمنية والإضرار بالنسيج الاجتماعي وتزييف الوعي والتلاعب بالهوية الوطنية.
ولنستطيع القول أن مصداقية قيادة المقاومة الوطنية تجسدت في إيمانها بحتمية ومفصلية المعركة الوطنية مع المليشيات الحوثية، وإدراكها العميق لمدى الخطر الذي يمثله استمرار سيطرتها على الدولة ومؤسساتها كان العامل الأبرز في تجسيد الالتفاف الجماهيري حولها لوضوح رؤيتها وأهدافها، وكانت هذه هي رؤية العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح، والتي ركز فيها أيضا على ضرورة تجميع أفراد وضباط القوات المسلحة والأمن لتشكَّل منهم غالبية المقاومة الوطنية حتى لا يبقوا رهينة لدى عصابات الحوثي، إضافة إلى اختصار الوقت في التدريب.
ولذا فإن اللواء الأول والثاني غالبيتهم من أبناء المؤسستين العسكرية والأمنية وأعطيت نسبة لاستيعاب الشباب من مختلف محافظات الجمهورية.
ومن ثم تحركت المقاومة الوطنية بالتعاون مع رفاق السلاح في ألوية العمالقة باتجاه مفرق المخا لأن هذه الجبهة كان لابد من تحريكها قبل التوجه شمالاً نحو الساحل الغربي.
معركة المخا كانت عملية جراحية ماهرة لأنها عزلت الميليشيات الحوثية المتواجدة في جبال ومعسكر العمري وكهبوب والوازعية وموزع ما دعا عناصرها في هذه المناطق إلى الفرار تاركين أسلحتهم خلف ظهورهم.
إضافة نوعية أحدثت تحول كبير
- شكلت معركة الساحل الغربي الاختبار الحقيقي الذي أظهر أهمية ولادة المقاومة الوطنية.. ما الذي حققته المقاومة في هذا المجال وكان له التأثير الإيجابي في دحر مليشيات الحوثي حتى مدينة الحديدة في زمن قياسي؟
انطلاق العمليات العسكرية لقوات المقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" إلى جانب المقاومة الجنوبية في مفرق المخا، وحسم تلك المعركة الاستراتيجية في وقت قياسي أكد الفارق الكبير الذي يمكن أن تصنعه المقاومة الوطنية في معركة استعادة اليمن من المليشيا الحوثية الممولة من إيران.
هذا الفارق كان أكثر وضوحاً مع انطلاق عملية تطهير مديريات الساحل الغربي من مليشيات الحوثي بدءاً من مديرية الخوخة وصولا إلى عمق مدينة الحديدة وتحديدا إلى شارع صنعاء والمطاحن، ويتجلى ذلك في اكتمال مقومات حسم المعركة من القيادة الكفؤة والوحدات القتالية النوعية والمدربة تدريبا عاليا والقراءة الصحيحة لمسرح العمليات والخطة والفعالية في إدارة العمليات العسكرية والحاضن الشعبي الواسع الذي تتمتع به قوات المقاومة الوطنية والقوات المشتركة في جميع المناطق التي تم تحريرها من العصابة الحوثية.
جسدت التلاحم الوطني
- تأسيس المقاومة الوطنية جسد التلاحم الوطني في المشروع والتشكيلات والمعركة.. كيف يمكن إيضاح ذلك للرأي العام؟
تكفي الإشارة إلى أن قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية فتحت باب الانتساب لكل اليمنيين من جميع محافظات الجمهورية دون قيود أو تمييز، وبالفعل فقد ضمت المقاومة بين صفوفها شباباً من كل مدن وقرى ومديريات الجمهورية بين قادة وضباط وأفراد يمثلون كل الطيف اليمني.
كما أن المشروع الذي حملته قيادة المقاومة الوطنية على كاهلها والمعركة التي أطلقتها ضد مليشيات الحوثي كانت بحجم اليمن دون الانجرار لأجندات سياسية أو فئوية أو مناطقية.
الإعداد والتخطيط الجيد.. ثلاث معارك فارقة
- المقاومة الوطنية حققت نجاحا ملحوظا وكبيرا في زمن قياسي.. ماهي الأسباب التي تقف وراء ذلك، وكيف استطاعت تحرير كل هذه المساحة الكبيرة الممتدة من المخا إلى مدينة الحديدة وتغيير المعادلة العسكرية؟
باعتقادي أن الإدارة والإعداد والتخطيط الجيد للمعركة هي من أهم أسباب النجاح لأي عمل بشري بما في ذلك العمليات العسكرية، بالإضافة إلى الإيمان بعدالة القضية الوطنية ونبل الهدف والغاية التي تحملها قيادة وقوات المقاومة الوطنية في معركتها ضد المليشيا ت الحوثية التي كشفت عن وجهها القبيح وألغت أي إمكانية للتعايش معها، وأثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن المعركة بينها وبين اليمنيين هي معركة مصير، فإما أن ينتصر الشعب اليمني ويستعيد دولته وجمهوريته وأرضه ومقدراته وهويته وحياته الطبيعية وإما أن يسلم بالمشروع الإيراني في اليمن وأدواته ممثلة بالحوثيين وهو ما لن يقبله اليمنيون.
فالمعارك التي خاضتها المقاومة الوطنية في عامها الأول هي تلك المعارك التي خاضتها إلى جانب بقية تشكيلات المقاومة المشتركة، أبطال العمالقة وأسود تهامة، والممتدة على نحو 180 كيلومتراً من مفرق المخا غرب محافظة تعز جنوبا، إلى داخل مدينة الحديدة شمالا، وهي المعارك التي غيرت المعادلة العسكرية إلى حد كبير وجعلت من جبهة الساحل الغربي جبهة الحرب الرئيسة لتحرير اليمن من المليشيات الحوثية الإرهابية، التي قوضت الدولة وأهلكت الحرث والنسل.
ولابد هنا من الإشارة إلى معركتين خاضتها المقاومة الوطنية وكانتا وراء هذه الانتصارات الكبيرة التي تكللت بتطهير وتأمين كل هذه المناطق الشاسعة وأجبرت المليشيات الحوثية على الرضوخ والذهاب إلى اتفاق السويد.
المعركة الأولى هي معركة التأسيس من تحت الركام، ففي غضون أقل من شهرين من أحداث انتفاضة الثاني من ديسمبر التي استشهد خلالها الزعيم علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية السابق ورفيق دربه الأمين عارف الزوكا أمين عام المؤتمر الشعبي العام، وما نتج عن ذلك من تداعيات في معركة شعبنا ضد الحوثة إلا أن العميد الركن طارق محمد عبد الله صالح تمكن مع كوكبة من المناضلين الأحرار من تأسيس وبناء قوات حراس الجمهورية والمكونة من عدة ألوية بكامل قوامها وعتادها ومدربة تدريبا عاليا وبعقيدة قتالية مشبعة بحب الوطن.
المعركة الثانية تمثلت في تحقيق اصطفاف وطني يعرف بـ (المقاومة المشتركة) ويضم المقاومة الوطنية حراس الجمهورية وألوية العمالقة والألوية التهامية.
وبالعودة إلى المعارك الميدانية التي خاضتها المقاومة الوطنية حراس الجمهورية، فقد كان مفرق المخا غرب تعز هي الجبهة الأولى حيث انطلقت هذه المعركة فجر 19 من أبريل 2018 وتم حسمها خلال 18 يوما، وما تلك التطورات الكبيرة التي لحقت تطهير مفرق المخا إلا دليل على أن اختيار مفرق المخا كجبهة أولى لاستئناف عمليات تحرير بقية مناطق الساحل الغربي وراؤه تخطيط عسكري ناجح.. فما أن تم تحرير وتأمين مفرق المخا بكامل سلاسله الجبلية حتى أجبرت المليشيات الحوثية على الفرار من بقية المناطق التي كانت لاتزال تسيطر عليها والقريبة من السواحل الغربية لمحافظة تعز.. ومن قاوم منها في مديرية الوازعية وجبال العمري، مثلا، سرعان ما لقي حتفه على يد وحدات من أبطال العمالقة.
طبعا بمجرد ما أن انتهت العمليات العسكرية في جبهة مفرق المخا، حتى انتقلت المقاومة الوطنية حراس الجمهورية شمالا - محافظة الحديدة - لاستئناف معارك تحرير بقية مناطق الساحل الغربي.. وكانت البداية من منطقة قطابة شمال مدينة المخا.. كان ذلك بتاريخ 11 مايو 2018وسرعان ما تم تطهيرها وتأمينها وبالتزامن مع ألوية العمالقة التي تقدمت من الخط الساحلي وطهرت وأمنت ميناء الحيمة وتكبيد المليشيات الحوثية خسائر فادحة.
وتواصلت المعارك بوتيرة عالية وبعمليات مشتركة من كافة تشكيلات المقاومة المشتركة في مسارين متوازيين؛ الخط الساحلي والخط الثاني شرق الخط الساحلي لتنفيذ التفافات أثبتت نجاحات كبيرة، وفي وقت قياسي وبخطط وتكتيكات عسكرية ناجحة مسنودة بغطاء جوي من التحالف العربي توغلت المقاومة الوطنية شمالا في عمليات مشتركة إلى جانب أبطال العمالقة وأسود تهامة، وتمكنت من تطهير وتأمين كافة المناطق على الخط الساحلي والقريبة من الخط في مديريات التحيتا وبيت الفقيه والدريهمي وصولا إلى الهدف الإستراتيجي مدينة الحديدة.
وعندما تولت ألوية العمالقة الهجوم كرأس حربة لتطهير وتأمين البوابة الجنوبية لمدينة الحديدة (دوار وقرية المنظر وأجزاء من مطار الحديدة وكذلك البوابة الشرقية للمدينة قوس النصر في كيلو 13) وتطهير وتأمين مدينة التحيتا مركز مديرية التحيتا وأجزاء واسعة من مدينة الدريهمي مركز مديرية الدريهمي؛ بدورها تولت المقاومة الوطنية حراس الجمهورية تأمين الخط الساحلي وخاضت معارك لا تقل أهمية وخصوصاً في الجاح والفازة، فيما تولت وحدات من الألوية التهامية تأمين مفرق الجبلية حيث دفعت المليشيات الحوثية الانقلابية بثقلها لإحداث اختراق في تلك المناطق الإستراتيجية، محاولة قطع خط الإمداد وتخفيف الضغط على عناصرها في الجبهات المتقدمة، ولكن كل محاولاتها باءت بالفشل الذريع وتكبدت خسائر فادحة في العدد والعتاد .
وفي المعركة الكبرى، معركة تحرير مدينة الحديدة تولت المقاومة الوطنية حراس الجمهورية الهجوم كرأس حربة مسنودة بوحدات من أبطال العمالقة واسود تهامة وحققت انتصارات كبيرة؛ حيث تمكنت من تطهير وتأمين اجزاء واسعة من المدينة وأصبحنا نتمركز في قلب المدينة، وعلى مقربة من ميناء الحديدة..
هذه الانتصارات أجبرت المليشيات الحوثية على الخضوع للمشاورات التي تكللت باتفاق السويد والذي نص على انسحابها من مدينة الحديدة وموانئها الثلاثة، وفي حال استمرت المليشيات الحوثية المدعومة إيرانيا في مراوغاتها وتنصلها عن الاتفاق، فإن أبطال المقاومة المشتركة بكافة تشكيلاتها جاهزون لاستكمال تطهير وتأمين المدينة.
الشهداء والجرحى
- الشهداء والجرحى هم أيقونة هذه المقاومة والذين كان لهم الفضل في تحقيق الانتصارات على مليشيات الحوثي الإيرانية خلال عام.. حدثونا عن شهداء وجرحى المقاومة وماذا قدمتم لهم؟
الشهداء هم زملاء ورفاق السلاح والنضال الذين غادرونا بأجسادهم بينما أرواحهم ما زالت حاضرة بيننا نفاخر بهم وببطولاتهم وتضحياتهم من أجل الوطن ولن نوفيهم حقهم مهما قلنا أو قدمنا، وستظل أجيال اليمن تتداول بفخر أسماء هؤلاء الأبطال الذين قدموا أرواحهم رخيصة من أجل عزة ورفعة الشعب اليمني وتحريره من هذه الشرذمة الخبيثة، وسيظل شعبنا يتذكر فلذات أكباده من الشهداء بكل معاني العرفان والإكبار والإجلال.
وقيادة المقاومة الوطنية تولي اهتماما خاصا بملفي الشهداء والجرحى وذلك من خلال تشكيل اللجان المتخصصة واتخاذ الاجراءات التي تضمن رعاية أسر الشهداء والاهتمام بالجرحى الذين تتفاوت إصاباتهم بين خطيرة ومتوسطة وطفيفة، حيث يتلقى عدد من جرحى المقاومة الوطنية العلاج في المستشفيات الميدانية، وفي مستشفيات مدينة عدن الباسلة، كما تم نقل عشرات الحالات التي تستدعي العلاج في الخارج إلى المانيا والهند والأردن والقاهرة والإمارات.
مواجهة المشروع الإيراني
- كيف تنظر المقاومة الوطنية لمواجهة المشروع الإيراني الذي تنفذه مليشيات الحوثي في اليمن سواء في إطار البعد الوطني أو البعد الإقليمي العربي وخاصة في مواجهة التهديدات الإيرانية للملاحة في منطقة باب المندب والبحر الأحمر؟
ندرك جيدا أن المليشيات الحوثية مجرد أداة لتنفيذ الأجندة الإيرانية في السيطرة على اليمن وتحويله إلى منصة لاستهداف وإقلاق أمن دول المنطقة وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، وتهديد أمن الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
وإذا كانت المعركة التي نخوضها ذات منطلقات وابعاد وطنية تتعلق بحماية المكتسبات فإنها في ذات الوقت معركة ذات أبعاد قومية، فاليمنيون بمختلف انتماءاتهم وأطيافهم والمقاومة الوطنية "حراس الجمهورية" جزء منهم لن يسحموا مهما كانت الظروف والتحديات بأن تتحول أرضهم إلى قاعدة للإرهاب الإيراني، ولن يكون فيها موطئ قدم لتصدير المشاريع والمؤامرات الخارجية التي تستهدف المنطقة العربية وتهدد الأمن والسلم الدوليين.
وقد تمكنت المقاومة الوطنية مع ألوية العمالقة والمقاومة التهامية من تأمين جزء كبير من الساحل الغربي لليمن من مدينة الخوخة وحتى شارع الكورنيش في مدينة الحديدة، وأسهمت هذه العمليات بشكل كبير في وقف عمليات تهريب الأسلحة الإيرانية والحد من الأعمال الإرهابية المهددة للملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب.
أضلاع رأس الرمح.. تكامل نحو النصر
- كيف تصفون علاقة المقاومة الوطنية (حراس الجمهورية) بإخوانهم في المقاومة التهامية وألوية العمالقة في إطار المقاومة المشتركة وأيضا العلاقة مع قوات التحالف العربي؟
العلاقة بين قوات المقاومة الوطنية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية هي علاقة قوية ومصيرية وقد تعمدت بالدم في مختلف ميادين القتال من مفرق المخا حتى مدينة الحديدة حيث قاتل الأبطال من كافة الألوية جنبا إلى جنب وتشاركوا الخنادق والمتارس ولقمة العيش وتوزعوا المهام القتالية في معركة شعبنا ضد المليشيات الحوثية المدعومة من إيران، والأمر ذاته ينطبق على علاقة قوات المقاومة الوطنية حراس الجمهورية مع التحالف العربي بقيادة الأشقاء في السعودية والإمارات والذين قدموا الدعم لليمنيين في معركتهم المصيرية وامتزجت دماء شهدائهم الأبرار بالدماء اليمنية في أكثر من محور وجبهة.
دعم المسار السياسي
- ما موقف المقاومة الوطنية من دعم المسار السياسي ومدى استعدادها لاستكمال مهامها العسكرية إذا استمر إفشال المليشيات الحوثية لهذا المسار؟
المقاومة الوطنية كانت من أوائل المرحبين باتفاق السويد والذي نص بشكل واضح على انسحاب المليشيات الحوثية من موانئ ومدينة الحديدة وإعادة الانتشار خارج المحافظة، والذي جاء نتيجة مباشرة للضغط العسكري عليها بعد إطلاق القوات المشتركة ممثلة بحراس الجمهورية وألوية العمالقة والمقاومة التهامية لعملية تحرير مدينة الحديدة. كما التزمت المقاومة الوطنية كجزء من القوات المشتركة باتفاق وقف إطلاق النار في محافظة الحديدة رغم الاختراقات اليومية من قبل الحوثيين، وقدمنا ضمن الوفد الحكومي في لجنة تنسيق إعادة الانتشار الكثير من التنازلات لتحريك المسار السياسي وضمان تنفيذ بنود الاتفاق؛ وفي حال فشل هذا المسار الذي ترعاه الأمم المتحدة فإن قوات المقاومة الوطنية والقوات المشتركة جاهزة لتحرير موانئ وما تبقي من مدينة الحديدة وتأمينها ووقف كافة الانتهاكات التي تمارسها المليشيا بحق المواطنين في المدينة.
مستعدون للتواجد في أي جبهة
- هل هناك حضور للمقاومة الوطنية في الجبهات الأخرى والرؤية المستقبلية لها؟
حضور قوات المقاومة الوطنية ليس مقتصراً على جبهات الساحل الغربي، فقد أُطلقت العمليات العسكرية للمقاومة في مفرق المخا بمحافظة تعز، كما أن المقاومة الوطنية كانت على وشك التحرك لفك الحصار عن القبائل المحاصرة من مليشيا الحوثي وتحديدا في مديرية كشر.
ومؤخرا انضمت وحدات من حراس الجمهورية إلى القوات الحكومية والمقاومة الشعبية في مناطق مريس والعود بمحافظتي الضالع و إب، ونحن على أهبة الاستعداد للتواجد في أي جبهة، والمشاركة في تحرير كل جزء من التراب اليمني من المليشيا ت الحوثية التي جرت البلد للعنف والفوضى الذي نعيشه.
موعدنا مع النصر قريب
- كلمة أخيرة تودون قولها في هذه المناسبة ...؟
أود أن أحيّي بهذه المناسبة شعبنا اليمني العظيم، مصدر قوتنا والرافد والسند لمعركتنا العادلة، والتحية لفرسان المقاومة الوطنية الذين يرابطون في المتاريس المتقدمة من أجل استعادة مؤسسات الدولة المختطفة إلى جانب رفاقهم في السلاح من ألوية العمالقة والمقاومة التهامية والجيش الوطني وكل تشكيلات المقاومة التي تخوض نضالا بطوليا ضد عصابة الحوثي الكهنوتية في مختلف المحافظات.
ونؤكد للجميع أن موعدنا مع النصر قريب، ومثلما تجاوزنا الصعوبات والمؤامرات وأصبحنا نقف في خنادق الدفاع عن النظام الجمهوري، فقد حان الوقت لتوحيد قوى الصف الجمهوري وتجاوز الخلافات، وتوجيه الجهود والإمكانيات لصالح المعركة المصيرية لشعبنا، فهذا غاية وهدف قيادة المقاومة الوطنية ممثلة بالعميد طارق محمد عبد الله صالح، فاذا انتصرنا على خلافاتنا، بالتأكيد سنتجاوز كل المخاطر وسنمضي بالوطن إلى بر الأمان..
وفي الختام نترحم على أرواح الشهداء الأبرار الذين أشعلوا بدمائهم الطاهرة شعلة الحرية التي ستظل متوهجة حتى يتحقق النصر لشعبنا اليمني، كما نسأل الله الشفاء العاجل للجرحى، ونجدد العهد بأننا على دربهم سائرون مهما كانت التضحيات..