أسير متحوث يكشف تفاصيل آخر مهمة قام بها ويؤكد «قتلت أخي بعبوة ناسفة»
قصة بالغة التأثير رصدتها "وكالة 2 ديسمبر"، من اعترافات أسير كان يعمل لصالح المليشيات الحوثية في الساحل الغربي، قبل أن يلقي القبض عليه أبطال المقاومة الوطنية، حراس الجمهورية، في منطقة قريبة من الجبلية غرب التحيتا.
وفي معرض اعترافات الأسير المتحوث، المدعو سالم عبدالله إسماعيل امنوبي، من أبناء منطقة الكدح بمديرية الخوخة جنوب الحديدة، كشف عن كثير من المعلومات والأسماء المسئولة عن زرع العبوات الناسفة في المديريات الجنوبية.
وعند أول تصريح له، سرد الأسير امنوبي تفاصيل عن المناطق التي زرع فيها العبوات الناسفة بمعية حوثيين.
وقال إن صديقه المدعو أبو بكر بن حسين سالم، المُكنى "أبو ضياء" هو من أثر عليه ودفعه للعمل مع المليشيات. مبيناً أن مهمته الأولى تمثلت في زرع عبوة ناسفة في منطقة الدنينة بمديرية حيس، بالتشارك مع عنصر حوثي آخر يدعى أبو نصر من محافظة حجة.
وعن مهمته الثانية، كشف الأسير أنها كانت مع عنصر حوثي آخر يدعى أبو محسن وهو من أبناء محافظة حجة أيضاً، أما المهمة الثالثة فتقاسمها مع شخص آخر، وهو صديق قديم له من أبناء منطقة حسي سالم في حيس، يكنى بـ "أبو بكيل" واسمه الحقيقي حميد محمد.
وطلب أبو بكيل من الأسير امنوبي أن يمضي معه لتوصيل كمية من القات إلى أحد الأماكن، وعندما سأله امنوبي عن المكان، أجابه أنهم سيصلون إليه.. يضيف الأسير "وصلنا إلى المكان وكان ثلاثة أشخاص ينتظروننا ولديهم دراجتان ناريتان يكنون بـ "أبو غازي، أبو يحيى، أبو حمزة". مؤكداً "لاحظت معهم عبوات ناسفة".
وذهب امنوبي برفقة صديقه والثلاثة الآخرين الذين التقوا بهم، حتى وصلوا إلى منطقة الجبلية، وتوزعوا لنشر العبوات الناسفة. مزيداً "سمعنا انفجاراً عند الساعة العاشرة أو العاشرة والنصف ليلاً، وعرفنا أنها إحدى العبوات الناسفة". وبعد ساعة من الانفجار جاء إليهم نجل شيخ حسن سالم ويدعى عبد القوي محمد "أبو حمزة"، ومعه أبو غازي وهو جريح.
أردف، سألت أبو حمزة: أين أبو بكيل وأبو يحيى، أخبره أنهم قتلوا بانفجار واحدة من العبوات الناسفة التي كانت بحوزتهم. مشيراً إلى أن الجريح أبو غازي تُرك تحت شجرة في الجبلية للراحة وحالته صعبة للغاية وجروحه بليغة جداً.
وتابع الأسير امنوبي: مضينا ومعنا الجريح نحو غرب التحيتا، وقد قتل اثنان من فريقنا المكون من خمسة أشخاص، لم نبق إلا أنا والجريح أبو غازي، وأبو حمزة، لكن أبو حمزة قرر في الساعة الخامسة فجراً أن يذهب للبحث عن الدراجات النارية، ولم يعد إليهم حتى الساعة العاشرة صباحاً.
وواصل يقول، عند الساعة العاشرة ذهبت للبحث عن أبو حمزة والدراجات النارية، فلم أجده، التقيت بمواطن وكنت أحاول استغلاله لجلب دراجاتنا النارية، إلا أن الوقت مضى حيث وقع في أسر قوات المقاومة الوطنية وأخبرهم أن لديه شخصا جريحا، عملت المقاومة الوطنية على نقله فوراً إلى المستشفى وما يزال حتى اللحظة يتلقى العلاج.
وأشاد الأسير الحوثي بالتعامل الأخلاقي من قبل أفراد المقاومة الوطنية معه. لافتاً إلى أنه لم يكن يتوقع هذه المعاملة، وأنه لم يشعر بالخوف الآن بعد أن تبين له مستوى التعامل الإنساني من قبل المقاومة الوطنية مع الأسرى.
وكشف الأسير امنوبي أن إحدى العبوات الناسفة التي زرعها قتلت شقيقه علي عبد الله إسماعيل، برفقة اثنين من المدنيين أحدهما يدعى علي جبيلي كانا عائدين من البحر فقتلتهم عبوة ناسفة زرعها في الطريق.
ودعا امنوبي في ختام اللقاء معه، كل أبناء الحديدة والساحل الغربي إلى عدم التعاون والتعامل مع المليشيات الحوثية، وأن يتقوا الله ولا ينجروا إلى نفس المسار الذي مضى فيه. معبراً عن أسفه لأنه وقع في فخ المليشيات.