قصة سجين قتله المرض في سجن مليشيا الحوثي وظل مقيداً بالسلاسل حتى بعد موته
يقضي مئاتُ السجناء نحبهم في معتقلات مليشيا الحوثي الإرهابية، بسبب التعذيب تارةً، والإهمال تارةً أخرى، وانتشار الأوبئة والأمراض الفتاكة بين السجناء دون عرضهم على الأطباء أو تقديم الأدوية لهم، وإخضاعهم لتصرفات عدوانية يرتكبها عناصر المليشيا في السجون.
في السجن المركزي بمحافظة إب وسط اليمن، انتشل جثمان شابِ من بين السجناء وقد أهلكه المرض وانتزع روحه. لكن قصته تختلف عن قصص باقي السجناء الذين دفع بهم إلى الأقبية المظلمة دونما سبب.
حُمل فهد تهمة القتل العمد، وكان كبش الفداء لجريمة بشعة ارتكبتها عصابة حوثية في المدينة، لم تجد طريقاً للتملص من الجريمة إلا بإلقائها على شابٍ بريء، انتهى به الحال ميتاً لوطأة المرض الذي حل به.
بداية قصة فهد كانت حينما اصطحبه مجموعة عناصر من المليشيا في مدينة إب ينوون ارتكاب جريمة سبقها الإصرار والترصد، وخطة محكمة لإلقاء التهمة على من لا حول له على مجاراة قانون جماعة لا تعرف إلا الموت، واستباحة الدماء والأرواح.
مضى برفقة العصابة الحوثية ولم يكن يعلم ما يبيتون له، واعترضت العناصر الكهنوتيون سائق دراجة نارية في شارع بالمدينة، ثم أطلقوا النار عليه عندما حاول التحاور معهم، فأردوه قتيلاً في المكان وغادروا آخذين فهد معهم.
خاطبت العصابة الشاب فهد بإيعاز، وألزمته تسليم نفسه للشرطة الحوثية والاعتراف بارتكاب الجريمة التي لا علاقة له بها، لكنه حاول الرفض فوعدته العصابة الحوثية بالعمل للإفراج عنه بعد فتة وجيزة من السجن، وتقديم الدعم له.
وبعد حوار وإيعاز ووعود، قبل فهد بالاعتراف، فدخل السجن المركزي في مدينة إب، لكنه كان بمثابة الشبك الذي أوقعته فيه العصابة، وهنالك ظل ينتظر يوماً تلو الآخر لفجر الحرية، غير أن العصابة تركته يواجه مصيره منذ أن وضع قدمه في باب الزنزانة.
لمدة سنتين ظل يعد الأيام متنقلاً من زنزانة إلى أخرى، يتعرض للتعذيب، والإجراءات التعسفية، والإهانة، والتعامل اللا إنساني، حتى أصيب بالمرض إلى أن مات في الزنزانة نتيجة حالته الصحية السيئة..
أسعف إلى المستشفى عندما وقع على الأرض، لكنه لم ينقل مريضاً، بل جثة هامدةً، حملت إلى المستشفى لتكفينها والذهاب بها إلى المقبرة.
يروي أحد أقارب القتيل، أن المليشيات الكهنوتية رفضت فك القيود من قدمي فهد، حتى بعد موته. يضيف: لم تفك قيوده إلى عندما أوصلناه إلى المقبرة لدفنه.
يشير قريب المغدور به، أن فهد كان اعترف في السجن ببراءته إلا أن العصابة الحوثية كانت تتشكل من قادة ومشرفين حوثيين، فلم تقبل شهادته وحمل التهمة رغماً عنه، لافتاً إلى أن العصابة تخلصت منه بطريقة شنيعة.