بعد 40 عاما من فرض نفوذ سلطة الملالي "ولاية الفقيه"، يحصد الإيرانيون والعالم الإسلامي والمنطقة العربية، مخلفات هذا النظام الاستبدادي، حيث تفرخ منه "الإرهاب، والفساد، والقمع،". فالجماعات الإرهابية التي أنشأها (الحوثيون، حزب الله ، داعش، القاعدة، الحشد الشعبي، حزب الله) لخدمة مشروعها الخاص  "ولاية الفقيه"التي صدّرت خلال 4 عقود ما تعيشه المنطقة  من حروب وفتن طائفية.

 

وتتركز استراتيجية نظام الملالي القروسطي -نسبة للقرون الوسطى- الحاكم في إيران منذ ظهر وحتى الآن، على ركيزتين لحفظ السلطة وهما: القمع في الداخل، وتصدير الإرهاب وإشعال الحروب في الخارج؛ لا سيما منطقة الشرق الأوسط.
 
وعلى مدى 4 عقود اعتمد نظام الملالي على تصدير الإرهاب والتطرف وإذكاء الحروب في المنطقة وتحديداً في اليمن والعراق وسوريا ولبنان أيضاً؛ كان هذه الاستراتيجية خدمة للنظام، والتي لم تكن لها حصيلتها للشعب الإيراني وشعوب المنطقة سوى التدمير والخراب والقتل والإبادة وخسارة قدرها مئات المليارات من الدولارات.
 
وظل هذا النظام "الخميني" يتربص بالوطن العربي، بهدف التوسع وفرض السيطرة، فقد اوكل النظام مهمة دعم  وخلق الجماعات الإرهابية للحرس الثوري، حيث كشفت تصريحات لبعض قيادات سابقة في الحرس الثوري الإيراني، أن من أهداف النظام الإيراني جزء من نشاطات الحرس الثوري التوسع خارج الحدود الإيرانية.
 
وكان سفير إيران السابق لدى منظمة الأمم المتحدة، منصور فرهنك، اتهم النظام الإيراني الحالي باتباع سياسة الطائفية، وتصدير نظامه إلى البلدان العربية، وفق ما ذكرته صحيفة نيويورك تايمز.
 
 
وعلى الصعيد الداخلي هناك غضب كامن. إذ تشهد الساحة الإيرانية منذ 2007 مظاهرات تنديدا بارتفاع مستوى المعيشة والفساد المالي الذي يمس جميع مؤسسات الدولة. وترى بعض الطبقات الاجتماعية، ولا سيما الشعبية، أنها لم تجن ثمار السياسة الاقتصادية التي وعد بها الرئيس روحاني.
 
واعتقل النظام الحاكم، الذي يقوده رجل يوصف بأنه إصلاحي، هو حسن روحاني، أكثر من 7000 ناشط سياسي ومنتقد للنظام، وفقا لتقرير صدر الأسبوع الماضي عن منظمة العفو الدولية.
 
ووفقا لتقارير، فقد شارك أكثر من نصف هؤلاء المعتقلين في احتجاجات مناهضة للحكومة اجتاحت إيران عامي 2017 و2018.
وقال مدير الأبحاث في منظمة العفو الدولية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، فيليب لوثر، إن "حجم الاعتقالات وحالات السجن وأحكام الجلد تكشف عن مدى التطرف الذي سلكته السلطات في قمع المتظاهرين السلميين".
 
ويتعرض نظام "ولاية الفقيه" بانتظام إلى انتقادات دولية بسبب القمع الذي يمارسه ضد معارضيه من جهة ولعدم احترامه حقوق الإنسان وحرية التعبير فضلا عن عدم احترام حقوق المرأة ودعمه للإرهاب. 
 
وكانت منظمة العفو الدولية كشفت أدلة موثقة على "جرائم ضد الإنسانية" ارتكبها النظام الإيراني بحق المعارضية منذ 30 عاما وحتى اليوم، من خلال عمليات إخفاء قسري وإعدام خارج نطاق القضاء، مطالبة الأمم المتحدة بإجراء تحقيق مستقل.
 
وقالت المنظمة في تقرير موثق بعنوان: "أسرار ملطخة بالدماء.. لماذا لا تزال مجازر السجون الإيرانية في 1988 جرائم مستمرة ضد الإنسانية"، إنه "من خلال إخفاء مصير ومكان وجود الآلاف من المعارضين السياسيين الذين اختفوا قسرا وأعدموا سرا في السجن منذ 30 عاما، فإن السلطات الإيرانية تستمر في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
 
ويدفع الشعب الإيراني فاتورة هذه النظام حيث يعش وضعا اقتصاديا صعب، حيث يدأب المواطنين إلى الجمع بين عدة مهن أو اللجوء إلى الجمعيات الخيرية. وتعيش إيران أسوأ أزمة اقتصادية منذ 1979، وفق ما أعلنه رئيسه حسن روحاني، حيث تسجل ارتفاعا في التضخم والبطالة والفقر.

أخبار من القسم

اشترك الآن بالنشرة الإخبارية